«لقاء سيدة الجبل»: ربط مصير المسيحيين بأنظمة مستبدة يضعهم في مواجهة مع الأغلبية المسلمة

الإجتماع اللبناني ناقش دورهم في ظل التطورات الإقليمية.. وغابت عنه قوى «8 آذار»libanon

بيروت: «الشرق الأوسط»

أعلن المشاركون في الخلوة السنوية لـ«لقاء سيدة الجبل»، أمس، أن «حماية المسيحيين لا تكون من خلال تحالف الأقليات»، كونه «يضع المسيحيين في مواجهة عدائية، بل في حالة حرب، مع الأغلبية المسلمة»، مؤكدين أن «ربط مصير المسيحيين في الشرق بأنظمة أقلوية مستبدة، تحت شعار «تحالف الأقليات»، يشوه طبيعة الوجود المسيحي كشريك للمسلمين في بناء أنظمة مدنية ديمقراطية، ويحوله إلى شريك في التسلط الذي يمارسه نظام متهاو لن يطول به المقام، ويلحق المسيحيين بمشروع هيمنة أقلية لا حظ له في النجاح وقد بدأ في الأفول».
وحملت الدورة العاشرة من اللقاء الذي يعقد منذ سنوات عنوان «دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية»، وحضره ممثلون عن البطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، إضافة إلى ممثلين عن قوى «14 آذار»، فيما غاب ممثلو قوى «8 آذار» المؤيدة لدمشق. وهدفت الخلوة إلى «بلورة قراءة وطنية موحدة من أجل المساهمة في ابتكار حلول وطنية لصالح الجميع، مسيحيين ومسلمين، في وطن ارتضوه نهائيا».
واتفق المشاركون على إنشاء لجنة تحضيرية، مهمتها الإعداد لإطلاق كتلة لبنانية عابرة للطوائف تعمل من أجل حماية لبنان وسلامه الدائم. وأعلن الأمين العام لقوى «14 آذار»، فارس سعيد، عن التوصيات التي أكدت أنه «لا تمييز بين إرهاب وإرهاب»، إذ «لا يمكن أن نشعر بالاشمئزاز من جرائم (داعش) ونتغاضى عن جرائم الأسد أو نتكتم عليها». وشدد على أن «إدانة إرهاب (داعش) تستدعي أخلاقيا ومنطقيا أن ندين الإرهاب الذي يمارس بحق الشعب في سوريا، والإرهاب الذي يمارس ضد المدنيين في غزة. الإرهاب مرفوض أيا كان مصدره».
واعتبر المشاركون أن «الإرهاب يطال الجميع، الأقليات كما الأكثرية». وقال سعيد «صحيح أن المسيحيين والأقليات يتعرضون للإرهاب والتهجير على يد (داعش)، إلا أن معظم ضحايا (داعش) هم من المسلمين. ومن يتعرضون للقتل في سوريا منذ ثلاث سنوات ليسوا الأقليات، وإنما الأكثرية».
وإذ رفض اللقاء «حماية المسيحيين من خلال تحالف الأقليات»، قال سعيد إنه «ليس هناك حل مسيحي خاص لمشاكل المسيحيين، بل حل شامل لكل مشاكل المنطقة، وللمسيحيين دور فاعل فيه»، معتبرا أن «الحل بالنسبة للمسيحيين هو في العمل جنبا إلى جنب مع المسلمين من أجل عالم عربي متنور، ديمقراطي وتعددي».
وشدد اللقاء على «تعميم التجربة اللبنانية»، معتبرا أن التجربة اللبنانية في العيش معا «يمكن أن تقدم للمجتمعات العربية التعددية نموذجا يحتذى به، كما أن لبنان المعافى، بانفتاحه وحيويته الفكرية، قد يصبح مصدر إلهام لعالم عربي متجدد. إن حرية المعتقد التي كفلها الدستور اللبناني منذ سنة 1926 اعتمدتها اليوم تونس ومصر، ويتوجب تعميمها على العالم العربي».
وكان سعيد أكد في كلمته الصباحية أن «انتخاب رئيس جديد للبلاد هو مسؤولية وطنية مشتركة، وإذا نجحنا في وضعها حيث يجب أن تكون فسننتخب رئيسا من دون انتظار موازين القوى الإقليمية والمصالح الدولية».
بدوره، تحدث النائب السابق سمير فرنجية عن دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الإقليمية، قائلا إن «حماية الوطن تتطلب منا ألا نكرر أخطاء الماضي فنربط الاستحقاقات الدستورية بالصراعات على السلطة في ما بيننا، وألا نحولها لورقة يستخدمها الخارج خدمة لمصالحه كما هو حاصل اليوم، بل أن نقدم فورا على انتخاب رئيس للجمهورية مهمته الأولى منع انهيار مؤسسات الدولة. حماية الوطن تحتاج منا كمسيحيين العمل على منع الحرب بين المسلمين حماية للمسلمين والمسيحيين وللكيان اللبناني، بعدما دخلت المنطقة العربية حربا دينية تشبه إلى حد بعيد حرب السنوات الثلاثين».
وأكد أن «حماية الوطن تحتاج إلى إعادة الاعتبار إلى النموذج اللبناني في العيش المشترك، هذا النموذج الذي يكتسب اليوم أهمية استثنائية في منطقة يجتاحها عنف مجنون، فينبغي علينا الآن وأكثر من أي وقت مضى تطوير فرادة التجربة اللبنانية في العالم عموما من حيث شراكة المسيحيين والمسلمين في إدارة دولة واحدة وفرادتها في العالم الإسلامي، خصوصا من حيث شراكة السنة والشيعة في إدارة الدولة ذاتها».
ورأى أن «حماية لبنان في هذا الظرف تحتاج إلى دعوة الجامعة العربية إلى إصدار موقف يؤكد ضرورة المحافظة على التنوع الديني والمذهبي والعرقي الذي يميز عالمنا العربي باعتباره مصدر غنى للجميع وشرطا لمواجهة التطرف والإرهاب».

