مجاهدو الطائفة

alifayadbosnaNizar Nayouf

في الساحل السوري، وهو مصطلح جغرافي أصبح مرادفا لمصطلح “علوي / علويين”، وهذا خطأ فادح و فاضح لأن طوائفَ أخرى تسكن المنطقة أيضا،هناك ظاهرة لا يكاد يخلو منها تشييع شهيد من شهداء الجيش، وهي إرداف اسمه ورتبته بتعبير “المجاهد”! فأصبحنا نقرأ في النعوات تعابير من مثل: العقيد المجاهد الشهيد فلان، والمقدم المجاهد الشهيد فلان …إلخ.

تلك الحثالات الطائفية الحقيرة ،التي تضيف مفهوما دينيا من هذا النوع إلى اسم شهيد ينتسب إلى مؤسسة يُفترض أنها تمثل دولة،تعترف بطريقة لا واعية ( وربما واعية تماما!!) بما يؤمن به عقلها الجمعي الباطن، وهي أن شهيدها سقط دفاعا عن الطائفة وليس عن الوطن. وهذا ما قلناه منذ العام 2011 حين ظهر ذلك الفديو الشهير لأحد ضباط القرداحة السفلة(علي خزام، قبل مقتله)، الذي أعلن جهارا أنه يقاتل “تحت راية أمير النحل” وأن حربه “امتداد لحرب أمير النحل في صفين”!

بعدها قلت ما حرفيته : الجيش الذي يضع قائد إحدى فرقه العسكرية لوحة في مكتبه كتب عليها “لبيك يا زينب”( وهو المجرم اللص قائد الفرقة 17، صاحب “شوالات المصاري” التي نقلها بطائرة الهيلوكبتر قبل فراره)، والجيش الذي يقاتل ضباطه تحت راية “أمير النحل”، ليس سوى عصابة أو ميليشيا طائفية تمثل من ينضوي فيها فقط ، ولا يشرفني أن أنتمي إلى دولة يقاتل عسكرها تحت راية أمير النحل ويُطلق عليهم اسم “مجاهدين” كما لو أنهم في حركة طالبان، أو أي حركة إسلامية أخرى، ثم ينتحلون صفة “جيش وطني”!

تلك النعوات هي ما يصح أن نقول عنها “نعوات طائفية”، وليست تلك النعوات التي كتب عنها النصّاب ميشيل كيلو، عميل المخابرات العسكرية على امتداد 20 عاما (بشهادة مذكرة علي دوبا إلى مكتب الأمن القومي في 28 / 9 /1989 ، التي أملك صورة عنها)، وسليل الفرع 251 و بهجت سليمان اعتبارا من العام 2001!!

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.