السيدة “س” صديقة قريبة جدا لى .
حكت لى ذات مرة أن فأرا ظل يجول ويصول بمنزلها مما سبب لها ضجرا كبيرا فأحضرت له مصيدة وكلها أمل أن تصطاده لتتخلص منه . وكان الحدث السعيد أن الفأر دخل المصيدة بالفعل غير أن السيدة س احتارت فى قتله لأنها رأت فى نفسها أنها غير قادرة على قتل فأر . ففكرت فى نفسها أن تتركه يموت جوعا من تلقاء نفسه . مر يوم ولم يمت الفأر ومر يومان وبدأ الهزال يبدو عليه وهو حبيس لا يقوى على الهرب . ولما رأته السيدة س فى نهاية يومه الثانى فى حالته السيئة تحنن قلبها له فوضعت له طعاما وهى التى كانت عمدت فى البداية أن تتركه يموت جوعا .
انا إلى الآن أخوتى وسادتى لم اتعافى تماما من فقدان اتزانى النفسى منذ حادثة المنيا أن كان هناك شىء اسمه “الإتزان النفسى” . ولا يستطيع عقلى البسيط إدراك كيف أن رجلا بالغا يصوب فوهة بندقيته الآلية نحو رأس طفل ويطلق رصاصة أو رصاصتين فيقتله للتو واللحظة ثم يكررها مع رجل أعزل أو سيدة لا حول لها ولا قوة .
كيف يمكن لفكرة أن تتحكم فى شخص إلى الدرجة التى يفقد فيها “كل” إنسانيته فلا يتبقى عنده أدنى رصيد إنسانى يسمح له بالحياة ؟؟ وماذا يرجى من أنسان فقد انسانيته ؟؟ أو كما قال المسيح : ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر “إنسانيته” أى “نفسه” فهما عندى نفس المعنى .
هل هناك مصريون يعيشون بيننا وصل بهم التوحش إلى تلك الدرجة ؟؟ وهل هم من الكثرة بحيث تتكرر تلك الحوادث بما لا يوحى أن لها نهاية قريبة أو أن لها نهاية أصلا ؟؟ ما هو النص أو من هو الشيخ أو ما هو الهدف السامى الذى يحول إنسانا عاديا إلى وحش دموى يقتل أطفالا ونساء برصاص حى وهو معتقد بشكل ما انه يخدم ربه ؟؟ أين يكمن العيب ؟؟ فى النص أم فى فهم النص أم فى نية الشيخ الذى يشرح ويعلم أم فى سذاجة المتلقى ؟؟ وحتى لو افترضنا أن العيب هنا أو هناك … كيف يصل الأمر إلى القتل البارد المجرد تماما من الإنسانية ؟؟
تلك الرصاصات اخترقت ضفاف النيل وطين الوادى وزرع الدلتا واخترقت القلوب النبيلة أيا كان أصحابها أين يسكنون وبم يدينون واخترقت المستقبل الذى اعتدنا أن نصفه بالمستقبل المشرق فأطفأته وجعلته مظلما .
لا احتياطات أمنية ولا بوابات الكترونية ولا جيش ولا أجهزة استخبارات حديثة ستمنع فكرا حول أصحابه إلى وحوش تعتبر القتل طريقا إلى السماء .
من المؤلم جدا ونحن نتمسك بأهداب الأمل فى وطن يحفظ كرامة كل أبنائه أن يحدث هذا فتتلاشى من بين أيدينا بقايا الأمل ….. توقعاتى ليست جميلة أيها السادة …. فأنا اتوقع ان ايقاعا جديدا سينظم حوادث قتل الأقباط واستهدافهم وان إعداد الضحايا التى هى فى دائرة العشرين والثلاثين والأربعين ستكون أرقاما عادية وان مزيدا من قلة الحيلة والصمت سيفرض نفسه على الشارع المصرى .
أقبلوا اعتذارى جميعا أخوتى وسادتى .
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :