لا والله ربحنا

محمد الرديني 

كل من يدعي ان مجلس البرطمان العراقي بوضعه هذا يمكن ان يقود العوراق العظيم الى بر الامان فهو بطران وابن ستين بطران.

فالذي يستعمل “القندرة” في النقاش لايمكن حتى ان نسلمه عصفورا يعتني به.

لقد بات مؤكدا ان هؤلاء الاعضاء يحضرون اجتماعات البرطمان من اجل تحين الفرصة “للعركة” خصوصا وان العديد منهم قد اعطى تعليماته الى خادمه المنزلي لتلميع حذاؤه يوميا لغرض الاستعمال السليم له في وجوه الاخرين.

فالذي حدث امس لايمكن ان يكون في مستوى البشر …بل لايمكن ان يكون في مستوى حيوانات غابات كينيا.

تعالوا لنرى ماحدث امس:

استهل كاظم الصيادي المعركة الاولى مع اسامة النجيفي حين طالبه برفع الحصانة عن النواب المطلوبين للقضاء فرد النجيفي بعصبية:

– ولك انت تعلمني شغلي، اني احذرك من التطاول والا ساتخذ بحقك الاجراءات المعروفة، فرد الصيادي بان يمكن ان يعرض الامر للتصويت.

– فقام النجيفي من على الكرسي ومد اصبعه بوجه الصيادي قائلا: خلينا ساكتين مو احنه اولاد “الكرية” وكل من يعرف اخيه ,أي كلمة اخرى سامنعك من الحديث بقية الجلسة.. فسكت الصيادي.

– وما ان جلس النجيفي على كرسيه حتى “علكت” بين النائبين حيدر الملا وخالد العطية حيث ردح الملا ،بمعنى رقص،وصاح بنعومة:

– – شمعنى الاستجواب مقتصر على دولة القانون.. ليش يابه لأنهم اولاد “الخايبه؟.

– فرد العطية بادب جم لايصلح الا لسفراء العوراق في الخارج قائلا:

– عيني هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا وهو بالتالي عار عن الصحة يعني “مصلخ”.

ونظر بهاء الاعرجي الى عباس البياتي بانتظار اشارة البدء للمعركة رقم 3 حتى اذا اشار البياتي للبدء متهما الاعرجي بانه سب المكون التركماني سمع سابع جار صراخ الاعرجي وهو ينفي ذلك مزودا البياتي بسيل من الشتائم من الطراز الحديث.

ولان “حلاة البيع جملة” فقد هب عدد من نواب القانون هبة واحدة ضد النجيفي في “العركة” رقم 4.

النائب علي العلاق مخاطبا النجيفي: انك تقاطع نواب دولة القانون في احاديثهم بينما تسمح للنائب صباح الساعدي وغيره بالتحدث.

النائبة ندى السوداني: انك يانجيفي تخالف النظام الداخلي وتسيير البرلمان على كيفك. الا ان النجيفي قال بهدوء انه لايخالف النظام الداخلي ويجب ان لايصدر مثل هكذا حديث.

الرداحة حنان الفتلاوي : لدي ما يثبت بانك غير امين على مصالح الشعب وفواتير سفرة لندن تشهد بذلك هذا عدا تكاليف اثاث بيتكم والتي كانت من لقمة اولاد الملحة.

صاح النجيفي :لن اسمح لك بدخول قبة البرطمان الا بعد ان تقدمين اعتذارا رسميا.وحين اعلنت فترة شرب الشاي “الكسكين” انتقل الجميع الى مقهى البرطمان لأكمال بقية الكوميديا ،رقم 5،ولكن بين القانون والعراقية هذه المرة والتي كانت الاطول في تبادل المهاترات رغم ان عمال الضيافة لم يجدوا السبيل الى تقديم استكانات الشاي لشدة الصراخ و”العياط” وتبادل “العفاط”

من المضحك ان القوات الامنية التابعة للمجلس منعت الصحفيين من الاقتراب من الكافتريا بالاضافة الى منع الموظفين من الدخول للكافتريا.

 فاصل ياغريب اذكر هلك : بدا ان اولاد الملحة لايجدوا الان الا الحنين الى الماضي وتذكر الاشياء الجميلة فيه وهذا ليس عيبا بل العيب كل العيب ان نعتقد ان هذه الروح السلفية يمكن ان تحل جزءا من مشاكلنا فالماضي لايمكن ان يكون حاضرا لأن الماضي ببساطة هو الماضي ولم تعد فيه الا الذكريات التي قد تعين على فهم الحاضر رغم صعوبة استيعاب هذه الحقيقة.    تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.