مجزرة الكرادة اصابع وشبهات

safielyaseriاثارت وقائع مجزرة الكرادة الكثير من تساؤلات الراي العام العراقي والكثير من الشبهات والشكوك والاتهامات مع دفق المعلومات والوقائع التي لم نجد لها تفسيرا حتى الان ،منها كيفية احتراق طوابق مبنى مجمع الليث وما هي المادة التي استخدمت لاحراقه بمن فيه ، وهل هي السي فور ام النابالم ،فالسيفور له مصدر ولا يمتلكه الا الجيش العراقي ،والنابالم وهو مادة شديدة الاحراق ويوجد منه فقط في مخازن روسيا واميركا وباكستان ،وربما باعته باكستان للسعودية او لايران بحسب تهميشات بعض نشطاء الميديا الاجتماعية ،ومن ينظر الى مشهد الحريق الذي اتى على البنايات المتقابلة في الشارع المستهدف يستغرب كيف احرقت حتى الطوابق العليا فيها وكم هو حجم ونوع المادة المستخدمة في الاحراق وكيف تمكنت الشاحنة التي قال وزير الداخلية انها اتت من ديالى اجتياز كل مفارز التفتيش من ديالى الى بغداد وصولا الى الكراده ،وهل كان السائق يحمل تصريحا باجا يبين انه ينتمي الى جهة حكومية او ميليشيا من ميليشيات الساحة وهو ما اثاره تسريب صدري المصدر ان مرتكب المجزرة ينتمي الى ميليشيا ابو الفضل العباس وهي ميليشيا تابعة للمخابرات الايرانية ومنضوية تحت لافتة الحشد الشعبي ،ومع ذلك هنالك سؤال منطقي هو ما الهدف من استهداف هذه الميليشيا منطقة الكرادة وارتكاب مجزرة بهذا الحجم وبخاصة ان اغلب سكان الكرادة هم من الشيعة وهوية ميليشيا ابو الفضل تقول انها شيعية وان كان هذا الاعتبار الطائفي لا قيمة له في الاستهدافات السياسية ،لكننا نورد هنا اضاءة ولو بسيطة علها تنير زاوية وتجيب على بعض الاسئلة وان كانت تطرح اسئلة من نوع اخر ، وعدد الجثث المتفحمة يكشف ان التفجير كان للاحراق بالمواد الكيماوية وليس للتدمير والمستهدف بهذا النوع من التفجيرات هم البشر ،ويعزز هذا القول ان الشاحنة التي جرى تفجيرها لم تترك اي اثر تحتها من حفرة او اخدود او شيء من هذا القبيل وهو ما يعني انها نشرت اكبر حجم من المادة الحارقة تلك من حولها وربما كانت صهريجا يحوي تلك المادة وهو ما لم تكشفه العلومات امتداولة حتى الان ،والان هناك تساؤل مهم جدا بفرعين احدهما حول تبني داعش عملية التفجير وما اذا كان هذا التبني صحيحا ،وهل يملك تنظيم داعش موادا كيماوية بهذه الفاعلية المرعبة ،واذا لم تكن داعش فمن هو المستفيد من هذا التفجير الان الاستفادة تكشف هوية الفاعل ،ويمضي البعض الى تصور وجود اصابع ايرانية في الموضوع ذلك ان ايران ضالعة في حفر وتعميق وتفجير الصراع الطائفي في العراق كما هو حالها في سوريا ولبنان واليمن ،وما يعزز هذا القول ان الميليشيات الايرانية استغلت اجواء الكدر والرعب التي خلقتها مجزرة الكرادة لتقوم بقصف مخيم ليبرتي الذي يستوطنه اللاجئون الايرانيون وعدد من المناطق القريبة من المخيم والقرية العراقية لاثارة المواطنين ضد سكان المخيم الذين يمنع وللاسبوع الثاني عنهم الطعام والوقود والتيار الكهربائي والدواء .
وهذه الجريمة هي الاخرى تطرح اسئلتها الخاصة بكيفية وصول الشاحنة الى عكركوف ومن اين اتت ومن تواطأ في ايصالها وعدم تفتيشها والتغطية عليها ، ونحن نعرف ان استهداف المخيم بالصواريخ تكرر عدة مرات وان المستفيد من قصفه هو النظام الايراني.
وثمة اسئلة كثيرة فرعية وشبهات تراود اذهان البعض بشان مجزرة الكرادة منها ان بعض المواطنين في مكان التفجير اتصلوا بذويهم بعد التفجير واخبروهم بسلامتهم وبعد ذلك اختفوا او وجدوا جثثا محترقة ويتهم البعض سيارات اسعاف مجهولة قامت باختطافهم ،وهذه الاسئلة لابد ان تطرحها اية لجنة تروم التحقيق بنزاهة وجدية ،ونحن نعرف ان الية تشكيل اللجان واللجان ذاتها يراد منها طمر القضية المطلوب الاجابة عن اسئلتها.

About صافي الياسري

كاتب عراقي في الشأن الإيراني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.