لماذا الإرهاب الشيعي يناسب اميركا اكثر من السني؟

daiishescapطلال عبدالله الخوري 22\11\2014 مفكر دوت اورج

أشرنا في مقال سابق للقاء تلفزيوني, انتقد به أوباما “الأسلام السني” المتزمت مقابل مدحه لديناميكية وانفتاح ” الاسلامي الشيعي”, وقلنا ان هذا يعني بوضوح ان الشريك الاميركي في ادارة ملفات الشرق الاوسط ليس المحور “السعودي- المصري” او “القطري -التركي”, وانما المحور الايراني وشركائه ومن ضمنهم المجرم بشار الاسد.

كيف ترى اميركا الإرهاب السني؟

المحللون الأكاديميون في مراكز الأبحاث الأميركية, يرون ان هناك حكومات ديكتاتورية بوليسية عربية, تقوم بالتالي:

اولاً: تمول وترعى المدارس الدينية مثل جامعة الازهر ومعاهدها وثانوياتها في مصر, المدارس والمعاهد الشرعية والحوزات الدينية في سورية, جميع المدارس في السعودية وخارجها مثل باكستان وافغانستان والهند وشرق اسيا والاميريكيتين واوروبا, ويبنون لهم البنية التحتية واللوجستية والاعلامية.

ثانيا: يعدون الجماعات الارهابية الاسلامية  ويخترقونها ويسيطرون عليها بجهاز امني جبار ويوجهوها للدعاء لولي نعمتهم في الداخل والدعاء على اميركا والغرب, وتكوين منظمات ارهابية في الخارج بعد ان تسيطر على مساحات جغرافية في اماكن خارجية تلغي بها كيان الدولة.

إن اكثر ما ارهق اميركا والغرب من الارهاب السني هو الاستراتيجية التي اعتمدتها القاعدة وتمسكت بها الدولة الاسلامية “داعش” وهو ان لا يكون لديها دولة بالمعنى المتعارف عليه دوليا, من وزارات وسفراء وعلاقات دبلوماسية وتجارية ومصالح ندية مع دول العالم مبنية على استراتيجية سياسية واقتصادية وثقافية, وقد كتبنا مقال عن هذه المشكلة بعنوان” السياسة الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية لدولة البغدادي الاسلامية داعش” 

وانما تعتمد سياستهم أصلاً على القضاء على الدولة الموجودة واستباحتها, كما فعلوا في افغانستان والعراق وليبيا وسوريا, وهذه  الاستراتيجية بالواقع هي اكبر مشكلة تكسر ظهر اميركا لانها بذلك تواجه تنظميات ارهابية عقائدية الموت والعمليات الاستشهادية بالنسبة لها هي تدين وتقرب لله, ولا تريد ان تبني المدن والجامعات وتؤسس لحياة مزدهرة لشعوبها كما هي الحال في كل الدول المتحضرة.

للأسف ان جبهة النصرة في الثورة السورية وهي تتبع القاعدة, وهي القوة الفاعلة والمؤثرة على الارض ولها حاضنتها الاجتماعية, رفضت ان يكون هناك قيادة معروفة للثورة لها سياسة واهداف محددة, تستطيع الدول مخاطبتها والتعامل معها, ولكن لجأت الى ممثلين صوريين ليس لهم اي كلمة على الارض ممثلة بالمجلس الوطني والإتلاف السوري, ومن الواضح بان المخابرات الاميركية تعرف بانها خطة للقاعدة من اجل ان لا تقوم دولة سورية يعيش بها السوريون وانما مركز انطلاق  لعمليات القاعدة.

للاسف ان كل ما تريده القاعدة من الثورة السورية هو الجغرافية السورية, وذلك لمواصلة محاربة اميركا والانتقام منها لما اذاقته لهم في افغانستان والعراق,  وبالتاكيد ليس مساعدة الشعب السوري على التخلص من استبداد عائلة الاسد؟.. والاميركان يعرفون ذلك,  وهذا السبب الرئيسي للتلكوء بمساعدتنا باسقاط بشار الاسد, فعلى الاقل نظامه يحتوي كل مقومات الدولة التي تفضلها اميركا على “اللادولة” القاعدية او الداعشية, فقد استطاعت اميركا على سبيل المثال بتخليص نظام الاسد من الاسلحة الكيماوية عن طريق الدبلوماسية ومن دون ان تطلق طلقة واحدة او تضحي بجندي اميركي واحد, وهذه ميزة التعامل مع دولة والتي لا تقدر بثمن بالنسبة لاميركا.

اللذي يظن بان اميركا حاربت في افغانستان من اجل مطامع استعمارية فهو على خطأ لان كلفة الاحتلال وتقدر بترليونات الدولارات هي اكبر بكثير من عائدات الاقتصاد الافغاني لمئات السنين القادمة, فكل ما كانت تريده هو ارساء حكومة لها مقومات الدولة المعروفة لانها لاتريد بعد الان التعامل او محاربة ” اللا دول” مثل القاعدة او طالبان.

اللذي يظن بان اميركا احتلت العراق وتدخلت بليبيا من اجل مطامعها النفطية فهو ايضا مخظئ لان ما خسرته اميركا هناك يكفي لشراء كل مخزون بترول ليبيا والعراق حتى ينضب ولآخرة قطرة.

اذا من هنا نستنتج بان اميركا صرفت ترليونات الدولارات من اجل ان لا يكون هناك منطقة جغرافية بالعالم تحكمها ” اللادولة” مثل تنظيمات القاعدة وداعش, لأنه من الواضح ان التعامل مع الدول حتى ولو كانت سيئة مثل نظام الاسد افضل بكثير من اللادولة, وهذا سبب بقاءه الى الان لان الثورة السورية للاسف لم تطرح بديلا له يمتلك حاضنة شعبية غير النصرة اي  القاعدة.

من جهة ثانية ترى اميركا ان الارهاب الشيعي ومنظماته مثل حزب الله وابو العباس هي مرتبط بدولة مركزية هي دولة الولي الفقيه في ايران والتي لها سياسة اقتصادية وسياسية ولها مصالح تتبادلها مع دول العالم ولها سفراء وتمثيل دبلوماسي في كل دول العالم وقد استطاعت اميركا ان تشل برنامجها النووي عن طريق المفاوضات من دون ان تطلق رصاصة واحدة بالرغم من ان ايران تحاول السيطرة على دول اخرى مثل لبنان واليمن والعراق.

نظام الاسد والولي الفقيه يعرفان ما هي نقطة ضعف السياسة الاميركية وهو نشوء اللادولة في منطقة جعرافية ما من العالم ولهذا استمات النظامان وعملا كل ما بوسعهما لادخال القاعدة وداعش لسوريا, فهم يعرفون بان اميركا ستفضل نظام الاسد عليهم, اي بالنهاية نظام الاسد والولي الفقيه حاربا الثورة السورية ليس بجيوشهم انما بالقاعدة وداعش.

مواضيع ذات صلة: السياسة الإقتصادية والعسكرية والإجتماعية لدولة البغدادي الاسلامية داعش

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.