عقد مؤتمر بروكسل حول قضية سهل نينوى وتطلعات وطموحات شعبنا المسيحي العراقي وكيفية اعادة بناء المنطقة ومستقبلها بعد هزيمة داعش ، وغيرها من الاّراء السياسية . شارك في المؤتمر عدد من الاحزاب المسيحية المختلفة الاسماء والعناوين ، وقاطعت الكنيسة الكلدانية برئاسة البطريرك لويس ساكو هذا المؤتمر بحجة عدم المشاركة في اي مؤتمر خارج العراق وان مصير المسيحيين يجب ان يتقرر داخل العراق وليس في خارجه .
وبعد الاطلاع على ما جاء في بيان توصيات المؤتر ، تبين ان وفدا من الحكومة العراقية الاتحادية وآخر من حكومة اقليم كردستان ، وممثلين عن الحكومة الامريكية و البرلمان الاوربي قد شاركوا بهذا المؤتمر مع الاحزاب المسيحية العراقية وبعض مطارنة الكنائس .
نستغرب هنا من موقف البطريرك ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم عن سبب رفضه المشاركة في المؤتمر ، في الوقت الذي ارسلت حكومة بغداد الاتحادية وفدا رسميا للمشاركة الفعلية في هذا المؤتمر .
فهل غاب عن علم الكنيسة مشاركة الحكومة الاتحادية في المؤتمر و موافقتها على عقده في بروكسل وبحضور السفير العراقي هناك ، ليصبح البطريرك ساكو ملكيا اكثر من الملك نفسه ؟ ويتحاشى رد فعل الحكومة وكتلها ان شاركت الكنيسة الكلدانية بالمؤتمر .
لابد ان تكون الكنيسة اكثر وعيا و تسعى للاستفادة من هذه المناسبة المهمة في تقرير مصير سهل نينوى لخير المسيحيين مادامت الحكومة الاتحادية مشاركة في المؤتمر ولم ترفضه .
المؤتمر لا يدعو لانفصال واستقلال سهل نينوى عن وحدة العراق السياسية والجغرافية حتى تتخوف الكنيسة من ردة فعل الحكومة واحزابها السياسية وكتلها البرلمانية مادامت التوصيات والمقررات تسعى لخدمة ابناء المكون المسيحي بكل طوائفهم اداريا وسياسيا و اجتماعيا . فما الضير من المشاركة اذن ؟ ولماذا رفض المشاركة قبل معرفة جدول الاعمال و التوصيات . وان كان هناك شئ ضد رغبة الكنيسة كان بأمكان وفدها التحفظ عليه او رفضه في المؤتمر وليس قبله .
لكن يبدو ان عقد مؤتمر لصالح الشعب المسيحي بكل مكوناته يثير بعض الاطراف من هذا المكون لتبقى الفرقة هي السائدة بين الشعب المسيحي .
وان الزعامات لابد ان تاخذ لها مكانا في عملية الرفض ليسود مبدا خالف تُعرف .
لن تسود امة لا يتوحد شعبها بكل اطيافه ،ولتكن امة الهند مثالا لكم ايها السياسيون والزعماء الدينيون ، فالهند دولة موحدة تحوي الاف الاعراق و الاديان والطوائف، وشعبها يتكون من مليار نسمة ، لكنها امة موحدة رغم الاختلاف العرقي و السياسي والاجتماعي بينها . ولم نسمع يوما وجود احتراب و اقتتال واختلاف بين مكونات الشعب الهندي المتنوع في اعراقه واحزابه وطوائفه المتعددة بين الهندوس والسيخ والمسلمين والمسيحيين و وعبدة البقر والجرذان المختلفين حتى في لغاتهم المحلية .
فهل بالابتعاد والفرقة سيتحدد مستقبل مسيحيي العراق رغم قلة عددهم ، وهل بالتناحر و اختلاف الاراء سيعمّر سهل نينوى و يحصل الشعب المسيحي من سكان المنطقة المنكوبة على حقوقه او على تعويضات لممتلكاته المدمرة والمنهوبة على ايدي مجرمي العصر داعش و اعوانهم من سكنة المنطقة ؟ هل ستكون الاحزاب المسيحية المختلفة والمتناحرة فيما بينها سببا لفرقة المسيحيين وليس داعما لوحدتهم ؟
فمن منكم سيكون المستفيد من هذه الفرقة و التناحر ؟
الضرر سيعم على شعبنا المسيحي فقط وليس على زعاماتكم ، بسبب اختلافاتكم يا سادة .