ولدت تحت إسم ( ماري دولوريس إليزا روزانا جيلبرت ) وعاشت بين عامي 1821 _ 1861 أما حين أصبحت راقصه فحملت إسم شهرتها : لولا مونتيز . راقصه آيرلندية الأصل وممثله أصبحت في فتره من حياتها عشيقة لملك بافاريا لودفيغ الأول وهو الذي أنعم عليها بلقب ( كونتيسة لاندفيلد) استخدمت نفوذها لإجراء إصلاحات ليبرالية . عند وقوع ربيع الثورات الأوربيه عام 1848 في اوربا فتحت الولايات المتحده الأمريكيه باب الهجره لسكان بحر الشمال للهجرة إليها دون قيد أو شرط فهاجر اليها في العام نفسه من ألمانيا وحدها مليون مهاجر تمت تسميتهم في الولايات المتحده ب ( ألمان 48 ) فهاجرت لولا مونتيز مع من هاجر الى الولايات المتحدة على امل بدء حياة جديده وتركت الرقص وعادت إلى عملها كمحاضره ومؤلفه .. كيف تحولت هذه الآيرلنديه الى راقصه هذا ما سنعرفه الآن
والدة لولا مونتيز ، كانت إبنة تشارلز سيلفر أوليفر وهو شريف سابق من كورك وعضو البرلمان في مقاطعة ليمريك وكان مقر إقامتهم قلعة أوليفر , في ديسمبر 1820 تزوجت هذه الإبنه من السيد إدوارد جيلبرت وولدت لهما إبنتهما لولا في شباط 1821 بوصولنا الى آذار 1823 كانت الأسره قد رحلت الى الهند , وبعد وقت قصير من وصولهم الهند مات الأب بمرض الكوليرا
والدة لولا كانت في 19 من العمر فتزوجت من رجل آخر بدأ يضيق بإبنة زوجته العنيده التي تربت على الدلال فقرر إعادتها الى بريطانيا لتلتحق بالمدرسه وتبقى تحت متابعه والد زوج أمها . حين وصلت لولا الى بريطانيا وهي لم تزل بعمر 6 أو 7 سنوات أصبحت صانعة مشاكل من نوع خاص بإثارتها الشغب في الكنيسه أوقات القداس وخروجها الى الشارع عاريه مرات عديده
عندما اصبحت لولا بعمر 10 سنوات تم نقلها الى سندرلاند للدخول في مدرسة داخليه تخص أحد أقاربها البعيدين
في العام 1837 كانت لولا قد أصبحت في 16 من عمرها وبدأت تخرج مع الملازم توماس جيمس حيث تزوجها واخذها معه الى الهند وإستمرت علاقتهما 5 سنوات ثم إنفصلا في 1842 لتتحول منذ طلاقها في كلكتا الى راقصه تحمل إسم : لولا مونتيز
أول ظهور لولا مونتيز في لندن كان من خلال إقامة حفلات لها بإسم شهرتها الجديد مدعية أنها راقصة إسبانيه وكان ذلك عام 1843 حيث تعرف عليها وعلى حقيقة اسمها وعائلتها العديد من البريطانيين وسبب لها ذلك العديد من المتابعات القضائيه والقانونيه التي هربت منها بقبولها دعوات الكثير من الرجال الأثرياء الذين سافرت معهم الى عواصم اوربيه كثيره ثم إستقرت أخيراً في باريس حيث تآلفت مع المجتمع البوهيمي السائد في باريس حيث عملت كراقصه وإلتقت بكثير من رجال السياسه والصحافه والأدب في علاقات لا تخلو من المشاكل والمبارزات وحوادث القتل
للهرب من هذا الواقع سافرت الى ميونخ عام 1846 حيث تعرفت على الملك لودفيغ الأول ملك بافاريا وأصبحت عشيقة له . من قبل أن تبدأ علاقتها مع الملك لاحظ أنها إمرأة قويه جداً ولهذا وجه لها سؤالاً في العلن يسألها إن كانت متأكدة من انها إمرأة بالفعل , فكان ردها أن مزقت أمامه قسما ًمن ثيابها ليتأكد من أن جسدها هو جسد إمرأه , وبمرور الوقت وبدأ العلاقة بينهما أصبح حتى الملك خاضعاً لتأثيرها وأسلوبها المتغطرس وفوراتها المزاجيه مما جعلها عرضة لكراهية البافاريين خصوصاً بعد أن قامت إحدى الصحف بنشر وثائق تثبت أنها تريد بالتجنس أن تصبح مواطناً بافارياً من طبقة النبلاء , وبرغم كل معارضة البافاريين لهذا إلا أن الملك الخاضع لتأثير لولا تمكن من منحها لقب ( كونتيسة لانفيلد ) مع راتب سنوي كبير فإستغلت هي كل هذا لتمتلك قوة سياسية كبيره عملت بها بالضد تماماً من المحافظين واليسوعيين , فتعاطف معها قسم من طلبة جامعات بافاريا في حين تقاطع معها القسم الآخر مما دفع الصراعات في الجامعات الى أقصاها
وبتحريض من لولا مونتيز أمر الملك بإغلاق الجامعات , لكن الأحزاب والحركات الثوريه العامله في بافاريا ذلك الوقت قامت بالإطاحه بالملك لودفيغ وفتحت الجامعات بالقوه , وهنا لم تجد لولا مونتيز حلاً لوضعها الجديد سوى مغادرة بافاريا فذهبت الى سويسرا وانتظرت أن يلتحق بها الملك المخلوع لودفيغ دون جدوى فرحلت الى فرنسا ولكن تم تسفيرها الى لندن وهناك إلتقت برجل يدعى ( جورج ترافورد هيل ) أرادت أن تتزوجه , لكن كونها مسيحيه مطلقه وطليقها الأول لا يزال على قيد الحياة جعل المحكمه ترفض تصديق عقد زواجها الجديد فهربت مع الرجل الجديد من لندن وعاشا سنتين في فرنسا واسبانيا ثم إنتهت علاقتهما فسافرت هي الى الولايات المتحده الأمريكيه
بين عامي 1851 _ 1853 عملت لولا مونتيز كراقصه وممثله في شرق الولايات المتحده , واحد من عروضها المسرحيه كان بعنوان ( حياة لولا مونتيز في بافاريا ) التي عرضتها في سان فرانسيسكو , ثم ألحقتها بمسرحية ثانيه عنوانها : من هي التي حصلت على لقب كونتيسه ؟
بعد وقت قصير تزوجت لولا مونتيز من أمريكي يدعى ( باتريك هال ) وانتقلت للعيش في كاليفورنيا , وبعد شهر من زواجها تطلقت من جديد , بقيت في منزلها في 292 غراس فالي _كاليفورنا , الذي يعد اليوم متحفها حيث واضبت فيه على تدريب بعض الشباب على الرقص
في حزيران 1855 سافرت لولا مونتيز للقيام بجولة فنيه في استراليا حيث يذكر المؤرخ الفني مايكل كانون أنها أدت رقصتها الشهيره ( العنكبوت ) في سبتمبر 1855 في مسرح رويال في ملبورن , صباح اليوم التالي نشرت صحيفة ( آرجوس ) الأستراليه أن لولا مونتيز وهي تؤدي رقصتها على المسرح لاحظ الجمهور انها لم تكن ترتدي أي ملابس داخليه تحت بدلة الرقص على الإطلاق وأن أدائها كان تخريبيا ًلجميع أفكار الأخلاق العامه وأن على العوائل المحترمه أن تقاطع عروضها
الجمهور القليل الذي حضر عروضها التاليه كان يقابلها بإستهجان وحصل أخذ ورد بينها وبين مقالات نشرت ضدها أدى الى مزيد من الإسفاف , وأثناء رحلة العوده بالبحر الى سان فرانسيسكو صعد مدير أعمالها الى سطح المركب وسقط وغرق
عند وصولها الى الولايات المتحده فشلت في تقديم اي عمل فني جديد , ولهذا بدأت تلقي سلسلة محاضرات اخلاقيه في بريطانيا والولايات المتحده كان يكتبها لها القس تشارلز تشونسي بير
في هذه الأيام أصبحت أعراض مرض الزهري في مراحله المتأخره تظهر عليها وبدأت قواها الجسميه والعقليه تضعف وتنحل . توفيت بعمر 39 سنه عام 1861 ودفنت في مقبرة غرين وود في بروكلين _ نيويورك . مكتوب على شاهد قبرها : السيده إليزا جيلبرت / توفيت 17 يناير 1861