في مقالة لجريدة القدس العربي الأسبوع السابق.. تقول الناشطة اليمنية توكل كرمان.. “” أن ما حدث في مصر ضربة في مقتل للديمقراطية “”..
قولها هذا يدعونا للتساؤل.. ما هي الديمقراطية.. وهل من الديمقراطية السكوت عن الحق الذي بان ووضح للعيان من خلال تصرفات الرئيس.. هل الديمقراطية مجرد عملية إنتخاب وسكوت كامل بعدها.. ورضا ’مقنّع وإنتظار لنتائج قد تطيح بحقوق الناخبين إن هم إنتظروا لأربعة سنوات أخرى..( تماما كما حدث في الديمقراطية النازية التي إنتخبت هتلر ) إن ما قام به الرئيس المنتخب في خطابات متناقضة وغير واثقة من معلوماتها بّينت بوضوح ضعفة وإنقياده التام لتعليمات المرشد.. إضافة إلى الثغرات الدستورية الواضحة التي تنتهك حقوق لانسان الاساسية مثل حق الاعتقاد و التى تؤثر بشكل خاص على الأقليات الغير مسلمة، وعلى وضع المرأة في النظام القضائي.. ولكن والأهم رفض رفع سن الزواج بما يبرر زواج القاصرات أسوة بزواج النبي بعائشة…. هل ما قام به الشارع المصري إنقلاب على الديمقراطية أم هو إنقلاب على نظام بدا جليا بأنه ينتهك حقوقهم من خلال الدستور وعملية أسلمة الدولة.. وأخونتها بحيث لم يدع مجالا لتنافس في الكفاءات.. ولم يؤسس للعدل القضائي حين تعدى على السلطات القضائية.. وجميعها تنتهك الديمقراطية التي إنتخب على أساسها؟؟؟؟
من المؤسف بأن السيدة كرمان التي نالت جائزة نوبل للسلام.. لترويجها للديمقراطية.. برغم أنها عضوا في جماعة الإخوان المسلمون… إلا أنها تناست ان الديمقراطية تعني المساواة الكامله فى الحقوق و الواجبات بين افراد المجتمع الواحد بغض النظر عن الجنس او اللون أو الدين و ان ما يربط المواطنين هو علاقتهم بالارض و ليس علاقتهم بالسماء.. وأن الديمقراطية تعني احترام احكام القضاء و استقلاله ومساواته لجميع المواطنين لضمان العدالة والإستقرار.. ولكن والأهم بما أنها إمرأة فإن الديمقراطية تعني المساواة الحقيقية بين الجنسين وليس المساواة النظرية…. فهل قامت القوانين التى سعت مؤسسة الرئاسة فى مصر فى عهد د. محمد مرسى و التى كان واضحا انها كانت تعمل لحساب المرشد العام بتحقيق ذلك؟؟؟؟
إن قيام المؤسسة العسكرية بما تسميه كرمان إنقلابا على الشرعية.. ليس إلا رضوخا للإرادة الشعبية ذاتها التي إنتخبت الإخوان وأعطتهم الفرصة.. وثارت عليهم بعدما ثبت عجزهم وفشلهم.. وعجزهم عن التعاطي مع العصر.. ومع ترسيخ الحقوق.. بما ’يعتبر إعادة لعقارب الساعة إلى الوراء.. وحرمان المواطن من مكاسب تمرده على نظام مبارك عام 2011..
’ترى ما هو رأيها في موضوع حقوق المرأة التي أصر الإخوان في كل دول الربيع العربي على إعادتها صاغرة للبيت ولطاعة الرجل..إصرارهم على تشريع تعدد الزوجات….ألا ’يعتبر ذلك أعادة لعقارب الساعة؟؟؟؟ كيف سيكون رد فعلها إن تقدم لإبنتها في المستقبل رجل يصر على إلتزامها بالطاعة وعدم العمل.. بينما تعرف هي تماما أن الدستور الجديد أقر بحقة في التعدد… وبحقه أيضا في الطلاق وقتما شاء.. ورمي ملاليم مؤخرها على الأرض.. وأقر بحرمانها من حضانة أبنائها بعد سن السابعة؟؟؟ ما هو إحساسها وهي الحائزة على جائزة نوبل.. أنها بحاجة لتوقيع ولي أمرها – والدها أو زوجها – للحصول على جواز سفر.. ناهيك عن حقها في منعها من السفر لمؤتمر إذا أراد هو ذلك؟؟؟؟؟
لقد فرحت حين حازت السيدة كرمان على جائزة نوبل.. فرحت لأنني إعتقدت خاطئة بأنها ستقدم صورة عصرية للمرأة التي تتحدى التقاليد وتنادي بالديمقراطية حسب الأسس المعروفة وهي المساواة والعدالة وسيادة القانون وإستقلاله عن الأحكام الدينية.. فرحت لأن الدول الغربية إحترمت حقها في الحجاب برغم عدم إقتناعي بضرورته ولا بأنه فرض.. لأنه أمر متخالف عليه..ولكني حزينة اليوم لأني أكتشفت بأنها تروّج لديمقراطية مزيفة وعلى حسب المقاييس االدينية بما لا يتخالف مع االمبادىء الشرعية الدينية.. وهو الأمر الذي تعلم تماما بأنه يتناقض مع الديمقراطية الحقة التي تسمح بحرية الإعتقاد. وبالمساواة.. وبالعدالة.. بما يعني أنها روّجت لديمقراطية كاذبه ومخادعة تتستر بالتقية تتناسب مع العصور الغابرة؟؟؟؟
نعم من حق أي دولة منعها من الدخول على إعتبار انها شخص غير مرغوب في وجوده لأن وجوده يعمل على تصعيد المواجهة بين الطرفين.. مما قد يستدعي التدخل الأمني.. وبما يعتبر تدخلا في شئون دولة.. ولكني أيضا على ثقة بانها لو طلبت الزيارة بهدف ألوساطة الإيجابية بين الطرفين.. لما منعتها السلطات المصرية.. أما مقولتها بأن تدمير الثورة المصرية يعني موت الربيع العربي.. فالإنتفاضات الشعبية العربية لم تكن ثورة بمعنى الثورة المعروف عالميا.. لأنها فشلت في إستيعاب ان الثورة تعني التغيير الجذري لما ’يعتقد بأنه مسلمات غيبية تتناسب مع الماضي.. كما في موضوع حقوق المرأة والأقليات.. تماما كما فشلت الإدارة الأميركية في إستيعاب بأن وصول الإخوان للسلطة ماهو إلا ترسيخا للدولة الدينية التي تتعارض مع المبادىء الديمقراطية… وهو ما سيكون إمتدادا للنظام الإيراني عاجلا أو آجلا…. وهو الخطر الذي يهدد الشرق والغرب !!!
منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية
المصدر إيلاف