لماذا ترتدي النساء الحجاب

iraqbeforafter (1)لماذا ترتدي النساء الحجاب
هناك حملات كثيرة يشنّها الظلاميون في الفترة الأخيرة لتشجيع الفتيات في المدارس على ارتداء الحجاب بل وشملت حتى الأطفال منهنّ بحجة الخوف عليهنّ من تحرش الرجال كون أجسادهن البضة تثير الفتنة والشهوة لديهم .
من ضمن هذه الحملات كتيب صغير يوزع على الطالبات في المدارس والجامعات يحث المرأة فيه على الالتزام بالحجاب كونه الحل الوحيد لتحرش الرجال بالنساء دون أن يأخذوا بعين اعتبارهم الخلل الذي سيلحق بالمنظومة التعليمية من جراء تكميم الأنفاس والفصل بين الجنسين .
وهذا بعض من ما جاء في هذا الكتيب من أقوال الشيوخ ورأيهم في الحجاب :-
الحجاب هو الزى الرسمي للمرأة المسلمة تتحرك فيه داخل المجتمع وفي دوائر العمل والإنتاج بحريتها , ولحماية الأسرة من التجاوزات التي قد تقع بسبب التسيب والسفور ولحمايتها من أهواء الفاسدين اللامشروعة لاستغلال المرأة كوسيلة إشباع جنسي ثم رميها في غمار المجتمع تواجه مصيرها وحيدة !!
___________________
أكتفي بهذا القدر فقط رغم أن الكتيب يحتوي على الكثير من العبارات التي تهدف إلى تهميش دور المرأة والحض من مكانتها ومن تفكيرها , وقتلها نفسياً بسلاح بارد بعد أن اعتبروها مجرد شيء .
البعض يقول بعد أن لُقن بهذه الأفكار الهدّامة أن من أهم أسباب التحرش الجنسي هو تبرّج المرأة وعدم ارتدائها للحجاب كون شعرها هو مصدر فتنة وإثارة لغرائز الرجال !!علاوة على أن الحجاب فرض يستوجب تعميمه وتطبيقه دون نقاش حتى وإن حلقت المرأة شعرها أو كانت صلعاء بل وحتى عُمم على المرأة العجوز التي لا تصدر منها أي فتنة !!
ثم يقولون بأن حجاب المرأة سلاحها وساترها , تشتري به الستر والشرف !! فحصروا بذلك الشرف في خرقة يشتروها بأبخس الأثمان وكل من رغبت بالاستزادة من الشرف لها من الخرق ما لا تشاء ولا تحتاج سوى أن تضعها فوق رأسها وتكسب شرفها ولا يهم طريقة التفكير والصدق ..والخ
فهل هذا هو ما توصل اليه العقل العربي ؟ أم إن هناك ايادي خفية تعبث بالعقول لإرجاعها إلى الخلف لقرون ؟
رداً عى هؤلاء سأذكر شيئاً بخصوص جذور النظرة الدونية للمرأة ومسألة الحجاب الذي طرحها الرسول فهو لم يطرحها على أنها فريضة واجب الالتزام بها وإنما كانت لها حاجتها الوقتية بعد ان ساد التحرش بالنساء وقت خروجهن إلى الخلاء لقضاء حاجتهن ليلاً, فألحت الحاجة عليه في إيجاد السبيل لتمييز نسائه عن الجواري فتم ذلك عن طريق وضع الساتر ومن بعدها ضاعت بمرور السنين تلك الأسباب .
الحجاب ليس فريضة كما ذكرنا وكررنا مراراً وإنما موروث توارثته الأجيال منذ قرون دون إي تفكير ولا تنقيب ومن ثم صار عادة لا أكثر منها كما هي بقية عاداتنا وكما هو زي العباءة التي تتغير وفق المجتمع وعاداته وما أكثرها وكل بلد له شكله في ما ترتدي نسائه من العباءات.
رغم هذا تقول بعض المحجبات بأنها سوف لن تخسر شيئاً فيما لو وضعته على رأسها تجنباً للسوء الذي سيلحق بها وتسأل عن ماهية الضير في أن تضع المرأة هذه الخرقة وتدفع بها شر المحيطين بها ولتُسكت افواههم وخصوصاً بأنها سوف لن تخسر شيء ؟!!
