أديب الأديب حصرياٌ © موقع مفكر حر
الجيش الوطني هو الجيش الذي لديه عقيدة قتالية تقتضي بالذود عن أراضيه ضد الإعتداءات الخارجية, وعدم التدخل بالصراعات السياسية الداخلية, لذلك جيش النظام السوري تحت حكم عائلة الأسد الإجرامية هو جيش غير وطني, لأن هدفه الوحيد هو حماية كرسي الحكم حصرياً لعائلة الأسد وتوريثه الى الأبناء والأحفاد, ولو أدى ذلك الى إبادة الشعب وتدمير مدنه وتشريده وتجويعه, أي ان عقيدته تماماً عكس الجيش الوطني, وينطبق عليه تصنيف الجيش الخائن للوطن بالرغم من اننا جميعاً ادينا به خدمتنا الإلزامية.
لكي نعرف مدى قدرات هذا الجيش الخائن, سأبدأ بقصتين حصلتا معي شخصياً,.. ففي عام 1986 سألت خالي, الضابط الفني بالقوى الجوية السورية, عن حادثة اسقاط الطائرة الإسرائيلية آنذاك, التي طبل وزمر لها الإعلام السوري كالعادة وكأنها فتح مبين, فقال لي التالي: الطيار الذي اسقط الطائرة هو افشل طيار لدينا, وقد اصبح بطلا من دون ان يدري, وعندما هبط كان في استقباله وزير الدفاع مصطفى طلاس, ورئيس الأركان حكمت الشهابي, وقائد القوى الجوية, واخذوه بالأحضان وقبلوه, وعندما سأل ما القصة قالوا له مبروك لقد اسقطت طائرة إسرائيلية, … لا احد يصدق من زملائه الطيارين بأنه اسقط الطائرة, ولا حتى هو, وعلى الأرجح انها كانت صدفة, وقد ضغط على الزر الخطأ, وربما كان يريد القفز بالمظلة, وقد تم ارساله صدفة, لأنه كان دوره بطلعة عشوائية لا علاقة لها بالطائرات الإسرائيلية .. وأضاف خالي: بأن الطائرات السورية ليس فيها رادار, لان روسيا التي تبيعنا الطائرات تضع بها رادارات ضعيفة يتم التشويش عليها, أي ان الطيار بطائرته اعمى لا يرى شيئا ولا يسمع شيئا, فقط يستطيع ان ينظر من النافذة ” أي ان الطائرات الحربية السورية هي عبارة عن طرطيرة سوزوكي تطير, أي ان الطيارين السوريين لم يتدربوا قط على معركة جوية عملياً, وغير قادرين على القيام بأي اشتباك جوي مع العدو او حتى أي مهمة عسكرية, وكل ما كانوا يفعلونه هو الطيران لمدة معينة والعودة بنفس المسار من دون ان يفعلوا أي شئ, وكانت مكلفة على الميزانية الحربية بسبب كثرة الفساد..
الحادثة الثانية عندما خدمت عسكريتي الإلزامية كطالب ضابط بإدارة الحرب الإلكترونية, فعندما ذهبنا لكي نتدرب عمليا على احدى المحطات الالكترونية المتطورة, تفاجأنا بأنها من الداخل لا يوجد بها أي شئ, أي ببساطة انها عربة تصلح لبيع البوظة والايس كريم, وعندما سألنا عن السبب قال لنا المدرب بأن روسيا تحظر علينا الأجهزة العسكرية المتطورة
هناك ثلاث أسباب لعدم تزويد الجيش السوري بأسلحة متطورة مثل الرادارات والمحطات الإلكترونية المتطورة: الأول ان عائلة الأسد الاجرامية الخائنة وقعت مع إسرائيل صلح سري غير مكتوب تعهدت به بعدم تطوير قدرات الجيش السوري… الثاني, ان دولة روسيا الاتحادية لديها اتفاقية مكتوبة مع إسرائيل تعهدت بها بعدم تزويد الجيش السوري بالأسلحة المتطورة … السبب الثالث: بأن روسيا لا تبيع أسلحتها المتطورة, لأنها تعتبرها من اسرارها العسكرية, وتخاف عليها من ان تصل الى اعدائها في الناتو ويتمكنوا من تفكيكها وبالتالي العمل على صنع مضادات لها.. (لذلك نحن نشكك بأن روسيا ستبيع أنظمة اس 400 الى كل من تركيا والسعودية وقطر وحتى مستعدة لان تبيعها لأميركا ذاتها كما صرحت روسيا )
ونحن لا نفشي بأي سر عندما نقول بأنه لم يتم تحديث الجيش السوري منذ حرب عام 1973 الا بالمعدات الأمنية, أي التي يحتاجها النظام للحفاظ على امنه الخاص, وهذا معروف دولياً.
