المالكي .. يستجدي على أبواب السفارة الامريكية
بقلم/ ناشط مدني
تربطنى علاقة صداقة مع السكرتير الأول في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بعمان جون لمومبارد ، العلاقة جاءت نتيجة زيارات متكررة يقوم بها الأخير الى بغداد كونه من عشاق التراث العربي وذو ميول كبيرة للتعرف على العادات والتقاليد والأصول في المجتمع العربي ، كما أنه يجيد اللغة العربية مع بعض لهجات المدن فيها .
ومن اللقاآت المتكررة بدأ يعرف كثيراً عن توجهاتي ومدى أنطباعي عن الشخصيات السياسية الحاكمة في البلد ، كما أنه يعرف شدة كرهي لنوري المالكي ، وهو يمازحني كثيراً في هذا الأمر ويضحك بصوت عال كلما عبرت عن كرهي لهذا الشخص ، وأنا أسميه شخص وليس إنسان ، وفي كل مرة كنت ألتقي السيد “لمومبارد” كان يسألني ماهي آخر نكتة عندكم .
وفي اللقاء الأخير معه قبل أيام فاجأني بعبارة فيها شتيمة كبيرة للمالكي ، أنا أستغربت منها للوهلة الأولى وقلت له هل تقصد إرضائي أم أنك تقصد شيء آخر ؟
قال لي تعال أتكلم لك عما حدثني به سفير الولايات المتحدة في العراق عن المالكي .
يقول السفير ، منذ فترة والمالكي يحاول اللقاء معي وأنا كلما أسأل المختصين عن أسباب الزيارة يقولون زيارة غير رسمية ، لذلك لم أهتم بالموضوع على الرغم من تكرار طلبه منذ عدة أشهر ، وفي صباح أحد الأيام أخبروني أن المالكي يقف في باب السفارة طالباً مقابلتي لأمر هام ، .كنت على وشك أن أنهي الفطور الصباحي فقلت لهم عليه الأنتظار لحين إكمال فطوري .
تمت المقابلة وأخذ المالكي يتحدث عن صداقته لأمريكا وأعتزازه بشعبها وأنها قدمت شهداء كثر (كما سماهم ) لتحرير العراق ، ويقول السفير الأمريكي أنا مستمع فقط ولم أتكلم بحرف واحد وكنت أحاول تجنب رائحة فم المالكي النتنة وذلك بوضع المنديل على فمي وانا اتقصد ذلك ،
قلت له هذا الكلام ليس فيه جديد ، أنا سمعت من السكرتيرة أن طلب الزيارة كان لأمر هام فماهو؟
قال لي كما تعلم فأن العبادي أعلن عن قائمته في الأنتخابات وهي ليست تحت أسم حزب الدعوة كما أنها ليست منضوية تحت كتلة دولة القانون ، وقد طلب مني بعض الأعضاء من كتلتي الأنضمام لها ولكن بعد التفكير وجدت ان الانضمام لكتلة العبادي يعني نهاية حزب الدعوة ، لذلك قررت تشكيل كتلة منفردة ونحن نطلب الدعم الامريكي لهذا الترشيح ؟
فقلت له هل ترغب أن تعود لرئاسة الوزراء مرة أخرى فقال لي نعم ، وأنا مستعد لكل شيء في حال حصلت على الدعم مِنكُم ؟
ويقول السفير أنا تفاجأت جداً من حديث المالكي وقلت له هل أنت جاد في هذا الموضوع ، أجابني نعم ؟
قلت له يبدو أنك تعيش في عالم آخر ، ألا تسمع ماذا يتحدث عنك الناس ، أنت مطلوب للقضاء بتهم كثيرة آخرها سقوط الموصل ، وهنا حاول المالكي الدفاع عن نفسه ، فقلت له هذا الموضوع ليس من شأني ، هذا شانك أنت والعراقيين ؟
لكني أريد أن أنبهك لقضية وهي أنك في كل مرة تتبجح بأنك أخرجت قواتنا من العراق بالقوة والخوف وهذا أمر يضحك لأن العالم يفهم ماذا كان عليه العراق في وقتك وأنت كنت سبب إحراج لنا في كل مكان بعدما أعطيناك الوزارة على طبيق من ذهب ، كما أني أستغرب بعد وصولي الى العراق وحيثما كنت أقابل سفيراً ما أو شخصية مهمة يسألني عن “الحجي” فكنت أستغرب من هذه الكلمة لحين أكتشافي أن هذه العبارة كانت تعني “حصتك المالية” في كل شيء والتي يعبر عنها “بحصة الحجي” ؟
يقول السفير الأمريكي مخاطباً المالكي ، أنت تدعي أنك أخرجت أمريكا من العراق بالقوة ، وفي اليوم الأول لسقوط الموصل طالبتنا بالألتزام بالأتفاقية الستراتيجية الموقعة بين البلدين مع أنك من سهلت دخول داعش الى العراق على الرغم من التحذيرات ، لكنك كنت تقول دعوا داعش تدخل الموصل حتى تؤدب اَهلها فهل هذا منطق رئيس وزارء ؟
يقول السفير حاول المالكي الدفاع عن نفسه ، فقلت له أنت والشعب فنحن لسنا طرف لافي الأنتخابات ولافي غيرُها ، ولكن العبادي كشف عورتك امام العراقيين ، وعلى العموم فأني سمعت من الرئيس الأمريكي في إحدى المرات بأنك تصلح لأعمال أخرى فقط ولم يعلق على أسمك أكثر من هذه العبارة ، لذا عليك ان تفهم بان جميع وسائل الدعم المادي والمعنوي التي حصل عليها العراق خلال سنوات حكمك كانت موضع انتقاد لنا من دول أخرى ، لأنهم حذرونا من تصرفاتك ومن جهلك في السياسة وفي شؤون إدارة البلاد ؟
يقول السفير ، تلعثم المالكي وقال أنا أستطيع من خلال علاقتي مع الأيرانيين أن أرتب لكم الأوضاع معهم ، فأجبته المعروف عنك رجل صفقات فأينما تحتاج لمساندة تضع توقيعك وتقول أنا حاضر ومستعد ، وألان لا نطلب منك أي شيء ولن نحتاج منك أي شيء ، فنحن لن ندعم شخص معين في الأنتخابات ، لكننا نرى وجود مقبولية دولية على أدارة العبادي وهم يأملون الأستمرار على النهج ، بل أن الجميع راهن على وجوده للفترة القادمة من خلال الموافقة على القروض والأستثمارات في العراق ، لذلك عليك أن تفهم جيداً هذا الموضوع ؟
وخاطبه ، أني أحذرك من بعض التقارير التي تردنا حول محاولتك أنت وقيس الخزعلي من اللعب بالنار خلال هذه الفترة ، ويبدو أنك غير قادر أن تستجمع ماقاله الناس حولك وأبنك وأقاربك والمحيطين بك خلال فترة تروؤسك للوزارة مرتين ، وماحدث جراء ذلك نتيجة الطيش واللعب بالنار والفساد الذي أحرجنا نحن كولايات متحدة ، حتى كنا نستحي أن تنحدث في أي مكان عن الديمقراطية . لقد أوصلت هذا البلد الى حافة الهاوية وهذا يكفي ؟
وختم قوله له ، لذا من الأفضل لك أن تنهي هذا اللقاء ، وترجع الى عملك ولاتفكر مجدداُ بالعودة الى هنا ثانية ؟
تعليق السيد س . السندي
وعاد المالكي من حيث أتى حتى من دون خفي حنين ، حارقاً ما تبقى من صورته القبيحة ومعه كل المرتزقة والفاسدين ، سلام ؟