لك الله يا سوريا

lamaalatasiلمى الأتاسي

هناك مواضيع لم يجرؤ أحد على طرحها على المجتمع في سوريا
من اين لك هذا ؟ سؤال من قبل الثورة بعشرات السنوات و السؤال ليس لطائفة بعينها
التدين و المتاجرة بالاسلام الذي نراه حاليا هو نفاق عام كما كان نفاق المجتمع للثورة قي بداياتها
ان اي مجتمع ليس جاهز ان يطرح اسئلة على ابنائه من تجار المخدرات باسم الحبوب و العدس و الفستق و اشياء اخرى هو مجتمع يكذب على نفسه ..و هو نفسه ذات المجتمع الذي لا يجرؤ الاب فيه ان يعترف بدعارة ابنائه عندما يكونوا هؤلاء مليارديرية.. و معه المجتمع الذي يناديها بدكتورة و استاذة و سيدة اعمال و هو يعلم بانها لا علاقة لها باي عمل اكاديمي او مهنة جادة..
الم يستغرب احدكم بكثرة الاغنياء في سوريا في الاعوام التي سبقت الثورة ؟
و لا تقولوا لي هذا من مال الفقراء و تعبهم .. نصف الشعب كان عاطل عن العمل و سوريا لم تطور حقلها الصناعي لتستغل البشر و طاقات احد .الشعب الصيني مستغل نعم لكن السوري لم يكن معتاد على العمل الا في الخليج ففي بلادنا لم يكن هناك مجال للعمل كثيرا و الربح السريع كان وافر لكل من يريد ان يتاجر بالمخدرات او بالنفايا الاجنبية للنووي او في البضاعات الفاسدة كل هذا كان في الغابة الخارجة عن القانون المسماة سوريا.
الاسئلة التي اقترح على المجتمع الحمصي و الشامي و الحلبي و اللاذقاني و الحموي و غيرهم اليوم ان يسالوها لانفسهم هو هل ابنائكم كانوا فاسقين ام لا ؟
و فاسقين ليس بالمعنى الديني بل بالمعنى الاقتصادي الاخلاقي..
مشكلتي ليست مع من يبني علاقة عاطفية خارج اطار الزواج او من يحتسي خمر بل من يؤذي البيئة و الاجيال في سوريا من كان يدمر سوريا يوميا بحجة ان غيره يفعل و كل هذا ليشتري سيارة اخر موديل و فستان.
تجارة الممنوعات التي شاركوا النظام بها من قال بان الثورة قامت عليها في حمص ؟ لاثوار حمص لم يتطرقوا لاي موضوع مما اتعرض له الان و عندما كنت احدثهم كان صمتهم فقط هو الاجابة .. فيما بعد فهمت لماذا كان هذا الصمت لان التجار انفسهم اشتروا الثورة بمالهم و عينوا انفسهم قادتها.. . و راحت فقط على الوطني و الفقير هو فقط الذي كان يستشهد تحت التعذيب و الابطال يخرجون ليشاركوا الثوار بالنصر .. على ماذا النصر على من ؟
المال الخليجي الذي تدفق على سوريا و الايراني حتما من طرف اخر (رغم اننا لا نعلم ماذا يجري في الضفة الاخرى) ذاته الذي اغرق الثورة بمن فيها و ارانا الوجه الحقيقي لمجتمعنا الذي اقل ما يقال فيه انه بحاجة لاعادة تاهيل اخلاقي … هذا المال لا ذنب له الحقيقة ان القذارة كانت موجودة و معفنة تحت الطاولة و الثورة وضعت القمامة كلها كالمزهرية فوق الطاولة ليراها الجميع و المؤسف ان الجميع يرى و يعلم و المؤسف انه ما زال يخرس .. يهرب يهاجر ينتحر و لكن يخرس ..لك الله يا سوريا .. لك الله يا تراب سوريا الذي لا نعلم اين و كم دفن فيه من نفايات نووية و كم زرع فيها من حقول مخدرات.

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.