أديب الأديب 14\3\2016 © خاص مفكر حر
ذكر المؤرخ الأميركي ” نورمان ستون” في مقالة نشرت في صحيفة فاينانشال تايمز: انه “وفقا لشائعات تسربت من أعلى مستويات صانعي القرار في أنقرة، فإن كراهية أردوغان لسوريا مبنية على أسباب شخصية, حيث انه في فترة العلاقات الطيبة بين اردوغان والأسد, قضيا عطلة اسبوعية مع بعضهما, بعدها كتبت أسماء الأسد رسالة لزوجها بالبريد الالكتروني طالبتاً منه أن لا يفعل ذلك مرة أخرى لأن صحبتهما كانت مملة, ولايجيدان التحدث بأي لغة غير التركية.. واضافت إن أردوغان “سفاك ” وجاهل لم يقرأ في حياته إلا كتابا واحدا، أما زوجته فهي إنسانة مملة وكل حديثها عن التسوق .. وأضاف المؤرخ الاميركي بان المخابرات التركية تجسست على الرسالة واعترضتها .. وهكذا بدأت العلاقات تسوء بين أنقرة ودمشق.” انتهى الاقتباس.
نحن نعتقد بأن المؤرخ الاميركي أهان الشعب السوري عندما اختصر ثورتهم بخلاف نسوان كل من اردوغان والاسد, ولكن من جهة اخرى لا شك بأن العلاقات الشخصية يمكن ان تلعب دورا, ففي مقال سابق فضحنا دور الرئيس المصري السابق “حسني مبارك” في إقناع ادارة الرئيس الأميركي “جورج دبليو بوش” بأن صدام حسين يملك اسلحة دمار شامل انتقاماً شخصيا منه لانه غدر به عندما شارك في اجتماع للقمة العربية في بغداد واستدرجه الى قصره وقام بإغتصابه ( للمزيد نزكي لكم قراءة: صدام حسين أغتصب حسني مبارك فاقنع الاميركان بأن لديه اسلحة بيولوجية ), ولكن ايضاً هذا الادعاء يتعارض مع استماتة أردوغان عندما ارسل وزير خارجيته آنذاك” أحمد داوود أوغلو ” الى دمشق لكي يقنع الاسد بإشراك جماعة الأخوان المسلمين بالحكومة السورية مقابل أن يقوم الاخوان بوأد الثورة السورية بمهدها, لأن عدم الاستقرار في سوريا سيؤدي حتماً الى اهتزاز الاقتصاد التركي المجاور لسوريا مع وجود تبادل تجاري ولوجستي كبير بينهما يتضمن المواصلات والاسواق, والذي بالتالي سيؤثر على الناخب التركي وحتما ستهتز شعبية حزب اردوغان العدالة والتنمية وستفقده السلطة!؟ ولكن من جهة ثانية هناك دراسات تقول بأن هذه الخطوة الاخونجية التركية السورية, انما حيلة لوضع مسمار جحا في جدار حكم الاسد الذي سيؤدي بالنهاية الى تجريده من الحكم وأغتياله! كما كتب آنذاك رئيس تحرير موقع مفكر حر “د. طلال عبدالله الخوري” في مقاله:” هل تظنون الأسد اجدبا يا اخوان؟ ” … وفي الختام نريد ان نقول بانه لا بد من ان العلاقات الشخصية تلعب دوراً في اتخاذ القرارات ولكن ليس جوهرياً, فربما يكون دورها كالشعرة التي تفصم ظهر البعيرّ, او التي ترجح بيضة القبان.. فما رأيك عزيزي القارئ بدور العلاقات الشخصية بالقرارات الدولية المصيرية