مابين حانه ومانه ضاعت كهربانه

توافد العشرات من الصحفيين والمراسلين الاجانب الى بغداد امس لتغطية احتفالات الشعب العراقي بمناسبة اعلان وزارة الكهرباء عن تجهيز ثماني محافظات بـ24 ساعة من الطاقة، وباقي المحافظات من 22 الى 23 ساعة يومياً، والانتهاء من ازمة نقص الطاقة الكهربائية في البلاد نهاية العام الحالي.
ولم يتسن حتى كتابة هذه السطور معرفة عدد رؤوساء الدول الذين سيشاركون في هذا الاحتفال الا ان نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة أكد ان “اوباما ابن حسين اعتذر في اللحظات الاخيرة بسبب انهيار الاقتصاد الامريكي ونزوله الى الحضيض”.
وفي هذه الاثناء كان الناطق الرسمي لشؤون مجلس الوزراء قد اعد جدولا لزيارات هؤلاء المراسلين الى مناطق متفرقة من العاصمة العوراقية بغداد شملت بغداد الجديدة وسوق العورة وشارع سيد حسين وورا السدة والعطيفية وكرادة خارج اضافة الى سكان المناطق العشوائية في اطراف العاصمة وغيرها.
وسرعان ما تفرق المراسلون ترافقهم حمايات من درجة “5” نجوم ليعدوا لقاءات مع الاهالي في هذه المناطق.
ويروي احد الصحفيين ،وهو الماني الجنسية ، تفاصيل هذه اللقاءات التي وصفها ب “الناجحة جدا”.
وقال ان هؤلاء المراسلين رفضوا دعوة لمؤتمر صحفي في وزارة الكهرباء وقال اكبرهم سنا انه ولاول مرة في تاريخ الصحافة سيعقدون مؤتمرا صحفيا فيما بينهم.
وفي ساعة متأخرة من ليلة امس عقد المراسلون مؤتمرهم الصحفي فيما بينهم لأجل تبادل المعلومات.
وقال اكبرهم سنا بعد ذلك ان الصحفيين واجهوا صعوبات جمة في تلك اللقاءات الجماهيرية بسبب وجود رجال الحماية الملثمين بالخمار الاسود مما جعل المواطنين يرتجفون خوفا ويعزفوا عن اعطاء المعلومات الكاملة.
واستدرك بعد ذلك قائلا الا انهم استطاعوا انجاح مهتهم على اكمل وجه.
وفيما يلي جزء من الحوار الذي جرى في هذه المؤتمر الصحفي.
الصحفي الاول: اعترض احد المواطنين على صياغة الخبر فوزارة الكهرباء قالت ان الازمة ستنتهي في نهاية العالم الحالي ولكنهم لم يشيروا الى أي تقويم يعتمدون لهذا فهل هو المصادف اعياد المسيحيين بمناسبة”الكريسماس” او حسب اعياد السنة الايرانية حيث يعتبر عيد نوروز (21 اذار) عيد القومي لدى الشعب الإيراني هو رأس السنة الفارسية ( الهجري الشمسي)، أم هو راس السنة الهجرية باعتبار ان الحكومة الحالية ملتزمة دينيا الى حد النخاع.
الصحفي رقم 2: رفض العديد من المواطنين التعامل مع وزارة الكهرباء او مايسمى الكهرباء الوطنية من اجل الحفاظ على حياته حسب قوله مستدركين القول” ان اصحاب شركات المولدات الاهلية لن يدعونا نتمتع بهذا الانجاز خوفا على مصالحهم ومن الممكن استعمالهم لكواتم الصوت تشهر بوجه كل من تسول له نفسه التفكير ولو لحظة في الغاء المولدة الاهلية.
الصحفي رقم 3: رجاني احد المواطنين وهو ذو شارب كث التوجه الى اصحاب الذاكرة الحديدية من المواطنين ليترقبوا موعد هذا الانجاز كما يترقب الناس رؤية هلال رمضان. وقال في نهاية اللقاء”ازين شاربي اذا اجت الكهرباء في نهاية هذا العام”. ووقع هذا الصحفي كما يقول في حيرة من امره وتساءل ماعلاقة الشوارب بالكهرباء الوطنية.
الصحفي رقم 4:ظل لدقائق صامتا وهو يواجه المراسلين بعدها نزل من المنصة ولم يقل شيئا.
الصحفي رقم 5: ذكر لي عدد من المواطنين ان هذا التزويد الكهربائي لن يشمل سكان المناطق العشوائية في اطراف بغداد لصعوبات فنية قد يستغرق القضاء عليها سنوات طويلة.
الصحفي رقم 6:عدد كبير من المواطنين الذين التقيت بهم كرروا نفس العبارة وهو يومؤن بايديهم،ولولا حماس المترجم لما استطعت ان افهم شيئا اذ قالوا جميعا ان وزارة الكهرباء هي تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا ومن المستحيل ان يتم ختانها ومنعها من قذف البيض لاولياء امورنا.
رفع اكبر الصحفيين سنا يده منهيا الاجتماع قائلا:ان بقية المعلومات سوف ترد في النشرات الاخبارية والصحف ذات الطبعات الدولية، شكرا لحضوركم.
فاصل دموي:حسب احصاءات بعثة الامم المتحدة “يونامي” الصادرة في بيانها امس ان 979″ عراقيا قتلوا واصيب 2133 مواطنا في أعمال الإرهاب والعنف في شهر ايلول الماضي”
وذكر البيان ان “عدد المدنيين الذين قتلوا 760 مدنيا و 127 من أفراد الشرطة”وان “عدد الجرحى من المدنيين الفا و 758 جريحا و 199 من أفراد الشرطة وان 92 آخرين من قوات الأمن العراقية (يقصد الجيش قتلوا) وأصيب 176”.
مبروك لحفاري القبور في ازدهار تجارتهم الدموية.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.