اجرى اللقاء الشاعر زيد الطهراوي
زيد الطهراوي: في البداية ارحب بالكاتب و المحلل السياسي الأستاذ عدنان الصوص حياكم الله في هذه الاطلالة على فكركم و أهم أعمالكم
السؤال الذي نحب الابتداء به هو هذا الموضوع المهم الذي هو السياسة الشرعية هو علم نادر عند طلاب العلم الشرعي لا يعدون له درسا مستقلا فكيف جاءك هذا الاهتمام لتكون من السباقين لنشره و الدفاع عن اهميته
الكاتب عدنان الصوص: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بداية اشكركم على مبادرتكم هذه، وعلى حسن اختياركم لموضوع الفقه السياسي.
ثم ومن خلال دراستي للاسلام عقيدة وشريعة واخلاقا وبعد اطلاعي على نبذة من علم القواعد الأصولية والقواعد الفقهية وما يتعلق بمقاصد الشريعة السمحة من جهة، واهتمامي بواقع العالم الإسلامي وهمومه في التطلع للوصول إلى الحياة الطيبة والتمكين الأرض وحصول التغيير المنشود، ومخالطتي و/ أو للتيارات الفكرية اليمينية واليسارية العاملة على الساحة الاردنية ، وما أصاب الأمة من فتن، كل ذلك أدى إلى لفت نظري إلى دراسة هذا العلم الذي بدأت أشعر بأنه تطبيقه اي : الفقه السياسي يقي الأمة من الفتن ويدرأ عنها المحن ويجلب لها المصالح.
زيد الطهراوي: السؤال الثاني: هذا السؤال سيكون صريحا أستاذنا و ارجو ان تحتملنا و هو هل تعتقد أن طالب العلم الشرعي لا يكون مؤهلا للتعامل مع واقعه الا بدراسة السياسة الشرعية
الكاتب عدنان الصوص: طالب العلم هو طالب علم ابتداء، وطالب العلم غير مؤهل للفتيا وفي النظر في فقه الخلاف والاختلاف. فكيف يسمح له بالاجتهاد والنظر في الواقع الذي يعج بالفتن الكبار الدقيقة التي يصبح فيها الحليم حيران؟ حتى يشتد عوده عقيدة وشريعة وفقها في الواقع .
اتمنى ان يتنبه طلاب العلم الشرعي الى هذا الأمر المهم الذي يحفظ للعلماء مكانتهم
زيد الطهراوي: استاذنا الحبيب: لقد تحدثت كثيراً عن السبيل الامثل لمعرفة الحقيقة و هو: قراءة الافكار و العقائد فهل تعتقد أن المسلمين وقعوا ضحية الاغترار بشكل الشخص او دعايته المضللة او فعله المخالف لحقيقته
الكاتب عدنان الصوص: نعم. لقد وقع من وقع من المسلمين في اتباع تيارات فكرية معينة بعيدة عن روح الإسلام أو تتحدث باسم الإسلام وترفع رأيته. مثل التيارات اليسارية والقومية والتيار الخميني. وآخرين وقعوا فريسة للتيارات الثورية التي ترفع شعار الحاكمية والخلافة ظنا منهم أنها دعوات انطلقت من روح الإسلام وعقيدته غافلين عن أنها مخالفة في أحكامها منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الامة الذي يعصم المسلم من الانزلاق في التكفير والتفجير بغير حق.
ولهذا السبب انخدع الناس برموز وشخصيات تلك الأفكار ردحا من الزمن؛ حتى إذا أفاقوا وقعوا مرة أخرى في اتباع شخصية أخرى أشد مكرا وتضليلا من سابقيها، وذلك لتطور أسلوب الخطاب وأفكاره المنطلقة من خصوصيات المجتمع المسلم من قبل المفسدين في الأرض .
زيد الطهراوي: الحوار معك شيق و ملفت لما نحن فيه و اتمنى ان لا أترك شاردة و لا واردة الا و تحدثت عنها و لكنه الوقت فاسمح لي بسؤال أخير: اسمع كثيراً ان من يحاربون الدين باسم الليبرالية ليسوا ليبراليين
فما هو مدى صحة هذه المقولة
و ما هو سبب الإصرار على كشفهم إذا كانوا حقيقة ليسوا ليبراليين او علمانيين
الكاتب عدنان الصوص: ما طرح في هذا السؤال مهم جدا.
الليبرالية او العلمانية قسمان: شرقية وغربية. فالغربية تتجسد في الحياة الديموقراطية التي تسود الغرب هذه الأيام بعد تخلصهم من سلطة الكنيسة. والشرقية هي شعارات علمانية أو ليبرالية فقط وحقيقتها
يسارية اشتراكية، او شيوعية الحادية اختاروها قناعا جديدا – بعد سياسة البيروسترويكا – إمعانا منهم في التضليل كعادتهم، لكي يتستروا بها ويرموا الغرب الديموقراطي بجرائمهم وسوء دسائسهم واخلاقهم ومؤآمراتهم ضدنا .
فخطر الغرب يتحمل وزره الغرب وخطر الشرق يتحمله وزره الشرق.
ولقد ورد على ألسنة الشيوعيين وصرحوا انهم سيهاجموننا باسم العلمانية أو الليبرالية كما فعل الشيوعيون في الأردن بكل وضوح على مواقعهم في الفيس بوك وغيره ، وكما قاله الرفيق فؤاد دبور الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي التقدمي بالأردن، حيث فرق بين الليبرالية والايدولوجية الاشتراكية
زيد الطهراوي: في نهاية هذه الرحلة الثرية التنويرية نتقدم بالشكر الجزيل لك على هذا اللقاء الهادف