لَا زِلْتِي يَا قِطَتِي فِي عِدَادِ الصِغَارْ،
لَا زِلْتِي تَجْهَلِينَ قَوَاعِدَ العِشْقِ،
وَلَا تُجِيدِنَ فِيهِ حُسْنَ الاخْتِيارْ،
وَلَا زِلْتِي طِفْلَةً، لَمْ تَخْتَبِرِي الهَوىَ،
وَإِنِّي أَخْشَى عَلِيكِ مِنْ سَطْوَةِ حُبِي،
وَأَخْشَى عَلِيكِ مِنْ قَسْوَةِ الاخْتِبَارْ،
لَا تَلْعَبِي بِالنَارْ..
فَحُبِي دِينٌ لَا اِنْسِحَابَ فِيهِ،
وَلَا رِدَةَ عَنْهُ، وَالرِدَةُ عَنْه،
تَعْنِي الاِنْتِحَارْ،
وَحُبِي فِيهِ طُقُوسٌ وَثَنِيةْ،
وَفِيهِ مُعْتَقَدَاتٌ غَرِيبَةٌ عَلَى فِكْرِ البَشَرِّيَةْ،
وَلِيسَ لَكِ فِيّهِ الحَقُ أَبَدً،
بِأَيِّ رَفْضً او إِنْكَارْ،
وَحُبِي جَهْنَمٌ تَحْرِقُ جَمِيعَ العَابِثَاتِ فِيهِ،
دُونَ رَحْمَةٍ، دُونَ دَمْعَةً،
وَدُونَ أَيِّ سَبِقِ إِنّذَارْ،
لَا تَلْعَبِي بِالنَارْ..
لَا تَخْتَارِي السَعِيرَ بِمَحْضِ إِرَادَتِكِ
فَضَالَتُكِ لِيسَتْ عِنْدِي،
وَأَحْلَامُكِ لِيسَتْ عِنْدِي،
فَلَا تَخْتَارِي الانْدِثَارْ،
وَفَكِرِي جَيِّدً فِي كُلِ مَا قُلُتُهُ لَكِ،
وَفِي حُبِي المُزَيِّنْ بِأَشْوَاكِ الرُجُولَةِ،
وَفَكِرِي جَيِّدً،
قَبْلَ أَنْ تَسْلُكِ هَذَا المَسَارْ،
فَرُبَمَا تَنْفَعُكِ لَحْظَةُ تَأَنِي،
وَتُدْرِكِينَ أَنَ حُبِي لَنْ يأتِيكِ بِالتَمَنِي،
وَرُبَمَا تُجْدِي مَعَكِ لَحْظَةُ اِفْتِكَارْ،
لَا تَلْعَبِي بِالنَارْ..
وَلَمْلِمِي اِبْتِسَامَاتِكِ الخَجُولَةِ عَنِي،
وَلُوذِي يَا صَغِيرَتِي، فَرَحَاً بِالفِرَارْ.
جان برو