ما أصعب الموت!

fatimachildflowersellerكان يوما هادئا وجميلا قضيته بصحبة آدم….
سألني وأنا أمسك يده: تاتا، أنت بتحبي تركبي عا الحصان أو بتحبي نروح بالقطار؟
قلت له: عليك أنت أن تختار!
فرد: أنا بحب اركب عا الحصان وبحب روح بالقطار!
فقلت: وأنا كذلك….
…..
كانت أول مرّة أخرج فيها مع آدم بعد أن خسر أخته الصغيرة، وكنت أحاول بكل جهدي أن أخفي ألمي وحزنا يقطّع قلبي…
ماتت أنجي وهي في الشهر الخامس من حياتها الجنينية في ٢٩ الشهر الماضي، وسندفنها يوم الخميس القادم..
أراد والداها أن يسمياها أنجي تيمنا بعمتها أنجيلا، وكانا سعيدين جدا عندما اكتشفا أنها بنت..
لكننا نقف دائما حيارى أمام الموت، ولا نستطيع أن نفهم خياراته…
….
حملتُ أنجي بيديّ وطبعت قبلة وداع على جبينها قبل أن ينقلوها من المشفى إلى المكان المخصص لتحضير الموتى…
حطّت كالطيف في حياتنا، ورحلت كالنسمة…
لكنها ستبقى دوما حيّة في قلبي وضميري كحفيدة رأيتها ولم ترني…
وستظل بصمات قدميها وكفيها محفورة في سجل ذاكرتي، كما هي باقية في ألبوم العائلة…

ما أصعب الموت!
يقهرنا بلا سبب، ويتركنا بلا جواب…
ويلامس بحزنه شغافنا ويكسر بزيارته قلوبنا…
وأمام لغزيته لا نستطيع أن نفعل شيئا…
الحياة تستمر، وعلينا أن نمشي معها…
لذلك، مسكت بيد آدم ومشيت إلى حديقة الألعاب احتفالا بمرور أنجي الصغيرة في حياتنا…
وكلي أمل من أن القادم أجمل….

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

One Response to ما أصعب الموت!

  1. Ahlam Akram says:

    So sad .. one of the hardest things a woman face .. my deepest sympathy..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.