لقاء مع الامريكان

محمد زهير الخطيب: الحوار المتمدن

كتب الاستاذ جمال الوادي رئيس كتلة الحراك الثوري المستقل في سوريا: “بتاريخ 22 -10- 2013 اتصل بي السيد هانز ماهوني من السفارة الامريكية في تركيا وذكر لي أن السيد فورد (السفير الامريكي في دمشق أثناء الثورة، والمسؤول الحالي عن الملف السوري) يرغب بالاجتماع معك إن كان بالامكان فقبلت بذلك وحدد الموعد الخميس 24-10 -2013 الساعة الحادية عشر صباحا.
وحضر الاجتماع من طرفنا انا ود. نصر الحريري ومن طرفهم السيد هانز والسيد فورد ومساعدي فورد”.

انتهى كلام الاستاذ جمال،
وأقول: لما كان محضر الاجتماع الذي ذكره الاستاذ جمال طويلا، أحببت أن اختصره في بعض النقاط المهمة لمحبي المختصرات، ثم اتبعه بتعليق بسيط.

مختصر يبين أهم نقاط الاجتماع:

فورد: أميركا تقدم مساعدات غير فتاكة للشعب السوري كوجبات الطعام والمعدات الطبية… قدمنا 1,4 مليار دولار وتركنا الشعب الامريكي الفقير جائعا واقتطعنا هذا من لقمة عيشه…
فورد: هناك حرب استنزاف ممكن أن تستمر لسنتين أو أكثر فهل علينا أن ننتظر؟ وإذا انتظرنا هل سيبقى الكثير من المؤسسات السورية؟ وهل هناك مجال لحل سياسي؟
فورد: هدف جنيف تشكيل حكومة بموافقة متبادلة وتمرير إغاثة إنسانية وبحث مسائل المعتقلين ووقف استخدام السلاح وسحب المظاهر العسكرية… وهذا في حال نجاحه يفضي إلى إستفتاء دستوري بعده إنتخابات ديمقراطية.
د نصر: أين بشار الاسد من هذا كله؟
فورد: لم يذكر أي شيء عن بشار في الوثيقة لكن ممكن أن تبحثه المعارضة في جنيف، وليد المعلم سيمثل النظام د نصر: … سواء وقف إلى جانبنا العالم أم لم يقف لن نتنازل عن ثوابت الثورة وأهمها تنحي الاسد ولن يقبل الشعب السوري منا أن نجلس على طاولة حوار موجود عليها بشار جسدا أو روحا…
فورد: …الوضع الدولي فيه الكثير من التخوف من الوضع السوري، روسيا قالت لنا: نحن نريد أن يقاتل الجيش الحر إلى جانب جيش النظام القاعدة والتطرف في سورية… إن روسيا تتخوف من القاعدة والتطرف في سورية ونحن نشاطرها الرأي بذلك.
جمال: هل أمريكا صديق للشعب السوري؟ … أنا حسب رؤيتي البسيطة أن أمريكا ليس صديقة للشعب السوري أبداً… أمريكا كانت تسيطر على المنطقة من خلال سيطرتها على الضعفاء والخونة من القادة العرب فكانت تتحكم بمقدرات الدول العربية… وانت تقول أن امريكا لن تستخدم القوة لاجل الشعب السوري فاقول من قال لك أننا نريد منكم أن تقاتلوا عنا في سورية؟ ورغم ذلك أقول لو أن الامريكان وقفوا على الحياد (الحياد المطلق) من الثورة السورية لكانت الثورة حسمت منذ سنتين لصالح الثوار… لكن لابد هنا من سؤال لماذا تحرك الاسطول الامريكي في البحر الابيض المتوسط لاجل الكيماوي هل كان ذلك رحمة ومحبة باطفال سورية الذين قتلهم الكيماوي ام حفاظا على امن اسرائيل والمصالح الامريكية؟
فورد: بل لاجل مصالح امريكا والامن القومي الامريكي، والمصالح الامريكية هي التي تسيطر على القرار الامريكي ولاشيء غير ذلك وإسرائيل تستفيد من ذلك وهي حليف استراتجي لنا وخوفنا الحقيقي من أن تقع هذه الاسلحة بالايادي الخطأ، وهل أنتم تريدون أن يبقى الكيماوي؟
