متى سنفتح فتحا علميا جديدا في مجال تحقيق السلام وتعميق أواصر المحبة بين أصحاب المذاهب والمعتقدات والفلسفات؟ متى
سنفتح فتحا علميا جديدا في مجال الفيزياء والسيمياء(الكيمياء) , متى سنتعلم كيف نفتح الكتب ودواوين الشعراء بدل أن نفتح النار والأعيرة النارية؟ متى سنتعلم كيف نغلق أفواهنا وفي أي وقتٍ نفتحها؟ متى سيشهد الله علينا بأننا متنا من شدة حبنا لبعضنا البعض؟ متى سنفهم بأن العلاقة بين الله والإنسان تبدأ بالكلمة وتنتهي بالكلمة, متى سنفهم بأن الحوار يبدأ بالكلمة الطيبة وينتهي بالكلمة الطيبة والناس أحرار في طريقة حياتهم؟ متى سنخترع كلمات جديدة تعلمنا على ممارسة الحب والتسامح متى سنفتح قاموسا جديدا للحب وللمحبة وللتسامح,متى سنتعلم كيف نوزن الكلمة بميزان الذهب قبل أن تخرج من على ألسنتنا؟, متى سنتعلم تدريس أساليب الحوارات والنقاشات واحترام الرأي والرأي الآخر؟ متى سنقيم صلاة جماعية يحضرها المسلمون واليهود والمسيحيون من أجل أن يتحقق السلام العالمي بين كافة الشعوب؟ متى سنتعلم بأن دخول الكنيسة مثل دخول المسجد أو الهيكل وكل صلاة فيها يجب أن تكون من أجل تحقيق نعمة الأمن والأمان؟ متى سنطهر قلوبنا ونصلي في أي مكان سواء أكان كنيسة أو هيكلا أو مسجدا..!.. متى سنذوق طعم السلام؟ومتى سنضع حدا لنهاية الكُره والبغض في كل مكان!!إلى متى سنبقى نقف طوابيرَ على أبواب جهنم وأصوات طلقات الرصاص والرشاشات!!إلى متى ورائحة الدم تنبعثُ من بلادي في كل مكانٍ أذهب إليه! متى سنتخلص من ثقافة الخوف والإرهاب؟ ومن الطغاة ومن الرجال الدكتاتوريين الذين يوهمون أمريكيا وأوروبا بأنهم علمانيون ودعاة سلام؟متى سنطلق من أيدينا أجنحة الحمام بدل إطلاق المسدسات والأسلحة بكل أشكالها وألوانها؟ في بلادي الناس لا تعرف أن تعبر عن نفسها إلا من خلال إطلاق الأعيرة النارية من على أسطح المنازل وفي الشوارع ومن الشبابيك والنوافذ ,فإذا غضب جيراننا يطلقون الرصاص,وإذا فرحوا يطلقون الرصاص, وإذا بدأ الحوار بينهم يبدأ عادة بالرصاص وينتهي بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء من الشوارع ومن فوق أسطح السيارات العابرة للشوارع, وإذا أراد جيراني أن يفرحوا معي فورا يبدؤون بالتعبير عن فرحتهم من خلال إطلاق الأعيرة النارية, الدنيا تمطر في فصل الصيف وابلا من الرصاصات, وفي حفلات التخرج الجامعي يعبرون عن فرحتهم من خلال إطلاق الرصاص, وإذا مات أحدهم فورا يبدأ ذويه بإطلاق الأعيرة النارية من النوافذ المشرعة ومن على ساحات المقابر, الرصاص طريقة يستحليها الناس للتعبير عن أزمتهم وللتعبير عن أنفسهم, إلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه؟.
متى سنرى الورود تنثر في الشوارع وفي الأزقة وفي محطات النقل العامة والخاصة, متى سنشتم رائحة العطور, متى سيصبح النقاش طريقة حياة؟؟؟ متى ومتى ومتى وألفُ متى, متى سنرتاح من تعب السنين, متى سنحمل شريعة الحب لنشرها في كل مكان, متى سيكون التفاهم بيني وبينك من خلال إدارة أسلوب جديد للحوار وللنقاش؟ متى سيعم السلام العالمي, متى سنخرج من بيوتنا ونحن مطمئنين على أنفسنا؟ إن الرصاص يتربص بنا في كل مكان, وأصبح الرجل منا إذا أراد حضور حفلة عرس أو تخريج جامعي يودع أهله وأقربائه لأنه يعرف نفسه جيدا بأنها وقعت تحت مرمى مطلقي الأعيرة النارية.
متى سنفهم بأن الدين حرية شخصية وفردية, ومتى ستفعل فينا القصيدة فعلها!!! ومتى سنستجيب لسحر الكلمة ولصوت أعذب الألحان الموسيقية! متى سنعرف بأننا نقف على أعتاب الألفية الثالثة للميلاد؟ متى سنتطور للأفضل, ومتى سنتحول للأحسن؟ ومتى سنزرع الأشجار الصغيرة محل العبوات الناسفة, متى سنفهم بأن هذه الحياة خلقها لنا الله لنتمتع فيها,؟ ومتى سنعرفُ بأن الله وحده هو من يحاسب العالم؟ لماذا نتخذ من أنفسنا خلفاء لله على الأرض, ونحن نعلم بأن أغلبنا خلفاء ووكلاء للشياطين وللعفاريت الزرق, متى سنعرف بأن الله وحده هو من يدين العالم وليس نحن؟ متى سنعرف بأن الرب وحده هو من يحاسب الناس وليس نحن, متى سنبلغ سن الرشد ومتى سنعقل؟ ومتى سنفهم ومتى سنستوعب هذا العالم وندخله بشريعة عش حياتك وتمتع فيها ولا تتخذ من نفسك قاضيا تحاسب الناس على أفكارها ومعتقداتها, الله الرب يهوى هو الديان وليس نحن, نحن لا نملك الأهلية لنحاسب الناس على أفعالها, لأننا بشرٌ خطاءون 100% والخطاء بحاجة لمن يغفر له وفاقد الشيء لا يعطيه, نحن بحاجة لمن يعطف علينا ونحن بحاجة ماسة لمن يحنُّ علينا, نحن نحتاج إلى الرعاية الاجتماعية نحن بحاجة لأن نطور من عقلياتنا وعقلياتنا غير أو عقولنا غير مؤهلة على أن تتخذ من نفسها محاسبا يحاسب الناس على أفعالها, نحن مذنبون ومجرمون جدا, نحن طغاة إذا أصررنا على محاسبة الآخرين ومعاقبتهم, فالله وحده هو الذي يغفر وهو الذي يعاقب وليس نحن.