تعلمنا ونحن في مدارس الحكومة وفي مجالس الأهل والأقارب والتي يقال عنها ( المجالس مدارس) تعلمنا وتفقهنا بأن الله يلعن الناس, حتى أن الأهل كانوا وما زالوا يقولون للذين يغضبون منهم (روح الله يلعنك) أو (الله يلعن …د….ك), وكل يوم نسمع من مكبرات الصوت كلمات مثل ( أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون…لعنة الله عليهم…لعنهم الله بالكتب السماوية), واللعن والسب والشتم في ديانتنا الاسلامي عندنا مثله مثل شرب الشاي والقهوة أو الدخان, اللعن عندنا في المجتمع الإسلامي عندنا عادة يومية يمارسها الناس كما يمارسون شم الأكسجين وكما يمارسوا شرب الماء أو المشروبات الباردة, فكلمة (الله يلعنه) أو كلمة (الله يلعنك) يقولها القائل بكل برودة أعصاب وكأنه طبيب جّراح بريطاني, الناس في مجتمعنا من السهل عليهم أن يلعنوك أو أن يلعنوني أو أن يلعنوا أمي وأبي وجدتي أو جدي, نسمع كلمة اللعن وكأننا نسمع كلمات الشكر والحُب والعرفان في المجتمعات المتقدمة, اللعن نسمعه في المجتمع العربي الإسلامي كل ساعة وكل دقيقة فمن الممكن أن تدخل الدكان أو متجرا لبيع الملابس وتسمع كلمة (الله يلعنه) أو كلمة (عليه لعنة الله), وهذا شيء طبيعي أن نستمع للعن في الشوارع والمقاهي لأننا اصلا نقرأ هذه الكلمة في القرآن, يعني إذا بالمساجد ودور تحفيظ القرآن والمدارس والجامعات نسمع كلمة اللعن! فكيف مثلا لا نستمع لها بالشوارع والطرقات الضيقة!!؟.
ولست أدري وهذه ثقافة مستقاة من القرآن كيف الله يلعن ويشتم ويسب؟ هذا لا يدخل العقل والمخ!!هل الله حقود وقلبه مريض؟ مستحيل, الناس أحرار بتصرفاتهم وإن كنت أنا مخطئ فالله يوم الدينونة هو من يحاسب الناس, ولكن أن نقول بأن الله يلعن البشر فهذا غير عقلاني, وإذا تعارض النقل مع العقل فالأولى أن نأخذ بالعقل ونترك النقل, وهنالك من لهم رأي بعكس هذا الرأي وهذا بحد ذاته اختلاف في وجهات النظر لا يستدعي من الله نفسه صاحب الجلالة أن يشتم ويسب.
تعلمنا تعاليم حقيرة ومغلوطة وفهمنا وحفظنا عادات سيئة لا ترقى إلى مستوى الإنسان المدني المتحضر المعاصر, تعلمنا صفات عن الله لا يمكن أن تكون هذه الصفات إلا في قلوب الحاقدين والمرضى نفسيا والكارهين للجمال وللحرية التي سقفها السماء, تعلمنا أن الله له أعداء وله خصومات مع الناس, تعلمنا أن الله يكره بعض الناس ويعشق البعض الآخر, تعلمنا أن الله عنصري وفئوي يرزق بعض الناس والبعض الآخر لا يرزقهم, تعلمنا أن الله يلعن ويشتم هو ونبيه وملائكته المرأة التي يدعوها زوجها للفراش وتأبى حين تكون متعبة من ظروف العمل أو المشاكل النفسية, غير أن الحقيقة والملاحظة والتجربة تقول غير ذلك, الملاحظات والدلائل والإشارات كلها تقول أن الله محبة وأن الله حنون وأن الله غفور رحيم يشرق شمسه كما قال الإنجيل على الأشرار والأخيار, يطعم القوي ويطعم الضعيف, ليس له أعداء أو ثارات قبلية ولا ينصر قبيلة على قبيلة أخرى, تعلمنا من الحياة والإنجيل أن الله يطعم الحشرات والدواب, البقر والحمير والتيوس فكيف لا يطعم أبناءه وكل الذين ليشتهوا أن يلمسوا الثقوب التي في يدي ابنه الوحيد بالجوهر وبالروح القدس, الله متعاطف معنا نحن البشر صاحب وجه حنون وليس عبوسا, الله محبة لا يلعن ولا يشتم ولا يسب ولا ينتقم من أعدائه لأنه أصلا وأصلا وأصلا ليس له أعداء بتاتا, يعطي الكبير ويعطي الصغير, وليس شرطا أن يعطينا المال, فمن الناس من أعطاهم الصحة وطول العمر وأخذ منهم المال والجاه والسلطان, وهنالك من أعطاه المال والجاه والسلطان وأخذ منه الصحة, وهنالك من أعطاه الجاه والسلطان والصحة ولكنه أخذ منه راحة النفس والبال, فكم من أصحاب الملايين الذين انتحروا بسبب سوء الصحة النفسية, الله يا جماعة الخير يعطي الناس بحسب غناه بالمجد وذلك ليس على الله بكثير, الله لا تفوته فائته, الله لا ينسى أحد من فضله, نحن نصلي له ونطلب منه ولا نطلب من الناس وهو الذي ييسر الناس للناس حسب رغبته, الله غني معه المال والجاه والسعادة والسلطان والحزن ومعه الفرح, يعطينا شيئا ويأخذ بمقابل ذلك مننا أشياء أخرى ويعطيها لغيرنا, والمفروض أن نقتنع بهذا الإله الذي يشرق بشمسه على الأشرار والأخيار والصالحين والطغاة والعادلين والمفسدين, الله يعطي الأولاد لنا ويعطي المال لغيرنا أو الجاه والسلطان ولا يعطيهم الخِلفةَ والإنجاب, الله لا يلعن ولا يسب ولا يشتم ولا يحقد على أحد, الله ليس كائنا بشريا له أعداء بل يعطي بحسب غناه بالمجد والذين ليسوا مسيحيين نجدهم مسلمين والذين نجدهم بوذيين نجد أن الله يعطيهم حتى الملاحدة يعطيهم لأنه وحده من يعلم بقلوب الناس وما يفعله الناس, فما الفائدة من رجل ثري وغني المال يصلي ويصوم ويدخل المسجد أو الكنيسة وبنفس الوقت لا يطعم أخاه الجائع ويلعن ويسب وهو معتقد بأن الله يلعن ويسب معه ويشتم الناس, فهل الله سبّابٌ وشتّامٌ؟.
تعلمنا أن الله يلعن أبا جهل ويلعن أمية ويلعن كل من ليس على دين محمد أو الدين الإسلامي, ويلعن المرأة التي ترفض مضاجعة زوجها, يلعنها هو وملائكته وهذا غير مقبول عقليا ولا يصدر إلا عن الذين لا يتسع صدرهم لسماع الرأي والرأي الآخر.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :