لوس انجلوس تايمز: الجغرافيا السياسية سوف تدمر سوريا قبل الوصول إلى أي حل

حي الاربعين في حماة قبل وبعد ان دمرته همجية الاسد

حي الاربعين في حماة قبل وبعد ان دمرته همجية الاسد

لوس انجلوس تايمز: ترجمة مركز الشرق العربي
يبدو أن إقالة قائد الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي دقت إسفينا بين شبكة فصائل المتمردين المدعومة من الغرب ذات التنظيم الضعيف في لحظة حاسمة من الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
الخلاف, كما يقول المحللون والمتمردون, يمكن أن يقوض الجهود الرامية إلى إعادة توجيه الدعم الغربي للمتمردين جنوب سوريا كجزء من استراتيجية لدعم المعارضة هناك من أجل مواجهة القوة المتنامية للفصائل الإسلامية والمرتبطة بالقاعدة في الشمال.
العديد من قادة المتمردين أعلنوا دعمهم للجنرال سليم إدريس ونددوا بقرار المجلس العسكري الأعلى القاضي بإقالته من منصبه.
أحد المستمرين في دعم الجنرال إدريس, بشار الزعبي, يقود الجبهة الجنوبية, وهي المنطقة التي تشمل محافظات درعا والقنيطرة وأجزاء من جنوب دمشق. وهي واحدة من المناطق الخمسة التي تم تقسيمها من قبل قوات المتمردين.
وكان الجنرال إدريس أصدر تغريدة يوم الجمعة قال فيها :” هناك نزاع خفي وهو السبب الرئيس في كل هذا الانقسام. الجغرافيا السياسية سوف تدمر سوريا قبل الوصول إلى أي حل”.
ولكنه لم يحدد ماهية “النزاع الخفي”.
وأشار آخرون إلى أن المجلس العسكري الأعلى والمجلس الوطني السوري المدعوم من الغرب والحكومة المؤقتة ربما يحاولون السيطرة على الوضع من بعيد.
يقول العقيد فاتح حسون, الذي يقود الجبهة الوسطى في الجيش السوري الحر في مقابلة على الانترنت :” نحن قادة الجبهات والمجالس العسكري التي تعمل على الأرض. ونحن نعتبر عزل الجنرال سليم إدريس قرارا غير مقبول وغير قانوني”.
فيما هو أبعد من السياسات الداخلية, فإن النزاع المتنامي يمكن أن يكون له تأثير كبير على الجهود الغربية لدعم المتمردين جنوب سوريا. مع فشل محادثات جنيف في وقف النزاع, قال مسئولون أمريكان إنه تم الاستمرار في تقديم شحنات من الأسلحة الخفيفة لجبهة الجنوب. وكان الكونغرس وافق على تمويل شحنات السلاح مع نهاية شهر سبتمبر كما قال أحد المسئولين الأمريكان.
يقول جوشوا لانديز, مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما :” لقد تم تقويض هذه الاستراتيجية بسبب الفرقة”.
المجلس الوطني السوري, المجموعة السياسية المعارضة الرئيسة, باركت مباشرة قرار عزل إدريس ووصفت ذلك بأنه “جزء من الجهد المتجدد من قبل المعارضة لإعادة تنشيط الدعم للمجلس العسكري الأعلى في وقت حاسم من الثورة”.
في ديسمبر, استولت الجبهة الإسلامية على مقرات المجلس العسكري الأعلى ومستودعات للسلاح كانت موجودة على الحدود التركية السورية, وكانت تضم أسلحة ومعدات طبية ومعدات اتصال. وردا على ذلك علقت الولايات المتحدة مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة المسلحة شمال سوريا.
العقيد قاسم سعد الدين, المتحدث باسم المجلس الذي أعلن عزل إدريس, قال إن الجيش السوري الحر سوف يفتح قريبا مقارا جديدة جنوب سوريا على طول الحدود الأردنية للقائد الجديد الذي حل مكان إدريس وهو الجنرال عبدالله البشير.
