لم أفرض يوما إلهي على أحد، ولا أريد لأحد أن يفرض عليّ الهه

وكل واحد بقي ينقي البيض اللي يعجبه دا للناس الفافي اوي

وكل واحد بقي ينقي البيض اللي يعجبه
دا للناس الفافي اوي

اتصلت صديقتي غادة بي كي تطمئن عليّ:
ـ وينك ياست الحبايب؟
ـ مع الحبايب أجمع البيض!
يبدو أن أرنب الفصح كان غنيا جدا وكريما جدا هذا العام…
نالني منه أربعة عشر بيضة، وجدتُ في داخلها ست دولارات وعشرين قطعة من الشوكولا (أول مرّة بناتي يدفعون لي بدلا من أن أدفع لهم)!
تفوقت علي جازي بأربعة بيضات وست دولارات، أما بنجي فلم ينل إلا نصف ماحصلت عليه (لا يهم إذ لا يعرف قيمة الدولار بعد)!
…..
أمطرتني غادة بوعظة دينيّة طويلة جدا، تفوقت فيها على الشيخ الحويني، لقّنتني من خلالها درسا في العبادة وكيفية الإحتفال بالأعياد، قالت:
العيد يعني ممارسة الصلاة والتعبد وزيارة الكنيسة!
واحتدم النقاش حتى اعترفت لي بأن اليهود ( يخرب عمر اليهود لهم قرص في كل عرس) قد حولوا كل الأعياد المسيحية لتجارة بالمطلق، وهم الذين اخترعوا سانتا كلوز وأرنب الفصح كي يسرعوا عمليات التسويق، ويصرفوا نظر الناس عن عبادة الله الحق!
فشعرت وكأنني أصغي للقرضاوي يقص علينا حكاية بني قريظة!
يبدو أن حتوتة الشجرة واليهودي الذي سيحتمي وراءها يوم القيامة قد طالت عقول بعض المسيحين أيضا!
….
يا سيدتي زرت عشرات بل مئات المعابد (من كلّ الأشكال والألوان)، ورأيت فيها الكثيرين من المنافقين والدجالين وتجار الدين، الذين أبعدوني عن الله سنينا ضوئية…
ياسيدتي أقدس بيت للعبادة بيتي وبيوت أولادي، فهي الأمكنة الوحيدة التي أضمن طهارتها من الفساد والرذيلة…
ياسيدتي من لم يرّ الله في سلة بيض الأرنب الذي يشرفنا في عيد الفصح، وفي قبعة سانتا كلوز الذي يزورونا في عيد الميلاد لا يستطيع أن يراه في أي مكان آخر…
يا سيدتي لا أريد أحدا يفرض عليّ الهه وطريقة عبادته لذلك الإله…
ياسيدتي من لا يستطيع أن يُدخل الفرح على قلب طفل لا يعرف الله…
يا سيدتي من لا ينحني ويصلي للإله القابع في عيني حفيدي آدم، لم يمارس يوما الصلاة….
….
أعتذر إن كان إلهي مغايرا لما يعنيه لكِ الإله….
لم أفرض يوما إلهي على أحد، ولا أريد لأحد أن يفرض عليّ الهه والطريقة التي يعبد بها ذلك الإله…

أغلقت سماعة الهاتف، ولسان حالي يتضرع إلى الله: يارب لا تجعلني من عبادك “المؤمنين” فلقد ضقت ذرعا بهم!
بل اجعلني من عبادك الكفار الذين يَفرحون ويُفرحون، فالفرح هو أنت أينما حلّ…
اجعلني من عبادك الذين جاؤوا لنا بسانتا كلوز وبأرنب الفصح وجعلوا حياتنا بعلومهم ومعرفتهم أسهل وابهى..
….
قرأت منذ يومين قولا للرئيس الفرنسي ديغول: كيف سأحكم دولة تنتج ٢٤٦ نوعا من الجبن؟؟؟
وأنا أقول: لا حاجة لك أن تحكمها فالله وحده يحكمها، الله وحده يتواجد حيث توجد النعمة والوفرة والعطاء…
أما الندرة والشح فتسود حيث تتحكم العقول العقيمة والمريضة!

كل عيد فصح وأنتم وجميع أرانب الأرض بخير!

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to لم أفرض يوما إلهي على أحد، ولا أريد لأحد أن يفرض عليّ الهه

  1. assia says:

    I’m a fan of freethinker

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.