فالحضارة تولد في رحم حكيم ، وكبرياء البساطة هي الشموخ …
الحماقة هي صفة الجهلاء وهذا ينعكس على السلوك والأنماط وحتى أماكن الإقامة والمباني الشاهقة التي تلغي الذوق الإنساني عندما تبنى مرتفعات حجرية مكعبة …
فالناقص يريد ان يرتفع عن الآخرين وينظر من فوق …
والواثق من نفسه تجده في كل شيء بسيط من ملابسه ومبانيه وسلوكه …
وهكذا الحضارة العراقية بسيطة في كل شيئا في التقاليد والملبس والمباني والقوانين والوضوح في الميزة الحضارية …
فنجد المتعجرف الذي لايرى ابعد من انفه ، عصبي المزاج ، وفي نمطه السلوكي ، فيعكسه في ما يملك ، فيملأ الفراغ الموجود في جوفه …
اما مدنيات الدماء ودول العسكر القديمة مثل الشرقية والرومانية …؟.
فالرزق ورق والتزويق والتذهيب هو رونق حياتهم فصفة التباهي والحماقة هي صفة أصحاب العضلات والعقل الشيطاني ، الحرب والانتصار مهما نزف الجنود فهم لعبة شطرنج في يد الملك …
صور الماضي التي بقيت في الأذهان عن الفرسان ومواكبهم ، وفي حروبهم الخيل ، والقلاع ، والدروع ، وأقنعة ، ورماح عالية ، ورايات عالية ، ومباهر كثيرة …!.
وفرق الطبول المزركشة التي هي اول من يهرب في المعركة مقابل العرب بملابس بسيطة وخيول مسرجة بدون زركشة ، وبدون مظاهر التفاخر والتعالي …
اليوم اصحاب الأنوف الطويلة والعوجة (( والمدلغمة )) المكورة …؟.
استلو سيفا واحدا ضد لابس العباءة والعقال ونحروه واستمروا في نحره وسال الدم ويجري جدولا وهدموا المكاتب وحرقوا كتبه في محاولة لطمس وسحق وتدمير حضارة ومدنية وثقافة وإنسانية وفنون وآداب وعبق التاريخ …
اليوم دخل الجميع في ماراثون استعادة الكرامة رغم انه طريق طويل …
ولكن نحن في نقطة من الطريق لانعلم متى تكون نهاية الخط الأخير …
ولكننا نؤمن أليس الصبح بقريب …
هيثم هاشم