نادر جبلي : كنت التلميذ الوحيد المسيحي مع الف مسلم، فماذا حصل؟؟
نادر جبلي: كنت التلميذ المسيحي الوحيد بين ألف مسلم على الأقل في مدرستي الابتدائية في #يبرود، وكنت مدلّلا معزّزا محبوبا من الجميع، مدرسين وطلاب، لم يجرح شعوري أحد، ولم يزعجني أحد بسبب انتمائي لدين مختلف، وأحتفظ عن تلك الأيام بأجمل الذكريات.
– عندما كان نظام القتلة يقيم الاحتفالات في #باب_توما المسيحية، لإظهار المسيحيين في حالة فرح وبهجة وتماه مع النظام، كنت أتقصد زيارة مجالس العزاء في مدن الغوطة مع وفد مسيحي، لعلنا نساهم في إخماد ردات الفعل الطائفية قدر الإمكان، فكنا نُفاجأ بمستوى الود والمحبة والتقدير الذي كنا نحظى به من قبل ذوي الشهداء.
– في معتقلي الأول والثاني كنت الوحيد غالبا بين المسلمين في الزنازين التي كنا نُحشر بها، وكنت أخشى من ردات فعل بعض المعتقلين بسبب مواقف الطوائف المسيحية من الحراك الثوري، لكنني كنت أفاجأ أيضا بمقدار المحبة والتقدير الذي كنت ألاقيه، والذي كان له أكبر الفضل في بقائي على قيد الحياة..
– نصف قرن ونيف عشتها في سوريا قبل خروجي، ترعرعت خلالها وتعلمت وعملت بين المسلمين، وأشهد أنهم لم يكونوا يوما إلا أهلا وأصدقاء وأخوة..
لا أسعى مما تقدم لإبراز مسيحيتي، فهذا آخر ما يهمني، فأنا سوري أولا وثانيا وثالثا وعاشرا.. ومسيحيتي وغيرها من عناصر الهوية هي تفصيل صغير أمام سوريتي.. وما دفعني لقول ذلك هو نقاش مزعج دار اليوم مع بعض قصيري النظر وعميان القلوب.
لا تستطيع قوة في الأرض إقناعي بطائفية المسلمين في سوريا، أو بتطرفهم، أو بكراهيتهم للأقليات، وما نشهده اليوم من ممارسات إنما هو ردات فعل تسببت بها قوى ومضخات الكراهية والحقد التي يديرها نظام مجرم وحلفاء لا يقلون إجراما.