لا تعجبني هذه الفورة لإثبات أن المرأة لديها مخ وأخلاق

أنا بصراحة لا تعجبني أبدا هذه الفورة لإثبات أن المرأة لديها مخ وأخلاق كلما أقدمت امرأة على تحقيق إنجاز ما. فعندما تكون الأولى على المملكة في نتائج التوجيهي فتاة، يسارع الجميع -غالبا النساء- إلى استغلال الموقف لإثبات أن المرأة ليست ناقصة عقل. (جماعة “المقصود بنقصان عقل المرأة طغيان عاطفتها على تفكيرها” رجاء صفوا عاليمين،ما بحترم الكليشهات أبدا). ومنذ يومين، هرع الجميع إلى امتداح “رجولة” الفتاة التي سارعت لنجدة زيد الفايز ووصفها بأوصاف “أخت رجال”، “بتسوى 100 زلمة”، ولم يتنبه أحد إلى أن هذا المديح انتقاص صريح. فهم يعتبرون أن المواقف الشجاعة والمروءة محصورة بالرجال، وبالتالي فإن أي امرأة تظهر هذه الصفات تكون قد اقتربت قليلا من مكانة الرجل وعليه استحقت الثناء عليها بتشبيها بالرجل! على الرغم من أن عدم اقتراب أي من الرجال المتواجدين في موقع الحادث لإنقاذ الضحية كفيل بإسقاط أسطورة “أن هذه الأفعال رجولية”، إلا أن محاولات التعبير عن الإعجاب بهبتها لم تجد في اللغة مفردات مشبعة أكثر من تلك التي تشبهها بالرجال.


هذه المحاولات البائسة لإثبات أن المرأة “عاقلة”، وأنها “تفكر”، وأن لديها “مروءة” تعني لي شيئا واحدا يغفل عنه كثيرون: أن الرجل يوضع معيارا لكل ما هو جيد وأنه الأصل في امتلاك العقل والفضائل، وأن أي امرأة تنجح في أي مجال تصعد درجة على سلم العقل والمروءة لتثبت للرجل أنها قد تستطيع الوصول إلى أهليته يوما ما.
لا تحاولي أن تثبتي شيئا لأحد. لأنك عندما تفعلين كل ما تفعلين فقط لتثبتي أن لديك عقلا، فهذا دليل على أن عقدة النقص قد تأصلت فيك إلى الدرجة التي جعلت إثبات عدم وجودها هدفا لكل ما تقومين به. يقول جاك فريسكو “في اللحظة التي تسمع فيها كلمة “حرية” أو “ديمقراطية”، فعليك أن تحذر. ففي أمة حرة، لا حاجة لأحد لأن يخبرك بأنك حر ” .

About اسيل الزبن

اسيل الزبن كاتبة اردنية ليبرالية
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.