منذ أربعة قرون تقريبا رسم الفنان ألالمانى الشهير البرت دومير لوحة رائعة سماها النزول من الصليب
ومن التفاصيل المعبرة فى تلك اللوحة صورة لأحد تلاميذه
وهو ممسك بإكليل الشوك بعد أن نزع عن رأس السيد المسيح
فاخذ يجرح أصبعا له بشوكة من أشواكه ليدرك حجم ألألم والمعانات التي نالها السيد المسيح حينما وضع ذالك ألإكليل على رأسه
ولنا أن نتخيل مع هذا التلميذ كم كانت ألام السيد المسيح عندما علق على خشبة الصليب
ولعلك تدرك أيضا لو إستطعت أن تغوص لتتلمس البعد المأسوى والعميق وأسرار العرق المتصبب دماً قانياً
وسوف ترى أن ألام السيد المسيح لم يكن لها حدود أو نهاية
وأن رب المجد قد أمضى حياته كلها على الارض في أشد مناطق إنسانيتنا ألما
وانه قد إجتاز حقل ألالام الواسع طولاً وعرضاً
مما جعل حياته كلها صليباً وإستشهاداً
لقد كتب أحد ألأطباء مقالاً فى مجلة طبية أمريكية
عن قصة صلب المسيح جاء فيه
إن أغلب المسيحيين يميلون إلى وصف موت السيد المسيح
بطريقة عاطفية ، والحقيقة هى أن موته على الصليب كان أبشع أنواع الموت الذى يمكن لإنسان أن يتصوره
فإنك حينما تدرك المشقات وألالام التى تكبدها يسوع منذ ولادته وحتى وصوله للصليب ، بسبب خطاياك وإنهزاماتك وشرودك
سوف تدرك كم هو يحبك
إكتشف بعض الغواصون بالقرب من سواحل إيرلندا الشمالية سفينة غارقة عمرها أكثر من أربعمائة عام
وكان من بين الكنوز المكتشفة فيها خاتم زواج
وحين تم تنظيفه لاحظ الغواصون عليه رسما ليد تمسك بقلب
وفي أسفل الرسم عبارة تقول
ليس عندى شئ أغلى من هذا لأقدمه لك
إن جميع الكنوز التى إكتشفت على متن هذه السفينة لم تستطع أن تؤثر فى الغواصين مثلما أثر فيهم ذالك النقش وتلك العبارة الجميلة التى كانت على الخاتم
نعم إن الكلمات المحفورة على ذالك الخاتم
ليس عندى شئ أغلى من هذا لاقدمه لك
هو ما قدمه السيد المسيح لنا على الصليب
فلقد أعطانا حبه وذاته وهو كل ما يستطيع شخص أن يقدمه لنا جميعا
لذا أدعوك بكل محبة أن تقترب من شخص المصلوب
لتدرك حجم الحب والنور الذي يشع منه
والرجاء الذي تجده فيه يستحيل أن تجده في غيره
فهو أعمق من التاريخ وأقوى من الموت
***