نشرت الصحيفه النيوزيلنديه الخاصه بالمجتمع الهندي النيوزيلندي ( إنديان ويكندر ) خبراً مفاده أن هندياً يدعى ( سوياش ديكسيت ) أعلن نفسه ملكاً على منطقة ( مثلث بارتازوجا ) وهي منطقه حدوديه محصوره بين مصر والسودان تعد اليوم المنطقة الوحيدة في العالم التي لا ترتبط بدوله والتي لا تريدها لا مصر ولا السودان لأسبابهما الخاصه , في حين لا يمكن لدوله مجاوره ثالثه أن تطالب بالمنطقه لأن بارتازوجا محصورة فقط بين مصر والسودان ولا تحادد أي دولة اخرى عداهما
وصل الهندي الى بارتازوجا عن طريق منطقة أبو سمبل في مصر بعد حصوله على تصريح من الجيش المصري بالمرور , فالطريق الى بارتازوجا هو حدود دوليه تحرسها القوات المصريه التي لديها الأوامر بإطلاق النار على أي شيء متحرك في المنطقه , وعند وصوله المنطقه قام بنثر بعض البذور فيها فحسب معتقدات الممالك الهنديه القديمه لكي يدّعي رجل ملكية أرض عليه أولاً أن يزرعها , بعد ذلك رفع عليها علمه الخاص , وطالب كل من يهمه الأمر تقديم طلب خاص له للحصول على جنسية بارتازوجا
تبلغ مساحة مثلث بارتازوجا 2060 كيلومتر وذكرت صحيفة التلغراف البريطانيه بأن النزاع بين مصر والسودان على منطقه حلايب وشلاتين هو الذي دفعهما الى التخلي عن منطقة بارتازوجا , فمصر في صراعها على الأرض مع السودان تريد العوده الى إتفاقية الحدود بينهما التي تم توقيعها عام 1899 والتي تنص على أن حلايب وشلاتين مصريتان لكن مثلث بارتازوجا يقع ضمن حدود السودان . السودان من جانبها مصرة على العوده الى إتفاقية ترسيم الحدود الموقعه بين البلدين عام 1902 والتي تنص على أن حلايب وشلاتين سودانيتان لكن مثلث بارتازوجا يقع داخل الحدود المصريه . مصر مصره على هذا الموقف بسبب مناجم الذهب في حلايب وشلاتين .. وليس لأي سبب آخر , أما السودان فبالإضافة الى مناجم الذهب في المنطقه فإن مواطني حلايب وشلاتين هم من ( البِجا ) والبجا كما أعرف هم قبائل افريقيه موغله في القدم تعيش في شرق السودان من شماله الى جنوبه وتدعي أن المنطقه المحصوره بين الضفه الشرقيه للنيل والبحر الأحمر هي ( أرض البِجا ) أي ( أرض البقاء ) . قامت الولايات المتحده الأمريكيه بالإتصال برؤساء قبائل البِجا من أجل الإستعانه بهم لفصل شرق السودان والحكاية كالتالي
تعرفت في نيوزيلندا عام 2002 على سيده من البِجا , إمرأة صلبه تبدو عليها علامات القياده , شاهدت صورها مع مادلين أولبرايت ورؤساء أمريكيين سابقين ولاحقين فسألتها عن قصتها فأجابتني بكل بساطه بأن الولايات المتحده الأمريكيه إستضافتهم ونسقت معهم لتدريبهم وتسليحهم ثم ومن أجل حمايتهم يتم نقلهم خارج السودان كخلايا نائمه يتم التواصل معهم الى أن تحين مرحلة فصل شرق السودان عندها يتم إستدعاؤهم للعوده الى السودان للقتال بالسلاح أو لقيادة التشكيلات المقاتله . سألتها : وأين تم تدريبكم ؟ قالت في معسكرات خاصه في اسرائيل التي كنا نصلها في قوارب من سواحلنا حتى ميناء إيلات . سألتها : وهل سلحتكم الحكومه الأمريكيه ؟ قالت : نعم سلحتنا ليس عن طريقها مباشرة لكنها أوعزت الى صدام حسين بتزويدنا بالمال حين كان يرفع شعار (( دعم حركات التحرر حول العالم )) كذلك زودنا صدام حسين بالأسلحه الخفيفه , كانت قوارب القوه البحريه العراقيه تحمّل بالسلاح والعتاد وتنطلق من البصره بإتجاه سواحل السودان حيث نستقبلها في مناطق متفق عليها بعيد عن عيون خفر السواحل ويقوم رجالنا بتنزيل حمولتها سريعاً وتغادر في نفس اليوم
اذا كان البِجا قد تدربوا إستعداداً لمقاتلة الحكومه السودانيه من أجل إستقلال أرض البِجا عن السودان , فكيف يسمحون لهندي بالإستيلاء على مثلث بارتازوجا الذي يسمونه هم ( منطقة بير الطويل ) ويعتبرونه جزءاً لا يتجزأ عن أرض حلايب وشلاتين التي تسكنها قبائلهم ؟ أم أن مرحلة فصل شرق السودان قد أزفت وأن تأسيس هذا الهندي لمملكته سيكون بمثابة الفتيل الذي سيشعل القتال في المنطقه ويفضي الى فصل شرق السودان ..
