لا تمتثل الحرب للأوامر ولاتتوقف بناء على طلب العيد.

Salwa Zakzak

تمر التفاصيل مرور الصرخة وتعرّش على المكان، يستعير الجسد بعضا منها، والروح تصدقها للحظات..
يبدو انه يوم التفاصيل الصغيرة، النهايات التي لم تبدأ بعد، والتحايل على احتراب طويل بالسخرية من الذات والضحك على فداحة الخسائر ،وادعاء بتقبل ما استقر .
إله التفاصيل الصغيرة حي يرزق، يعبث برائحة عطر رخيص لتقبلها سيدة غارقة في السواد، جوري من البلاستيك يحتل زاوية مابين الجدار و معقد الجلوس الكئيب..تغير موضعي بعد أن تخلت صور الغائبين طوعا عن مسامير لتعليق الورد الذابل عليها..
دانتيلا من النايلون الرخيص لرفوف المطبخ الغريب علّ ثقل الطناجر الرخيصة يصير أخف..دانتيلا سوداء للصور الأليفة كي لاتمتلئ بوحشة النسيان..
طلاء للأظافر..قلم أحمر شفاه لمرة واحدة وبعدها يمضي العيد وتتعكر الشفتان بجفاف الإهمال، ملطف جو برائحة خانقة كما النشادر..وطقم فناجين قهوة جديد..ملون بألوان فاقعة تخالف تقليد رصانة طقم الضيوف..باتت الزركشة مطلوبة ولو على جناحي فنجان قهوة..
روائح بهارات مشكلةو مسحوق الماجي لسد العجز في حضور اللحم..ستنحر خراف كثيرة..نعم ، لكن للأعطيات أهلها..
إنه يوم التفاصيل الصغيرة، حضور الشعور بالاكتمال لما لم يصر بعد! سطوة النهايات التكميلية على كيان يترنح، فما الذي اكتمل؟ وما الذي تكوّن في غفلة عن الحرب؟


سيدة تتسول لتشتري حلوى العيد لاطفالها الأيتام..تزيين غريب لليتم..حلوى الأيتام؟ تناقض وجودي ، والحلوى تذوب في الفم ويبقى اليتم حاضرا حتى كذريعة واجبة للتسول..
حتى الدهشة تتلاشى بمجرد العودة للبيت، الأشياء تبدو هزيلة، تأخذ حجمها الطبيعي، تنام في أكياسها، نحصي ما تبقى من نقود، ما تبقى من أصحاب وأهل وأحلام، نؤجل ملاحم مناجاة الصور وأصحابها، نؤجل ترتيب البهارات في عبواتها الفارغة، نؤجل كل شيئ..يجللنا إله الأشياء الصغيرة بنوم عميق، مخادعا ومتخليا عن سؤال من هو العيد…

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.