احد عناوين مقال في صحيفة النوفل اوبسرفاتور الفرنسية يفيد بأن تركيا أمام خيارين اما الديكتاتورية العسكرية اما الديكتاتورية المدنية .. نعم فالانقلاب العسكري كان خطر على الديمقراطية و لكن الهيمنة التي يمارسها اردوغان الان على السلطة القضائية التشريعية و على الصحافة و الاعلام في تركيا قد تؤدي قريبا الى خنق الديمقراطية المدنية تماما في تركيا .. 50 بالمئة من الشعب التركي يقبل بهيمنة اردوغان الشخصية و لكن هناك بالمقابل 50 بالمئة من الشعب التركي يخاف على بلده و مستقبل الحريات فيه .. لم ينتهي الانقلاب بسجن و اعتقال و تهجير المنقلبين لكن للحق كنا نتمنى ان نسمع منهم بيان صريح واضح يقول لنا لماذا فعلوا هذا مضحيين بارواح بعض الأتراك .. لقد كانت مغامرة خطرة احدثت شرخ جديد في الشارع التركي و حتى السوري .. فمن يا ترى مديرها و لماذا و لكي يذهب بتركيا لاين؟ عندما قلنا ذات الكلام للجيش الحر في بداياته و عندنا حاورنا المعارضة ذات السيطرة الاخوانية عن إمكانية توضيح المشروع الوطني لسوريا و الهدف من احداث تغيير في سوريا قالوا لنا نتناقش لاحقا الان اصمتوا و دعونا نسقط النظام فقط .. الا يستحق آلاف الأبرياء الذين سقطوا ان يعوا لماذا يضحوا و ما شكل هذا الوطن الذي ينتظرهم ؟ لحد الان لم تصرح معارضة إستنبول عن مشروعها السياسي لسوريا فلم نتفق بعد على شكل الدولة ووضع المرأة و الأقليات و الحريات الشخصية و فصل السلطات و مازالت الدولة لديهم لا علمانية و بالاصح إسلامية يباركها لهم ميشيل كيلو و جورج صبرا.. ان انقلاب تركيا مدان و فاشل طبعا و لكن اردوغان هو اول من بارك اللاعلمانية لسوريا و اللاديمقراطية للعالم العربي ..هو من دعم ثورات انقلابية .. و هو اول من خنق احلامنا بالحريات و الديمقراطيات في بلادنا.. الديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع و ليست استفتاء للشعب حول شخص ما انها ممارسة للحريات للاختلاف بالاراء و هي ليست حكر على فئة امرها شورى فيما بين أعضائها .. لا الديمقراطية هي حق المشاركة و المساواة للجميع دون إقصاء احد
مواضيع ذات صلة:كيف وقع الإسلاميون في الحفرة التي حفروها للسوريين
