ليت الوجوه عندما ترحل تأخذ معها الذكريات

جاورني كائن جميل جدا لمدة شهرين… استعمر ياسمينتي وقطعة من قلبي… كل صباح عندما أخرج إلى حديقتي في الخامسة صباحا كي استمتع برؤية الضباب قبل أن يتلاشى تحت أشعة الشمس، أشعر به يرفرف فوق رأسي ويزقزق إلى إلى حد الصراخ.. عاملته كجار جميل رغم استعماره لمملكتي… ورأى فيني تهديدا لمملكته رغم حبي له… يخاف على صغاره من تطفلي، فيرفرف ويزقزق بطريقة هستريائية أملا في ابعادي عن عشه ذلك العش الذي شهدت عملية بنائه قشة قشة… ومع كل قشة كانت أكوام من الحب تتكدس بين قلبي وشغافه… ….
هذا الصباح بدا كل شيء هادئا للغاية… لا رفرفة….لا زقزقة….ولا حياة لمن تنادي! رحل جاري الجميل وصغاره دون وداع… لأول مرّة دفعني تطفلي أن أمد يدي إلى عشه لأراه فارغا…. فاُصبت بخيبة أمل! المسامح كريم، وأنا بطبعي أسامح…
سأنتظر الربيع القادم بفارغ الصبر وعندي قناعة من أنه سيعود فلياسمينتي سحر خاص وعندي طاقة تشدّ إليها كل جميل!
….
هكذا الحياة… الناس كالعصافير تدخل حياتنا وتخرج منها، وكل منهم يترك أثره… لا يهم أن يكون ايجابيا أوسلبيا، بقدر ما يهم أن نتعلم من التجربة، ونستخلص منها حكمة تصقل شخصيتنا وتساعدنا أكثر على المضي في درب الحياة… شهران، أضاف جاري العصفور على حياتي لونا جديدا، لونا كان لقهوتي الصباحية معه مذاق أطيب… شهران استمتعت خلالهما بتواجده معنا كما استمتع بزيارة أنجيلا… لكن وقت الرحيل قد حان، وما علينا إلا أن نقبل الحياة بكل مفاجآتها!
……….
ليت الوجوه عندما ترحل تأخذ معها الذكريات…..