منطقة بارتازوجا أو ( بير الطويل ) حالياً مليئه بالإرهابيين ومن الوارد جداً أن تكون لديهم معسكرات للتدريب فيها , ومن المحتمل جداً أن الحكومتان المصريه والسودانيه قد تفاهمتنا من تحت الطاوله للتنصل من مسؤوليتهما الإداريه عن مثلث بارتازوجا لتحويله الى مصنع إرهاب يغذي الصراعات التي تدور في إفريقيا والشرق الأوسط .. كل شيء جائز
الجيش المصري وهو يمنح التصريح العسكري الى الهندي سوياش ديكسيت إشترط عليه أن لا يصور القطعات العسكريه المصريه الموجوده في المكان , وأن لا يحمل معه أشياء ثمينه , وأن يعود في نفس اليوم
بغض النظر عن كون المنطقه مصريه أم سودانيه فهي تبقى أرضاً عربيه , فكيف يسمح الجيش المصري لهندي قادم لتأسيس مملكه على هذه الأرض بالدخول إليها ؟ أين تقع ( الجامعه المصريه للعرب ) من هذه القضيه برمتها ؟ نسمع لغطاً مصريا ًحاداً حول جزيرتي تيران وصنافير السعوديتين اللتين كانتا مؤجرتين الى مصر . من الطريف أنه بعد 11 شهر من هزيمة حزيران 1967 رفع العاهل السعودي مذكره الى الأمم المتحده يشكو فيها من التواجد الإسرائيلي على تيران وصنافير لأنه هو المسؤول عنهما وهما عائدتان الى بلاده فتبين أن اسرائيل تحتلهما منذ 11 شهر وهو لايدري . بقيت اسرائيل على هاتين الجزيرتين حتى عام 1979 وحين وقّع السادات معاهدة التطبيع مع إسرائيل , أعيدت له سيناء بشرط أن تقع الجزيرتان تحت الإدارة الدوليه حتى لا يُعمد في أي وقت لاحق ومن أية جهة أن تعيق ملاحة خليج العقبه بهما
قال أنور السادات وقتها عن الجزيرتين (( لا ياعم .. الجزر دول مش لينا ولا هما بتوعنا .. دول تبع أرض الحجاز )) لكن الحكومه السعوديه إدعت منذ ذلك الحين بأن تيران وصنافير محض جزر مرجانيه غير مأهوله ولا أهمية لها
تيران وصنافير منذ عام 1967 تحت الإداره الإسرائيليه , ومنذ العام 1979 تحت الإداره الدوليه فلماذا سكت المصريون طيلة نصف قرن على ضياع الجزيرتين ثم بحت حناجرهم للمطالبة بهما اليوم ؟
ومثل حكاية تيران وصنافير هناك حكاية سد النهضه الأثيوبي . فمن المعروف أن الدول التي يخترقها نهر واحد تكون بينها إتفاقيات مشتركه على إستغلال وتصريف مياه ذلك النهر لا تختلف في هذا الإتفاق دولة منبع عن دولة مصب , لكن مصر وهي دولة مصب تصرفت بأنانيه مفرطه حين قررت بناء السد العالي لجمع مياه نهر النيل في بحيرة ناصر , لأن السد حين أقفل النهر ليجمع الماء خلفه أثر على منسوب المياه في عموم النهر , فأغرق أراضي ومزارع وقرى كثيره في طريقه من المنبع حتى المصب _ خصوصاً في موسم الفيضان _ ومن يومها قررت أثيوبيا وهي دولة منبع بناء سد النهضه لحجز الماء في خزانات آمنه وحماية المدن والقرى من الفيضان وليس لتصدير المياه الى إسرائيل كما يدعي الإعلام المصري
عندما ينظر المصري اليوم الى مخاطر سد النهضه على مشاريع الري في مصر .. لماذا لم ينظر الى مخاطر الغرق التي تعرضت لها الدول الإفريقيه الشريكه في نهر النيل عند بناء السد العالي ؟ اذا كنتم قد ضربتم مصالحهم عرض الحائط .. فلماذا يكون عليهم مراعاة مصالحكم ؟
نعود الى سوياش ديكسيت الذي رفع علمين على مثلث بارتازوجا وأسماه ( مملكة ديكسيت ) العلم الأول حيث تبدأ الحدود والعلم الثاني في المكان الذي قرر أن يبني عاصمتها التي أسماها ( سوياش بور ) . ثم تلى على نفسه البيان التالي : (( أنا سوياش ديكسيت الأول حامي العالم ، أعلن نفسي ملكاً على ( مملكة ديكسيت ) ومنذ اليوم ألقب نفسي بلقب ( الملك سوياش الأول ) وأعلن هذه الأرض غير المطالب بها من قبل أحد بلداً لي منذ الآن إلى خلود الزمن ، كما أعلن والدي رئيساً لوزراء مملكة ديكسيت منذ اليوم
يقول سوياش ديكسيت : بعد عودتي الى الهند ، كتبت عريضة إلى الأمم المتحدة لإبلاغهم عن موضوعي وطلب الاعتراف الرسمي بدولتي ، وانا أنتظر الرد .. لكني في غضون يوم واحد تلقيت الدعم من أكثر من 800 شخص
مبارك علينا سنكتسب اليوم دولة جاره عزيزه هي مملكة ديكسيت الهنديه .. هل تعتقدون أن الإعلام المصري لم يسمع بهذا الخبر ؟ إذن لماذا لم يهلل له كما يهلل اليوم لتيران وصنافير وسد النهضه ؟ أم أن علينا الإنتظار لحين التأكد من أن مثلث بارتازوجا أرض غنية بمعدن الكاليفورنيوم الذي يقدر سعر الغرام الواحد منه ب 180 مليون دولار .. ليصبح مثلث بارتازوجا مطلباً جماهيراً مصريا ً