طلال عبدالله الخوري 8\11\2016 © مفكر حر
لكي أوضح الفرق بين ما يطرحه ترامب وكلينتون, سأقص عليكم ما حدث لي عندما كنت طالبا في المدرسة حيث كان ابن جيراننا, وامكانياته المتواضعة, يحاول ان يضيع وقتي بشتى الوسائل الممكنة, ولكن بنفس الوقت كان يستغل الوقت في الدراسة لكي يتفوق علي, وللأسف كانت والدته تساعده في تضييع وقتي وتكذب علي بان ابنها ذهب مع والده للعمل بينما كان هو يقتل نقسه في الدراسة في غرفة النوم .. انا لا ادري لماذا اختاروا هذا الاسلوب الفاشل بالحياة وهناك الكثيرون الذين يتبعون نفس الاسلوب, بينما الطريقة الناجحة في الحياة هو ان نتساعد مع بعضنا البعض وبدل من ان يدرس كل منا مسألة واحدة لكنا درسنا مسألتين ولكنا ضاعفنا الفائدة لكلينا, بينما باسلوبهم الفاشل حطموا ابنهم بالمنافسة وفشل اخيرا … ما اريد ان اقوله بأن هناك فلسفتان في الحياة يتبعها الناس وكما تتبعها الدول: الاولى هي العمل سرا بامكانياتهم الفردية, وبنفس الوقت وضع العراقيل الممكنة امام المنافسين, وهذا هو الاسلوب الفاشل وقد تبعه الاتحاد السوفياتي وادى الى انهياره سابقاً, والان للاسف تتبعه وريثته روسيا بوتين,.. والثانية هو التعاون مع المنافسين والانفتاح عليهم ومضاعفة المردود وبالتالي تعم الفائدة على الجميع اضعاف مضاعفة, وهذه هي الفلسفة التي تتبعها الولايات المتحدة الاميركية ومعظم الدول الغربية… فقد قامت الولايات المتحدة على فتح حدودها وأبوابها لكل انسان يريد ان يعمل ويحقق الحلم الاميركي, وبذلك ضاعفت عدد المهندسين والاطباء والمخترعين عشرات المرات, مما أدى بالتالي لمضاعفة ثرواتها مئات المرات عن بقية الدول … وهذا بالضبط ما تقترحه هيلاري كلينتون في برنامجها الانتخابي… بينما بالمقابل ما يطرحه ترامب هو الانغلاق كما هي بقية الدول الفاشلة وهذا ما يرضي ويطرب القوميين الاميركيين الذين سائهم روئية بلدهم يغزوها المهاجرين من كل نحو وصوب.. ولكن هذا سيؤدي حتما الى انهيار اميركا وتدمير كل ما بنوه ونجحوا به حتى الآن…
ما قلناه بالنسبة لترامب هو من الناحية النظرية ومجرد شعارات انتخابية لكي يرضي تطلعات بيئته الانتخابية.. اما على الارض الواقع فأميركا هو دولة مؤسسات ولن يكون هناك اي فروق تذكر فيما لو فاز اي من المرشحين.. وذكرنا في مقال سابق انه الفرق ينهما من الناحية الاقتصادية هو اقل من واحد بالمئة من ضريبة الدخل, فترامب يعطيها لاصحاب رؤوس الاموال من اجل ان يزيدوا من استثماراتهم وبالتالي يزيدوا من عدد الموظفين لديهم وبالتالي يتحفز الاقتصاد… بينما كلينتون تعطيها الى اصحاب الدخل المحدود لكي يزيدوا من قوتهم الشرائية وبالتالي ايضا تحفيز الاقتصاد..وللمزيد حول هذا الموضع نزكي لكم قراءة : فيديو ترجمته خديجة بن قنة يظهر الجدل الذي يجري بين الحكومة والمعارضة في البلدان العلمانية