نعم طيارون الحوامات والهيلوكوبتر يستطيعون نقل البراميل المتفجرة ورميها على المدن وقتل الأطفال والشيوخ والنساء, لأنها لا تحتاج الى أي مهارات حربية , واي كلب جبان يستطيع القيام بهذه المهمة القذرة.
جميع المهمات القتالية الجوية ضد الثورة السورية والتي تحتاج الى احداثيات ودقة بالرمي قام بها الخبراء الروس والايرانيون باسم الجيش السوري, اما ضباط القوى الجوية فهم غير قادرين على مثل هذه المهمات وليس لديهم أصلا التجهيزات للقيام بها.
جميع المهمات الحربية في سوريا قام بها حزب الله اللبناني وايران والخبراء والمرتزقة الروس, ولم يشترك الجيش السوري باي قتال حربي عدا جماعة العميد سهيل الحسن, ولكن التخطيط والقيادة كان بواسطة الخبراء الروس, اما الحسن وجماعته عليهم التنفيذ.. وقد اعترف بهذا بوتين نفسه عندما أراد بشار الأسد التباهي بسهيل الحسن امامه, فقال له بوتين بأنه جيد فقط بتنفيذ أوامر الخبير الروسي الذي يقوم بكل شئ (للمزيد على هذا الرابط: شاهد كيف اذل بوتين الاسد مرة ثانية عن طريق مدح افضل ضباطه بتنفيذ اوامر المستشار الروسي )
في سنة 1998, كان المقبور حافظ الأسد يأوي المعارض الكردي عبدالله اوجلان, وقام بتسليمه الى تركيا عندما هددته بالحرب, لأنه يعرف بأن جيشه لا يستطيع ان يقاتل وسيهرب امام حتى عصابة مسلحة صغيرة, وهو فقط يستقوي على المدنيين, مع العلم بأن العلوم العسكرية تقول بأن كل جندي مدافع يستطيع صد عشرين جندي مهاجم على الأقل … أي ان هزالة الجيش السوري معروفة منذ عهد الاب, فما بالك به بعهد الابن الذي هو اضعف من ابيه بكثير.
جيش النظام في سوريا ضعيف وغير مدرب للزود عن الوطن ضد أي اعتداء خارجي وفيه فساد فاحش, ويتم سرقة كل مخصصاته التي تستحوذ على اكثر من نصف الموازنة السورية, واكثر ما يستطيع القيام به هو التنكيل بالمدنيين السوريين على الحواجز, او قتل المتظاهرين المسالمين العزل الرافضين للأستعباد والتواقين للحرية كما رأينا في بداية الثورة السورية .. والجندي السوري الضابط القائد قبل الجندي المقاتل, فكل ما يخطط له في أي حرب اذا نشبت هو كيف يختبأ او يهرب, رأينا هذا في حرب تشرين وفي حرب لبنان وفي الحرب الأخيرة الحالية, حيث تمكن عدد قليل من الثوار ان يهزموا جيش النظام بسهولة وكادوا ان يصلوا الى غرفة نوم جرذ قصر المهاجرين, لولا وصول الامدادات الإيرانية والروسية. .. وتقتصر الأن مهمات جيش النظام على اعمال السخرة والخدم لدى الضباط الإيرانيين والروس, والاعمال الإدارية والمستودعات والمراسلة والاعلام.. فتجد باي قطعة عسكرية ضابط روسي لديه ضابط سوري يجلب له الشاي والقهوة وأيضا يجلب له فتاة لكي يقضي معها ليلته عندما يشتاق الى زوجته أي يعمل لدى الروسي كديوث.