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to «لقاء سيدة الجبل»: ربط مصير المسيحيين بأنظمة مستبدة يضعهم في مواجهة مع الأغلبية المسلمة

  1. خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟

    ١: كلام من ذهب ورؤية صحيحة كان المفروض بها أن تكون ديدن المسيحيين من زمان إذ يستشف منها روح الانجيل والمسيح ( التسامح والتاخي) رغم إني أعذرهم على مامضى بحكم الماضي اللعين الذي عاشوه بسبب النظرة الدونية لهم من قبل المسلمين المتعفنين خلقيا وأخلاقيا ، والذين لازالوا لليوم مع ألاسف يسقطون عورهم وتخلفهم على الاخرين خاصة اليهود والمسيحيين والذين لولاهم لما ذاقوا طعم الحضارة والرقي الاخلاقي والانساني لأن العلة ليست فيهم بقدر ما العلة في الاسلام نفسه الذي لايعرف معنى المحبة والمغفرة والتسامح والتاخي ، بدليل مانراه من وقعنا من شلالات الدماء بين المسلميين أنفسهم فبما بالكم بغير المسلمين ، الذين إن غابوا عن بلداننا كان في ذالك نهاية المسلمين ، الذين لم يدركوا أن في عالم اليوم لايصح إلا الصح لان زمن الشعوذة والدجل قد ولى ولم يعد ينطلي حتى على المسلمين ؟

    ٢: على المسيحيين اليوم أن يتصفوا بالشجاعة أكثر من المسلمين في قول الحق والحقيقة ، الشجاعة التي كانت لدى السيد المسيح والذي قال لهم بعدد الايام أن لايخافوا ، وأن يعملوا بغيرة وتفاني على إنقاذ المسلمين من دينهم وتاريخهم لأن تلك هى مسؤوليتكم المسيحية الاولى وكفاكم تقوقعا حول ألانا (الكبرياء) كالمسلمين ، لأن تلك ليست روح مسيحية بل شيطانية وهى التي أسقطته من وجه الرب ؟

    ٣: وأخيرا …؟
    ما أعرفه وهى حقيقة مع كل ألاسف أن مقابل كل مسلم يهلك في نار جهنم سيهلك معه مسيحيان إثنان ، لذا ترجموا محبتكم للأخرين بكل شجاعة وتفاني وإخلاص إن كُنْتُمْ حقيقة مسيحيين صادقين ،ووأتركوا الدينونة للرب العالمين بغض النظر إن كانوا سيئين أو طيبين ، ألم يقل السيد المسيح ( ماجئت للأصحاء بل للمرضى لأن الأصحاء لايحتاجون الى طبيب ) ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.