طلال عبدالله الخوري 25\6\2018 © مفكر حر
تصوروا لو أن أميركا والغرب استخدموا القوة واسقطوا المجرم بشار الأسد, وألقوا القبض عليه وحاكموه بمحكمة دولية تحكم عليه بالإعدام, فكيف سيذكره التاريخ وخاصة من قبل مؤيديه في سوريا وحلفائه الخارجيين؟
أقل شئ مما سيقولونه عنه بأنه كان رئيسا قويا حمى سوريا ووحدتها, وكانت الناس تعيش في عهده عيشة معقولة والعساكر والموظفين كانوا يحصلون على رواتبهم بانتظام, وجاء الغرب وخرب كل شئ بمؤامرة إمبريالية صهيونية خسيسة.. (الخ من قاموس الشتائم المعروف) , واطاوحوا ببطل سوريا (طبعا من وجهة نظرهم) وحاكموه صوريا وقتلوه حتى ولو كانت المحكمة على أعلى المستويات, وسينظمون بعد ذلك القصائد به ويكتبون به المؤلفات التي تمجد عهده الميمون … الخ .. أليس هذا ما حصل مع صدام حسين والقذافي وعبدالله صالح؟؟
كل الدراسات تؤكد, بأن خطة كل من تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في سوريا منذ بدء الثورة وحتى الآن, هي تكرار سيناريو العراق في سوريا, وإجبار اميركا والغرب على الجلوس بمقابلهم على طاولة المفاوضات وإجبارهم على التنازل لهم بملفاتهم !! (اي النووي والمقاطعة الاقتصادية وجزيرة القرم الأوكرانية وطموحات أردوغان العصملية مع الاخوان) .. .. وكانت خطتهم لهذا (اقصد تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري) هي كما فعلوا بالعراق, اي إشعال الحرائق ثم الطلب من اميركا الجوائز لإطفائهم هذه الحرائق, التي هم اشعلوها اصلاً, ثم بعد ذلك مساومة اميركا على بناء ما تم تدميره بالحرائق .. وبعدها إشعال حرائق جديدة .. وهكذا دواليك حتى تخضع اميركا لكل مطالبهم ولن تنته مطالبهم من اميركا قط.. وكلما حصلوا على تنازلات طلبوا المزيد والمزيد .. وهذا كان هدف كل من المخابرات السورية والتركية والروسية والايرانية من بناء تنظيمي القاعدة وداعش الارهابيين في سوريا والعراق .. ولهذا السبب كان هدف اميركا الأول هو أن تقضي على داعش لكي تسحب منهم هذه الورقة في إشعال الحرائق.
الأن الوضع الإقتصادي في كل من روسيا وإيران وسوريا وتركيا في اسوء حالاته, وتعاني من كل هذه الدول من العقوبات الاقتصادية بالإضافة الى تكاليف الحرب في سوريا … مما سيؤثر على دعمها للنظام السوري, وفي حالة تركيا على الجزء السوري الذي تحت سيطرتها ….
الآن, إذا سهلت اميركا بطرق غير مباشرة على عودة كامل سوريا تحت سلطة الأسد وحلفائه فهي ستحقق بهذا هدفين هامين بوقت واحد:
الأول: استمرار إغراق كل من ايران وروسيا وتركيا والنظام السوري في المستنقع السوري, كل حسب حصته التي يشارك بها, وبالتالي اهتزاز الاستقرار في هذه البلدان بسبب انهيار الاقتصاد وبالتالي انتفاض الشعب في كل من هذه البلدان ضد حكوماتهم مما سيزيد من تدهور الاقتصاد وبالتالي انهيار هذه الحكومات الاستبدادية في هذه البلدان بيد شعوبها.
ثانيا: اذا قامت اميركا بتغيير النظام السوري فعليها ان تدفع ثمن إعادة بناء سوريا, اما عندما تدع الأسد حليف روسيا وايران يحكم على كامل سوريا فإن كلفة إعادة البناء سيقع على كاهل روسيا وايران وستوفر أميركا بهذه الحالة كلفة اعادة بناء سوريا,.. وسوريا الأن بحالة مزرية من خراب ودمار, ولا يوجد بها الا حملة السلاح والجرحى والمرضى والمعاقين والفاسدين والغير قادرين على اعادة البناء, وتخلو تماما من الكفاءات القادرة على البناء,.. فقط تأمين سوريا وحدودها سيكلفهم الأموال الخيالية ,, فما بالك من اعادة البناء والتأهيل؟؟
ونحن نتوقع بأنه اذا تم اعادة سلطة الأسد على كامل سوريا فإن الشعب السوري من مؤيدي الأسد قبل معارضيه سيسقطونه بأنفسهم لأنهم صبروا على الحرب 8 سنين ولا يوجد أفق لنهاية مآسيهم.. وستكون خاتمته وخيمة وأسوأ من مصير صدام حسين والقذافي .. وسيكتب عنه التاريخ بانه خائن وباع وطنه للغريب الإيراني والروسي لكي يبقى صوريا على كرسي الحكم… ولن يكون بطلا كما في السيناريو الأول بنظر مؤيديه.
السيناريو الذي ينطبق على الأسد ينطبق على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, فلو خسر الانتخابات الاخيرة لذكره التاريخ بأنه قائد عظيم لتركيا وعندما خسر الانتخابات كانت تركيا في وضع اقتصادي مقبول بالرغم من التدهور الأخير الذي حصل في سعر صرف الليرة التركية والمصاعب الاقتصادية الأخيرة الناجمة عنها .. وهذا هو السبب الرئيسي وراء دعوته لإنتخابات مبكرة, وذلك لكي تتم إعادة انتخابه قبل أن ينهار الاقتصاد التركي .. وقد نجحت خطته الى الأن.. ولكن ما هو مستقبل أردوغان؟؟ نحن نتوقع بأن ينهار الاقتصاد اكثر واكثر وتزداد عزلة تركيا عن الغرب واميركا, وسيزداد غرقه في المستنقع السوري وضد الاكراد, وسيتم اسقاط اردوغان بطريقة مذلة وعلى أنه من قام بهدم كل الانجازات العلمانية في تركيا قبل وصوله للسلطة… ولن يذكر اي شئ ايجابي عن ديكتاتوريته واستبداده.