لمن لازال يصرّ على أنّ اسرائيل دولة دينية ويقارن بينها وبين المسلمين ، ولمن لا يعلم مدى الحرية الدّينية والفكرية في البلاد ، فهناك مسلسل اسرائيلي إسمه ” اليهود قادمون ” يسخر من أنبياء بني اسرائيل ومن الله ومن الديانة اليهودية ، المسلسل صادم وكارثي لدرجة لا توجد حتى عند بعض الدول الغربية ، لكن الاسرائليين لم ينزعجوا أبدا بل بالعكس هو الأكثر مشاهدة والجميع يحبه ويتابعه حتى المؤمنين منهم ، فقط في أحد المرات حاول بعض الحاخامات التظاهر ضدّه وطلبوا فقط احترام الدين ، لكن الدولة منعتهم فورا رغم أنهم مسالمون جدا وقالت لهم أنّ هذه حرية تعبير والكل حر ، وطلبت منهم الالتزام بدور العبادة والابتعاد تماما عن الدولة والاعلام والمؤسسات العلمية ، وأنّ من لم يعجبه المسلسل فلا يشاهده لكن لم يتم منعه من الشاشات ، هذا دون ذكر الفلسفة والافكار التي يتم تدريسها في الجامعات الاسرائيلية والتي تطرح الالحاد بشكل صادم ومزلزل للعقل ، خاصة بتحكم اليهود الأشكيناز بالعلم وهم الفئة الأكثر إلحادا ضمن الفئات اليهودية ، وطبعا لا داعي للتذكير ماذا سيحل بك في اسرائيل اذا تعرّضت لعالِم في العلوم الدقيقة ، ولن يتركوك أصلا تدافع عن الله لأنهم سيرسلونك إليه مباشرة ، فالعالِم والمفكر عندهم شيء كبير وزعيم بين قومه حتى لو سبّ الدين ، ثم بعد كل ذلك نقارن أنفسنا بهم وبتعايشهم وبحرية التعبير عندهم ، ونعتبرهم دولة دينية متطرفة !!!.
دعك من العواطف ، وإسأل نفسك كيف ستكون ردّة فعلك لو تم تصوير مسلسل يسخر من الله والرسول على شاشات بلادك ، ولو تم تدريس وطرح الافكار الفلسفية والالحادية والعلمية المناهضة لدينك ، مثلما يحدث عند الاسرائليين في بلادهم ؟؟!!!
سأجيبك ، ستحرق البلاد والعباد وستذبح الممثلين وتعلّق رؤوسهم في الشوارع ، وستقتحم الجامعات لتشنق الأساتذة الملحدين ، فإذا كنت احرقت العالم بالمظاهرات من أجل كاريكاتور في الدانمارك فماذا ستفعل اتجاه عمل مماثل في بلادك !!؟؟؟..
إذا كانت إسرائيل دولة دينية فأعطني دولة مثل اسرائيل وسأرمي بكل دولنا التي تسمى زورا بالمدنية والعلمانية والتي يعشعش الدواعش في كل مفاصلها …!!
ملاحظة : هذه الحلقة من المسلسل تتحدث عن ما جاء في التوراة – سفر العدد – وتسخر من حادثة المن والسلوى ومن الله وكلامه مع النبي موسى ، في إشارة للمشاهد بأّن كل هذه القصص الدّينية خرافات غير منطقية وغير عقلانية ، والهدف هو فتح العقول بحرية النقاش الفكري وانتقاد الديانة من أصاحبها أنفسهم ومن الداخل دون عقد وتقديس جاهل ..!!
هاجر حمادي
مواضيع لنفس الكاتبة: كيف لا وهم أحفاد الأمويين الذين كانوا يغزون الأراضي فقط من أجل سبي الاف النساء
لا أفهم الانزعاج حول فلم جلال الدين الرومي وشمس التبريزي لان الممثلين غير مسلمين