لكم الله يا اهالي الفلوجة

في جينات العراقي توجد جينة غريبة ، مولعة بشيء اسمه “تنبلخانه”،هذه الجينة في سبات دائم ولكنها تستيقظ عندما ترى صاحبها وقد نزلت عليه الكوارث والمشكلات الواحدة تلو الاخرى،وتعود لتنام بعد ان يضع صاحبها لافتة على بوابتها تقول”اليوم خمر وغدا امر”.
العراقي لايخطط لأبعد من ارنبة انفه، لأنه يعتقد ان التخطيط لسنوات قليلة قادمة انما هو من فعل الشيطان وهو حرام شرعا اذ كيف يخطط لحياته وعلم الغيب عند رب العالمين؟ كيف يخطط وهو مسيّر لا مخير( بالمناسبة هذه مقولة تنعش افكار اصحاب المنطقة الخضراء ويردون بها على كل مناد للديمقراطية او مناد لوضع مشاريع الخدمات على ورق من اجل تنفيذها خلال سنوات معينة).
الصدفة قادتني ذات يوم الى لقاء مدير عام في دائرة التخطيط المركزية بوزارة التخطيط فسألته هل لديكم خطة خمسية او عشرية تنفذون على ضوئها مشاريعكم.
قال بحدة:كيف تريدنا ان نستطلع الغيب وهو من علم الله سبحانه وتعالى.. هل تريدنا ان نذكر اننا سنفعل وسنعمل في السنة (كذا) مشاريع (كذا وكذا) لا يا اخي انه حرام شرعا.
العراقي لايكون شهما وحلالا للمشاكل الا بعد ان تسقط الفأس في الراس،حينها يصبح حفيد عنتر ابن شداد او لنقل مثل
ابو جاسم لر التركي.
واخيرا نطق سعادة رئيس الوزراء نوري المالكي بالذي يجب ان ينطقه منذ سنة،وللاسف الفاس “وكع” بالراس ولاسبيل الى التئام الجرح الا بمعجزة.
قال المالكي:” أن الحكومة سوف تعمل وبالتعاون مع الجميع من أجل تنفيذ مبادرة الأنبار،وسوف يتم دمج المقاتلين من أبناء عشائر المحافظة بالجيش والشرطة وأن الحكومة ستخصص الأموال اللازمة لتعويض المتضررين في المحافظة.
وين كنت سيدنا منذ اكثر من سنة.. خليت”خيال المآته داعش” يلعب “جوبيه” بالفلوجة .. واهدرت دماء الكثير من الابرياء الذين لاذنب لهم سوى انهم من اهالي الرمادي.
وعلى كولة البصراوي”خليت اللي يسوى واللي مايسوى يتفرج علينا”.
ورغم وجود الجيش والشرطة هناك الا انك تصر على القول بان “جميع أهالي المحافظة تمكنوا من دحر الجماعات الإرهابية وتنظيف مدينة الرمادي والكثير من مدن وقصبات الانبار العزيزة من هؤلاء القتلة المجرمين.
لو قيل هذا الكلام قبل سنة هل تتجرأ”داعش والغبراء” على الدخول الى حرمة اراضينا؟.
وتقول بغزل ان “الحكومة تنظر بعين الاحترام الى المشاريع والمبادرات التي تسهم بها حكومة الأنبار وعشائرها الأصيلة”، وسنعمل بالتعاون مع الجميع من أجل تنفيذ تلك المبادرات”.
وانه”سيتم تخصيص الأموال اللازمة لتعويض المتضررين في بيوتهم وممتلكاتهم وتكريم الشهداء وعوائلهم وإعمار المحافظة وإجراء إصلاحات أساسية بالأجهزة الأمنية بما يوفر الأمن والاستقرار وعودة الحياة لهذه المحافظة”.
هل تعتقدون ان المليار دولار التي تم تخصيصها لأصلاح ماأفسده”داهش” يمكن ان تفرح أم مكلومة بأستشهاد ابنها او زوجها وهل ينسى الاهالي هناك المذابح التي راح ضحيتها الكثير واعيدت للاذهان مجزرة الاحتلال الامريكي قبل سنوات؟.
فاصل مسكوفي:تبين ان العديد من اعضاء البرطمان العراقي يحبون بوله سمك المسكوف ولكنهم قرروا ان يغيروا هذا الاسم الى سمك “38” تيمنا بهذه المادة من قانون التقاعد ،ويقال ايضا ان هؤلاء مولعون بلعبة (الدنبلة) ويصرون على اختيار هذا الرقم للفوز بما تبقى في الخزينة العامة..عليكم بالعافية.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.