علينا أن نتواضع ونحاسب ذاتنا اذا ارتكبنا تجاوزات بحق الغير أو قمنا بإيذائهم بأفعالنا أو أفكارنا ضدهم , وعلينا التأسف عن ذلك وتصحيح ما قمنا به لنتقدم في علاقتنا معهم ونطور تلك العلاقه
محاسبة الذات بضمير حي يؤدي الى تسامي قدراتنا الروحيه كبشر , الضمير الحي للمرء يكون يقضاً تماماً , والسلوك المحكوم به يكون خالياً من التجاوز على الغير , وبمنتهى الفضيلة الأخلاقيه والتهذيب
على العكس فأولئك الذين لا يحاسبون ذواتهم ولا يمتلكون فضيلة التواضع وبلا ضمائر حيه يكونون مغرورين , مخدوعين بأنفسهم , مليئين بالطمع والغضب والغيره , هؤلاء قد يرتكبون أي فعل مشين يفقدهم كرامتهم الإنسانيه من أجل إشباع غاياتهم . هؤلاء وكما شبه القرآن الكريم , تراهم كأعجاز نخل خاويه , أو كأعجاز نخل منقعر
الذين لديهم ضمير ويحاسبون أنفسهم يستطيعون تصحيح أخطائهم ويتقدمون في علاقاتهم مع الغير ويطورون مزايا أنفسهم ويسيطرون على أفعالهم ومواقفهم
اذا بدأ المرء من سن مبكره بتهذيب نفسه متواضعاً في تعامله ومحاسباً نفسه على ما يقوم به , أو على جهله , أو قلة فضائله الأخلاقيه , أو عجزه وإحساسه بعدم الملاءمه , فهو سيتجاوز الكثير من الهفوات التي قد يقع فيها منذ مقتبل عمره
اذا تمكننا من دمج التواضع مع حساب الذات في سلوكنا وأفكارنا وإستعملناهما في حياتنا اليوميه , في كلامنا وسكوتنا , في حركاتنا وسكوننا , عندها سنتمكن من تحسين فضائلنا الأخلاقيه متحركين في كل مجالات الحياة دون عوائق
د. ميسون البياتي