قلت لها بأنها قضية مبدأ وطريقة تفكير وحرية رأي تليق بالإنسان الحر فقط , فكيف إنها سوف لن تخسر شيء وهي لا تملك أي شيء وحتى قرار حياتها ,كيف لن تخسر شيء وهي لا تملك حتى إرادتها ومغصوبة على فعل أشياءٍ وأشياء دون قناعة منها ؟ هي مسألة تصديق لذواتنا وسلام مع أنفسنا وما تمليه علينا إرادتنا وعدم الانسياق والخوف من هؤلاء , فهل كل هذا سوف لن يكون ضرر بالغ لها ؟
فالضرر في إرتداء الحجاب لا لكونه يحط من شأن المرأة فقط ويعدم مساواتها بالرجل رغم إن هذين السببين كفيلان برفضه ولكني أضيف لهما مسألة في غاية الأهمية وهي إننا نعمل لتشجيع بقية النساء على أن تسلك الطريق الصائب الذي به تحفظ كرامتها من خلال عدم سماحها لكائن من يكون في أن يحجب رأسها لكونها إنسانة حرّة بنفسها وبرأسها تقطعه أو تتركه أو تضع ما يحلو لها سواء كان حجاب أو برنيطة أو ما شابه ,رأسها هي ومن حقها أن تفتخر به كونه يحمل شرفها وعزوتها وكرامتها , ومن ثم ستفخر بإرادتها وبتفكيرها وبأسلوب حياتها , رأسها هو بمثابة كرامتها وفخرها الذي لا تملك سواهما , ومن لا يتقبلها فالأصح له أن يحجب استهتاره ووقاحته عنها .
_ لا يستطيع الرجل ان يحجب عيونه فهكذا خلقه الله بطبيعة شهوانية !!
فكرت بهذه الجملة المشمئزة للآذان والتي طالما تكررت على مسامعنا واقرفتنا فقلت :
_إذن هو ضعيف لا هي كما يدّعون.
_هي ضعيفة بجسدها وهنا يكمن الفرق بينهما.
_قوة الجسد اصبحت ليست بذات أهمية اليوم بعد أن تطور العالم وصار كل ما به يتحرك بالريموت كنترول وحتى الزراعة صارت بالمكائن الحديثة ولا تتطلب القوة الجسدية , رغم إن بلداننا صارت اليوم غير قادرة حتى على الزراعة , فما نفع القوة الجسدية إذن ؟
_ لكننا عرفنا بأن حجاب المرأة سلاحها وستر لها ويحجب عنها التحرشات ويمنع ألسنة الناس عنها .
_سلاح المرأة عقلها وليس حجابها وعليها أن تُظهره لا أن تستعير منه وتحجبه عن الأنظار ,تدافع به وبقوة لكل من تسول له نفسه بالاعتداء عليها سواء بغض الكلام أو بالأفعال ,المرأة لا تحتاج للستر فهي ليست عورة بل فخر الإنسانية ,ومن يتحرش عليه أن يكف عن سلوكه ويحجب عيونه.
ولنسأل أنفسنا عن السبب في ازدياد خراب هذه المجتمعات بالرغم من تزايد ظاهرة الحجاب , أم أن علينا أن نحجب السؤال والتفكير ايضا؟
صدمها السؤال واحتارت بالجواب كونها لم تتعود أن يوجه لها أي سؤال ولم يطلب منها أحد ان التفكير بعادات اعتبروها مقدسة …
لكنها اعتصرت التفكير وقالت ..هكذا هي مجتمعاتنا منذ القدم ,نساءه محجبات كون المرأة تختلف عن ألرجل حيث خصّها الله بشكلها المثير ,هي مختلفة عنه كونها تثير غرائزه ,ومختلفة عنه بأمومتها التي ميّزتها عنه, وبحنانها وبصبرها وبتضحيتها , وهذا الاختلاف هو ما يزيد الحياة جمالا وهكذا هي طبيعتها ولا نستطيع تغييرها .
كلام مكرر ناتج عن تلقين دون تفكير
_ إن كانت مجتمعاتنا قد تعوّدت على سلوك معين فهذا لا يعني أن نستمر عليه ولا هو مبرر وإثبات لصحته , أما الطبيعة فهي واحدة يا عزيزتي لكننا شوهناها وأضفنا لها الفوارق ليستعبد أحدنا الآخر,فهكذا هي الأنظمة الرأسمالية التي اعتمدت ونشأت على التمييز ,نحن شوّهنا الطبيعة والإنسانية معاً , الاختلاف لا وجود له لو رجعنا للطبيعة , فالأطفال لا يعرفون التشويه , يولدون بالميول ذاتها وبنفس القدرات ولكننا شوهنا هذه الطبيعة وأدخلنا الفروقات عنوة بين الجنسين ومن ثم شملت المذاهب والقوميات والطوائف منذ أن حلّ نظام العبودية القديم ليستعبد الرجل المرأة به .
أما الغرائز فهي واحدة وموجودة لدى الاثنين معاً وبنفس الدرجة لكن الرجل طغى واستبد بطغيانه فصار مشوّها وضعيفاً لا يحتمل منظر النساء وعليه استوجب تهذيبه وتقويمه وإرجاع طبيعته الجميلة , استوجب محاسبته ليغض عيونه عن النساء لا أن نحجب النساء عنه, فهو صار الخطيئة وليست هي , هو الجاني والفاعل وليست هي ,فلماذا نحاسب الضحية ونترك المعتدي حراً طليقاً , نحن نقلب الحقائق دوماً ونقيس الأمور بأسلوب مضحك ومبكي في آن واحد .
أما امومتها التي هي ميزة تتفوق بها على الرجل فبدلا من أن تكون نعمة لها صيّرها الرجل إلى نقمة عليها ووسيلة استغلها ضدها ,واسأل هنا اين ذهبت الأبوّة ؟وكيف ننُسب الابناء له وهو لم يعرف سوى تفريغ شهواته وإملاء رغباته ,أين حنانه وصبره وتضحيته ووو
رجعت ابنتي من مدرستها وأنا في حديثي هذا متذمرة من مدرّسة الإسلامية لديهم لتصف لنا سلوكها ومشيتها وهي ترتدي حجاب الرأس على الموضة مع الماكياج الصارخ والملابس الضيقة تلحقها خطواتها الراقصة , تحدّثهم عن فوائد الحجاب وضرورته للحفاظ على المرأة من العيون الوقحة وهي تتمايل بكعب حذائها العالي في محاولة منها لمليء نقصها ولجذب أكبر عدد من العيون وخصوصاً عيون الرجال النهمة وهي في طريقها للرجوع , تريد ان ترى النهم بعيونهم رغم إنها متزوجة ,لتشعر بأنوثتها المكبوتة , فلم تعد تكتفي بزوجها الذي اعتبرها مجرد عورة ومحطة لإشباع رغباته .
فقلت لهم هذا هو الدين الذي به يتشدقون ويحاولون تغطية جميع عيوبهم , التغطية والستر والتكتيم هو ما فلحوا به من خلال الدين, فحّولوا الشعوب إلى مجرد روبوت بلا عقول ولا إرادة وخصوصا المرأة , حوّلوها إلى كائن يسعى إلى أن يملي ذاته بطرق تزيد من الطين بلل كتعويض عن النقص والشرخ الذي احدثه المجتمع داخلها , كائن مشوه يعتبر نفسه مجرد سلعة مغطاة ليرتفع ثمنها , ومقابل هذا اعتبروا الرجل حيواناً من فصيلة الذئاب يلهث دوماً لفريسة ينقض عليها,هكذا هيمنوا على المرأة وشلّوا إرادتها وحجبوها ,فشلوّا بذلك نصف المجتمع وحجبوه , فكيف يهيمنون على الشعوب إذن وكيف يضعفوا قدراته ما لم تُحجب المرأة رأسها الذي به تحمل عقلها وحريتها؟
وكيف ستدافع المرأة عن نفسها وهي تعتبر نفسها عورة وبلا رأي وبلا رأس بالوقت الذي منه تنبع القوة والثقة بالنفس , وكذلك الإرادة قوة تنبع من الرأس , والشجاعة قوة تنبع من الرأس , والحرية ستنقلب إلى فوضى ما لم يتوفر ألرأس, هي قوة والتزام لأصحاب الرؤوس فقط, وفوضى وانعدام لذوي الرؤوس المحجوبة .
أما عزة النفس والكرامة فستلغى فيما لو حجب الرأس كونها تنبع منه ,فالحفاظ على الكرامة ينبع من العقل الواعي والواثق من نفسه ,والحجاب يهين كرامة المرأة كونه يعتبرها عورة وخطيئة.

أقول لهؤلاء ولكل من يؤيدهم بأنهم يسيرون إلى الوراء دُر حاملين معهم عقولهم المغيبة
فاخلعي الحجاب وأزيلي النقاب فأنتِ حرّة وتمتلكين ذاتكِ وشعركِ ليس حكراً على زوجكِ فقط ووجهكِ لم يخلق له بل هو ملكاً لكِ كما يمتلكه هو , فانتِ القوية وهو الضعيف فلا تشجعيه عى أن يرمي بضعفه عليكِ ويسحب مكامن قوتك واجعليه إنسانا قوياً كابحاً لغرائزه وليس منقاداً لغرائزه
فلماذا ترتدي النساء الحجاب ؟ ألا يحق لنا السؤال ؟

بوعينا نستعين فدمتم به سالمين

About فؤاده العراقيه

كاتبة عراقية ليبرالية
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.