مجلس عزاء للديمقراطية في ساحة التحرير

قطرات الماء القليلة قد تصنع جدولاً.

( مثل ياباني )

ماذا حدث امس في ساحة التحرير؟.

لقد انكشفت كل اوراق السلطة الحاكمة وبانت عوراتهم.

100 شاب وشابة تجمعوا في ساحة التحرير ليحتجوا على انعدام الامن وانتشار الفساد المالي والاداري ورفعوا شعار “العراق ينتفض”.

عدد من اولاد الملحة طلبوا منهم ان يفتحوا مجلس عزاء لتقبل التعازي بمناسبة وفاة “الديمغراطية” التي ماتت اثناء الولادة.

لنقرأ بعناية شهادة احد المعتقلين(علي هاشم) ونرى كيف تكون الديمغراطية الحقة التي يتشدق بها من هب ودب:

“اليوم كنا في ساحة التحرير، خرجنا لكي نقول كفى لنزيف الدم العراقي الذي تسببتم به يا احزاب السلطة بسبب صراعكم على الحكم، وكما هو متوقع كانت كل الشوارع الى ساحة التحرير مقطوعة، والتواجد الامني فوق العادة، ورغم ذلك استطعنا الولوج الى الميدان, طوقتنا قوات الداخلية وطلبوا منا ان ننهي احتجاجنا وان نتفرق بحجة اننا لم نكن نملك التصريح للممظاهرة رفضنا الرحيل وصدحت حناجرنا بحب العراق وبالرحمة على على ارواح الشهداءالذين قتلوا في زمن الحرية والامان.

نقطة نظام: لاول مرة نسمع بان التظاهرة تحتاج الى ترخيص من السلطة.. انها فعلا نكتة.

ويكمل علي هاشم شهادته:

نزلت قوات الجيش الى الميدان باكثر من 20 سيارة عسكرية مدججة بالسلاح.

استقبلناهم بالاعلام والورود الا انهم تعاملوا كأننا عدو مبين . رغم ذلك وقفنا بكل اصرار وعزيمة ولم نتزحزح عن مكاننا فما كان من قائد الفرقة الحادية عشر الا ان يطلب من جنوده ان يشددوا الخناق علينا ويفرقونا بالقوة, وبعد ان باءت محاولاتهم بالفشل قال قائد الفرقة الحادية عشر بان هناك مسؤولا حكوميا كبيرا يريد ان يفاوض منظمي التظاهرة،خرجت عليه ومعي اربعة شباب وشابة شجاعة. وصعدنا في سيارتين لينطلقوا بنا مباشرة الى مركز شرطة باب المعظم.كمتهمين! عميد في الجيش مارس معنا الحيلة والكذب فما بالك بالاخرين.وبعد 6 ساعات من الافادة والتحقيق ارسلت اوراقنا الى القاضي ليقرر خروجنا بكفالة قدرها 500 ألف دينارلحين مثولنا امامه يوم الاحد ليصدر حكمه فينا”.

شهادات اخرى:

قال سليم الجبوري رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب ” إن “ما جرى اليوم يعد تكميماً للأفواه ومؤشراً سلبياً والمفترض أن يترك للناس حرية التعبير عن رأيهم بالطرق السلمية والقانونية”، موضحاً أنه “لم يكن هناك أي تجاوز على الأمن العام من قبل المتظاهرين”.

قال أحد منظمي التظاهرة واحد المعتقلين السبعة، كرار كيتاوي في حديث إلى (المدى برس)، إن “القوات الأمنية خدعتنا، وأخبرتنا أنها ستقوم بإخذنا إلى مكان لكي ندون فيه مطالبنا، إلا أنها أوصلتنا إلى المعتقل”.

هل عرفتم الان لماذا يريد اولاد الملحة فتح مجلس عزاء للديمغراطية؟.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.