جمال: نعم يقيننا هذا الكيماوي ليس ملكا للاسد أو لامريكا هو ملك للشعب السوري الذي دفع ثمنه من قوت يومه وإلا كيف يحق لامريكا أن يكون عندها كيماوي وإسرائيل كذلك ونحن لايحق لنا ذلك وهل أن نزع أو تدمير الكيماوي في سورية سيدمر أيضاً في إسرائيل؟ …
جمال: ماذا قدمتم لفتح المعابر عبر الحدود الاردنية؟ ماذا عن الممرات الامنة؟ ماذا فعلتم للمحاصرين في مدن سورية ومنع عنهم الطعام والشراب؟ ماذا فعلتم لمدينة الحارة والخربة في محافظة درعا والكثير من مثيلاتها من المدن السورية التي هاجر أهلها قسرا من بيوتهم؟… ماذا فعلتم للمعتقلات من النساء والمعتقلين من الاطفال؟…
فورد: المعابر، جلسنا مع ناصر الجودة أنا وكيري وقلنا له كيف لنا أن نساعد السورين وندخل لهم وجبات طعام فقال لنا لايوجد أي منفذ لنا مع السوريين فالاسد هو المسيطر على كل المناطق الحدودية وإن كان عندكم معبر مفتوح أبلغونا فيه وسنسعى أن نكلم السلطات الاردنية بذلك.
جمال: … أنا أقول لك امتداد الحدود بيننا وبين الاردن 370 كم، نحن نسيطر على 360كم منها وجاهزين لان نعبر منها كل شيء…
فورد: سارسل لك خبر مع هانز عندما نجد الحل لذلك… أما الممرات الآمنه والمدن والمعتقلات فقد أرسلنا للاسد، طلبنا منه ذلك ولم يستجب.
جمال: وهل حقا راسلتم الاسد ورفض؟ وهل كنتم تتوقعون أن يستجيب؟ لا أعلم كيف تخاطبنا اليوم؟ إمّا أنك تظن السوريين قاصريين أو أن هناك أمر لا أفهمه!!!
فورد: أنت تذهب وتعود تريد منا أن نستخدم القوة نحن لن نستخدم القوة دعما للشعب السوري فقد دفعنا ثمن ذلك في العراق وغيرها ولانريد أن ندخل في دوامة الحل العسكري… مصلحة أمريكا تتطلب منا عدم استخدام العمل العسكري لحل مشاكل الثورة السورية.
جمال: هل تضمن لنا أن يغادر الاسد قبل أو بعد المفاوضات؟
فورد: نحن لا نضمن شيئا وليس عندنا أي نتجة مضمونة من التفاوض.
جمال: … أعطني فائدة واحدة مرجوة من جنيف!!
فورد: إحتمال أن يتم ضغط روسي يحقن دمائكم لان حرب الاستنزاف ربما تستمر سنوات وإن لم تنجحوا فحرب الاستنزاف مستمرة بجنيف أو بدونه… والآن هناك مصلحة لروسيا في حماية سورية من التطرف…
روسيا ممكن أن تساعدكم على تشكيل حكومة مشتركة.

هذه أهم النقاط في اللقاء،
وتعليقي: كانت المقابلة صريحة وهجومية وفيها روح الافحام من طرف الاخوة السوريين، ولا أتوقع أن تحقق نتائج إيجابية بالطريقة التي جرت بها، وأتمنى أن يترك الثوار الحوار السياسي للسياسيين، أو على الاقل إشراكهم في اللقاء، فالحوار السياسي تخصص إن كنا نريد أن نستثمر فيه.
على كل حال الموقف الاميركي واضح بعدم الرغبة في استخدام القوة دعماً للشعب السوري… على الاقل حتى الآن، والخيار الثاني أمامنا هو الحصول على أسلحة نوعية متطورة ليتمكن الثوار من إنجاز مهمتهم. وإلا فالتقسيم الذي لا يريده أحد هو أبرز الحقائق على الارض…

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.