هذا المقال للملحدين قبل المؤمنين
هذه ليست قصة من وحي الخيال ، انها حقيقة وقعت أمام الكثير من الناس وشهدو يصحتها.
قبل حوالي خمس سنوات خطف بعض المسلحين من عصابات القاعدة في العراق أبن شقيقتي.
شاب عمره 23 سنة ، كان يعمل سائقا على سيارة لنقل الركاب بين بغداد وعمّان .
اوقفه المسلحون في منطقة الكيلو 160 في الانبار على الطريق الدولي السريع ، خطفوه بعد ان عرفوا انه مسيحي ، واطلقوا سراح الركاب المسلميين السنة الثلاثة الذين كان ينقلهم من عمان الى بغداد . قتلوه ورموا جثته في عمق الصحراء ولم نعثر على أثر له الى اليوم وسرقوا السيارة .
كان ذلك الحادث فاجعة مؤلمة لشقيقتي والدة ذلك الشاب المغدور -;- وكان حزنها مضاعفا لكونه الابن الوحيد الذي من الله عليها في الحياة .
كانت شقيقتي تواصل الليل بالنهار بكاءً وحزنا على فلذة كبدها الذي فقدته فجأة وهو بعمر الزهور . ومن جراء الحزن الشديد والحالة النفسية السيئة تحول الحزن الى مرض قاتل ينهش جسدها، فقد اصيب بالسرطان وانتشر في جسدها مدمرا اعضائها وخلاياها .
هاجرت شقيقتي الى امريكا بعد ان فقدت وحيدها وكل أمل لها في البقاء بأمان وكرامة في العراق . وهناك راجعت ارقى االمستشفيات بحثا عن علاج لها ، اجريت لها عدة عمليات جراحية ، واعطيت الادوية المختلفة ، وأخيرا عولجت بالمواد الكيميائية القاتلة للخلايا السليمة والسرطانية ، على أمل ايقاف تقدم انتشار السرطان في اعضائها السليمة.
لم تجد كل العلاجات نفعا مع شراسة هذا المرض القانل ، فواصل انتشاره في كل ارجاء جسدها ينهش في اعضائها المهمة كالمعدة والكبد والرئتين . جرب الاطباء معها اقوى الادوية الكيميائية دون جدوى . واخيرا تدهورت حالتها الصحية وقرر الاطباء ايقاف العلاج الكيميائي لكونهم فقدوا الامل في قدرة الطب في شفائها او على الاقل ايقاف انتشار المرض في جسدها الضعيف . اكتفوا باعطائها مسكنات الالم القوية التي لا تعطى الا من يقترب من الموت ولا أمل في شفاءه من دواء المورفين كقطرات في الفم كأخر وسيلة لديهم لتهدئة الالالم المبرحة التي تعصف بها لحين ان يكتب الله امرا كان مفعولا.
بعد ان تدهورت صحتها وتفشى المرض الخبيث في جسدها كله، توقفت شقيقتي المريضة عن تناول الطعام ، لعدم تحمل معدتها اي طعام فيها وتستفرغ كل ما يدخل بها حتى الماء . وكان الجميع يتوقع ان ترحل في اي لحظة .
اتصلت بها هاتفيا قبل اسبوع من البلد الذي اعيش فيه في اوربا كي اسمع صوتها واشجعها على المقاومة والصبر حتى تكون ارادة الله وكلنا الى الموت راحلون ، وما نحن الا ضيوف على الارض لفترة من الزمن حتى يتحقق أمر الله وارادته . وودعتها بمرارة وحزن كبير متضرعا الى الله ان لا تكون المرة الاخيرة لسماع صوتها الذي كان متقطعا وضعيفا والذي اسمعه بصعوبة في الهاتف وهي تودعني بمرارة.
كان قرار الاطباء ان تكتفي بقطرات المورفين الشديدة المفعول لتسكين الالام لعدم وجود اي دواء آخر لها ، وانها تعيش ايامها الاخيرة .
