لن يتطور الإسلام إذ لم يعد للمسيحية؟

abdelrahmansharafفي المسيحية تملك الجوهر وفي الإسلام لن تستطيع ان تملك الجوهر أن لم تعد للمسيحية التي هي أصل الجوهر. وان امتلكك للجوهر لا يبقيك ضمن حدود الدين وضوابطه ومعتقداته وشوائبه أو ضمن حدود التراث الذي يخلق قيود عديدة بحرية وفكر الانسان.
يوجد فرضية في العلم والبحوث تقول بأن لا يمكننا تحقيق تقدم حقيقي إلا عندما نتوصل لجوهر الأشياء وفهم ظواهرها فكل شيء له جوهر. الانسان ايضاً له جوهر هذا الجوهر في داخله يكون خامد مكبل بسبب الافتراضات المسبقة او التعاليم المسبقة وتنشئته بثقافته المفطور عليها أو المكتسبة.
أن الانسان بداخله غريزة البحث عن الله او معتقد يبني عليه ايمانه وتوجهه وسلوكه ولديه حب للاستطلاع والاستدراك كونه صورة الله الروحية او الأخلاقية بطبيعتها البدائية ولديه شوق دائم للوصل بأعماقه لجوهر الله وجوهره الذي يبرز بشخصيته وقدراته ومواهبه، وان جوهر الله في داخل الشخص لا ينفصل عن الحياة وفضيلتها وحبها وتغييرها سواء كان في مفهوم الحرية والبحث والعدالة الكرامة مفهوم الأخر او إقامة دولة حديثة ديمقراطية.
جوهر الله في الوجود في المسيحية او المقدس المطلق في الديانات الابراهيمية.
“يسوع المسيح” يساعدنا للوصول لهذا الجوهر الإلهي وفهمه روحيا وفكريا بذواتنا البشرية. كون الله موجود في السماوات ولفهمه لا بد لنا من النظر للجوهر روحيا وفكريا في صورته بادهننا وسلوكنا.
الانسان ابن بيئة معينة وعصر له احتياجات وهو مسؤول بالعديد من الواجبات اتجاه نفسه واتجاه الاخرين واتجاه هذا الكون.
ان فاعلية الشخص في هذا الانتماء بامتلاكه لجوهر الحقيقة ومعرفة ذاته بها
ووعي الانسان يتجلى بالوعي الروحي والوعي العقلي. والولاء الروحي والولاء العقلي
الولاء الروحي هو للجوهر المتجلي في ذاتية الانسان أي في استقلالية الانسان بشخصيته وقدراته بهذا الجوهر الذي يملي عليه القوة الروحية وممارسته بها بدوره في المجتمع والحياة
والولاء العقلي هو لكل الأشياء التي تتفق مع العلم وتفسيره لها وإيجاد ظواهر الاشاء وتطويرها وادراكها في منهجية البحوث العصرية وليس فقط في التأملات التي لن تستطيع تغيير أي شيء. وهنا التأملات او الصلوات مهمة ولكن أهميتها لا يعطينا القدرة والصلاحية في الابتعاد عن مواكبة الأبحاث والعلوم العصرية عبر الزمن والتاريخ والاطلاع عليها والاستفادة من فرضيتها.
وأن العمل في وسط اجتماعي ثقافي سياسي فكري علمي فلسفي في امتلاكك لهذا الجوهر لن يكفي فقط بانك تقول بأنك تملك الحقيقة او تعود للدين او التراث بل ايضاً البحث في منهجية العلوم المعاصرة والطروحات المعاصرة لتطوير مجتمعك.
هنا طرحك في ضوء هذا الجوهر يعتمد على الحقيقة التي تخلق فيك الضمير والحيادية وتغيير للأفضل وللجميع بمنظار إلهي جامع وشامل بالروح والفكر ليس فقط بجماعة معينة تكون محدودة في مفهومها للدين والتراث بل الكون اجمع والبشرية.
وهذه هي قوة الحقيقة وجوهرها بأنها كونية وجودية لا تتوقف على جماعة معينة ودين معين وأنها تسعى للمعرفة والتغيير واضافة الجديد والابداع للشعوب والأمم.

About عبد الرحمن شرف

كاتب وناشط ديمقراطي سوري
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.