بشير يقود المجلس العسكري في محافظة القنيطرة المحاذية للحدود مع إسرائيل.
إدريس الذي كان حاله مشابها لحال المجلس العسكري الأعلى حيث لم يكن ينظر إليه على أنه قائد عسكري فعال ولكنه كان بمثابة قناة رئيسة للمساعدات الفتاكة وغير الفتاكة والأموال من الداعمين الخارجيين, وتحديدا دول الخليج الفارسي العربية, إلى بعض جماعات المتمردين التي تحاول الإطاحة بالأسد.
بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة الأخرى, التي تعرضت للنقد لعدم قيامها بما يكفي لوقف إراقة الدماء, فإن تركيز جهودها على الجنوب ربما يكون أحد آخر الفرص للحفاظ على بعض النفوذ داخل البلاد.
وكان سعد الدين قال إن عزل إدريس كان قرارا داخليا, وجزء من إعادة تنظيم هيكل القيادة. ورفض اعتبار ما جرى نتيجة لضغط خارجي أو أن شحنات السلاح أو الوعود بتقديم أسلحة متطورة لجنوب سوريا تتوقف على تعيين قائد من الجنوب.
وأضاف :”في الجنوب ليس هناك جماعات متطرفة ومن السهل بالنسبة للداعمين أن يكونوا مطمئنين عند تقديم الأسلحة المتطورة”.
يقول آرون لوند, محرر موقع سوريا التابع لمركز كارنيغي :” أعتقد أن هناك تحولا أكبر يجري على قدم وساق في الطريقة التي يجري بها تمويل المتمردين. وأعتقد أن إدريس كان ضحية عملية إعادة الهيكلة هذه”.
مدير المخابرات الأمريكية جايمس كلابر قارن بين المناطق التي يسيطر عليها المتمردون شمال سوريا بالمناطق القبلية في باكستان, التي تعتبر ملاذات للمسلحين.
على الرغم من أن مجموعات الجيش السوري الحر, وخصوصا جبهة ثوار سوريا, تحافظ على وجود لها في الشمال, إلا أنهم غالبا ما يعملون تحت ظلال الجماعات الإسلامية.
يقول لوند :” بذل المزيد من الجهود في الجبهة الجنوبية التي توجد فيها أقلية من الجماعات الإسلامية والتي تعتبر أسهل في إدارتها ربما يكون استراتيجية موازية جيدة, من أجل إضعاف النظام وإجباره على قبول اتفاق من نوع ما”.
وقال الجنرال محمد خير الحربات, عضو المجلس العسكري في مدينة درعا إن هناك تدفقا للأموال من مركز عمليات مشترك في الأردن يعمل فيه مسئولون عسكريون أمريكان وأوروبيون وعرب.
وأضاف :” إنهم يحضرون لمنطقة شبه عازلة, ويعود سبب التركيز على الجبهة الجنوبية لمخاوف أمنية على إسرائيل”.
الولايات المتحدة والسعودية هما القوتان الرئيسيتان التي تقفان خلف تغيير قيادة المجلس العسكري الأعلى والتحول في الجنوب, كما يقول الحربات.
مصدر مقرب من المعارضة قال إن شحنات السلاح لجنوب سوريا تصل بصورة منتظمة منذ نهاية يناير ولكنها أصبحت متفرقة منذ أن بدأت الاضطرابات مع المجلس العسكري الأعلى. الأسلحة تشمل صواريخ مضادة للدبابات, وأي كي 47 ومنصات صواريخ. ولكن لم يكن هناك أي ذكر للأسلحة المضادة للطيران.
إذا كان الهدف هو ممارسة ضغط أكبر على الأسد وحلفائه من خلال تعزيز موقف المتمردين عسكريا, فإن الجبهة الجنوبية هي الأفضل جغرافيا, كما قال دان ليمان, المتحدث باسم مجموعة دعم سورية, وهي مجموعة معارضة مناصرة في واشنطن. و يضيف :” يبدو الأمر وكأنه تغيير لكامل اللعبة في الجنوب”.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.