كنت في الايام الماضية اتوقع في اي لحضة ان اسمع خبرا مؤسفا من يقول لي البقية في حياتك .
يوم أمس رن جرس الهاتف في منزلي ، واذا بصوت شقيقتي التي تصارع الموت في كل يوم يدوي بقوة في الهاتف وهي تقول بفرح انا بخير وبعافية وقد زال مني المرض وانا بتمام الصحة وكمال العافية ، لا أتناول اي دواء ورجعت لي الشهية للطعام والشرب وكل شئ على ما يرام ، وهي تقول ذلك بكل فرح وسعادة .
كادت الدهشة تصدمنا بهذا الخبر المفاجئ والغير متوقع والسعيد بنفس الوقت.
كيف حدث ذلك ؟
قالت شقيقتي وملؤها الايمان بالله وبقدرته ، انها معجزة من الله ، فهو الوحيد الذي شفاني ومنحني الصحة بعد ان وصلت الى نهاية حياتي ، لقد بدأت الحياة من جديد .
حكت لنا الحكاية قائلة :
قبل خمسة ايام وبينما انا اتلو صلاتي قبل النوم ناجيت ربي قائلة: يارب انت خالقنا وحياتنا بين يديك ، لقلد شفيت الكثير من المرضى واقمت الموتى عندما كنت تشاركنا الحياة على الارض ، ولن يعجزك شي ، الست قادرا يارب ان تشفيني وتمنحي الحياة لمدة سنتين فقط كي يتمجد اسمك بين الناس ويعرف الجميع ان الهنا اله حي لازال قادراً على صنع المعجزات بعد ان فقد الكثير من الناس الامل في اجتراحك للمعجزات وانتشار الامراض والحروب والفساد في المجتمعات.
وبينما انا اصلي واتضرع المعونة من الله ، رأيت من يمد لي يده ويعطيني كاسا ممتلئة بالزيت الذي ينسكب من الكاس لوفرته قائلا لي : امسحي جسدك بالزيت واعطي منه لكل مريض يطلب الشفاء . واطلبي ان تتوحد الكنائس في العالم ولا يتفرقوا في كنائس وطوائف متبعثرة .
انتهت الرؤية ونمت بهدوء تلك الليلة دون الم .
تواصل شقيقتي حكايتها وهي على الهاتف من امريكا والفرح والسعادة يطغيان في كلامها وصوتها القوي يرن في ارجاء المنزل عبر الهاتف .قائلة :
استيقضت صباحا ولم اشعر باي الم كالعادة ، شعرت بالجوع ، نهضت من االفراش وذهبت بنفسي لأعداد الفطور واشتهيت شرب الشاي بعد ان كنت اكره الاقتراب منه .
عملت بنفسي عجينة لصنع الخبز والمعجنات ، وكنت اشعر بفرح وصحة وقوة تغمرني ، لقد زال الالم والضعف واختفت اعراض المرض ، وها انذا بكامل صحتي وعافيتي وابشركم بعمل الله بي .
لقد اصبح بيت شقيقتي مزارا في الايام الماضية لكل من سمع الخبر ومن كان يتوقع رحيلها جاء اليها ممجدا اسم الرب صانع المعجزات وقاهر الموت والمرض .
لقد انقلب حزننا فرحا وسعادة ، لقد دبت الحياة في جسد كادت ان تفارقه وقد مزقه المرض وانهكته خلايا السرطان .
ليتمجد اسمك يارب ، فانت قد قلت : انا الطريق والحق والحياة ، كل من آمن بي وان مات فسيحيا وكل من يحيا مؤمنا بي فلن يموت ابدا .
من الواجب علينا ان نخبر الناس بمعجزات الله وقدرته التي تفوق كل عقل ليؤمن الجميع بالله الحي خالق الحياة والقادر ان يحيي الموتى ويشفى كل مرض ولا يعجزه شئ .