مبروك للشباب المصري اليوم…انتصاره في ثوراته ذات المراحل الثلاث ضد : ( الدولة العميقة “المباركية” – العمامة الأخوانية – والخوذة العسكرية ) !!!

مبروك للشباب المصري اليوم…انتصاره في ثوراته ذات المراحل الثلاث ضد : ( الدولة العميقة “المباركية” – العمامة egyptالأخوانية – والخوذة العسكرية ) !!!
د.عبد الرزاق عيد
إننا سعيدون بنتائج الانتخابات المصرية، حيث أتت تتلاقى مع وجهة نظرنا، عن فكرة الثورة الديموقراطية (المديدة –المستدامة في صيغة الثورة في الثورة التي تراكم إذ تهدم )….وإلا فإنها لا تعدو أن تكون إنقلابا سياسيا أخوانيا أو عسكريا، كما حدث في الحالتين، حيث تم فيهما خطف الثورة المصرية الشابة (المدنية الديموقراطية )…ومن ثم إقصائهم عنها ..
حيث دولة (مرسي) ستبعد وتقصي الشريك الوطني الآخر في الثورة، سيما (الشباب التواصلي المعلوماتي )، الذين هم ممثلو قوة الثورة المصرية (ثورة يناير وثورة يونيو ) المدنية الديموقراطية (خارج عمامة الشيخ وخوذة العسكري)، أي بالتضاد مع (الفهم الأخواني) القائم على منظومة بناء دولة (دينية شمولية ثيوقراطية أقرب لروح الثورة الإيرانية منها للتركية،…وبالتضاد مع دولة عسكرية شمولية من النموذج (الناصري) في صيغته ( الصباحية أو السيسية )، بامتدادتها (التهريجية الساداتية والمباركية )، وهذا ما يفسر إجماع النموذجين (الصباحي والسيسي) على الوقوف إلى جانب النظام الطائفي الأمني الميليشي العسكري الأسدي في سوريا ..
المجتمع العربي (المصريي والسوري والتونسي والليبي ..الخ ) هي مجتمعات –كباقي المجتمعات العربية والشرق أوسطية- متعددة الأنماط، حيث (يتعايش تحت سقفها الوطني : نماذج : الشيخ الداعية – والجنرال العسكري –والتكنوقراطي )، وكان التكنوقراطي مجالا وسطا للاستقطاب بين (الشيخ والعسكري )، ولهذا نستطيع أن نضيف لثلاثية المفكر المغربي عبد الله العروي هذه، نموذجا رابعا لم يكن قد تشكل بعد في لحظة تشخيص العروي للمجتمع العربي في الستينات والسبعينات، والذي هو جيل ( الشباب التكنوقراطي –المعرفي) المعادل لثورة الاتصالات والمعلومات والتداول الأثيري العالمي والكوني …
هذا الجيل الجديد لم يستطع الأخوان ولا العسكر ولا القومويون الناصريون والبعثيون، أن يفهموا حساسيته المعرفية والثورية الجديدة، فأ رادوا أن يضعوه على سكتهم الحديدية القديمة، بينما هو يطوف محلقا في عالم أثيري مفترض يخترق حجبهم في الزمان والمكان، ومن ثم يخترق مصفوفاتهم الايديولوجية ( الأخوانية والشيوعية والقومية (ناصرية أو بعثية ) …
حيث التيارات الشمولية ( المتأسلمة والمتياسرة) اعتمدوا ثورة شباب الثورة التواصلية التداولية كقاعدة ثورية ذرائعيا، ليؤسسوا عليها مشاريعهم (المتقادمة والمفوًتة يمينا أو يسارا ) …
إن هذا الجيل الثوري (المعلوماتي التواصلي) ممثل مستقبل عصرنا، كما ثار على الدولة العميقة (الناصرية –الساداتية –االمباركية ) في يناير، فإنه ثار على الأخوان في ( يونيو ) … واليوم يثور على العسكر وريثي (الدولة العميقة ) بالقطيعة معهم (معرفيا ) عبر مقاطعتهم السياسية، للعودة إلى الروح ثورة يناير الشبابية المعادلة لثورة الأثير (المعلوماتية –الأنترنيتية ) ….
شكرا وتحية لشباب مصر إذ هم يعودون لبناء المعالم الحقيقة لمستقبل الربيع الديموقراطي العربي والشرق أوسط، في روحه البنفسجية الأولى، ممثلا في ثلاثية الحداثة : ( المجتمع المدني –الديموقراطية –حقوق الإنسان ) في مواجهة ثلاثية ( العمامة- والخوذة –والتكنوقراط الحيادي المتأسن للدولة العميقة القروسطية الأوتوقراطية….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.