لا أخشى أبداً على سلامة ومصير عهد التميمي بين يدي الإسرائيليين

Eiad Charbaji
 أتضامن معها وأحييها كبطلة وصاحبة حق وموقف، لكن بصراحة لا أخشى أبداً على سلامة ومصير عهد التميمي بين يدي الإسرائيليين:
– لن يضربها أحد..لن يهينها أحد… بل هي من ستصرخ بهم وستوبخهم وتحتقرهم.
– سترسل إسرائيل معلومات عهد ومكان تواجدها ونتائج فحوصاتها الطبية إلى الصليب الأحمر، وسيقوم هؤلاء بزيارات منتظمة للاطمئنان عليها، وسؤالها إن كانت تتعرض للمضايقة.
– أهلها سيعرفون أين هي، وسيُبلغون رسمياً برقم هاتف السجن، وسيتصلون بها ويتحدثون معها بعد أن يشتموا عامل المقسم وإسرائيل واليهود ويتوعدوهم بالطرد من الأرض المحتلة.
– ستجلس عهد في زنزانتها النظيفة بشموخ ككل أبطال الرأي الذين قرأنا عنهم، وهي تعلم مسبقاً أنها مسألة وقت قبل أن تخرج من السجن لتعاود مقاومة المحتل وفضحه في المحافل الدولية، وسيكون لديها الوقت الكافي للتخطيط للأمر، وربما لكتابة قصيدة أو كتاب أو إعداد فيلم ضد سجّانيها.
– لن تتعرض للتعذيب، ولا الاغتصاب، ولا التجويع، وستأكل طعاماً آدمياً مراقباً وخاضعاً للمعايير الدولية يتضمن حصّة محددة من السعرات الحرارية، وستحظى بلحظات تنفس لهواء فلسطين، ومشاهدة القنوات التلفزيونية التي تتحدث عن جرائم إسرائيل.
– ستقف عهد مرفوعة الرأس في المحكمة، وستدافع عن نفسها بوجود المحامين والإعلام والمنظمات الحقوقية، وستحظى بمحاكمة معقولة، وستنال حريتها في نهاية المطاف، وربما ترفع هي دعوىً قضائية ضد سجانيها وتكسبها.
هذه ليست تبرأة لإسرائيل، ولا تنظيفاً لصورتها القذرة، ولا تقليلاً من حق الفلسطينيين وآلامهم…. لكن نحن السوريون مضطرون دوماً لإجراء هذه المقارنة لهول ما رأينا على يد المحتل الداخلي.
اعذريني عهد، أنت بطلة وصاحبة حق، وخسئتُ إن كنت أقلل من شأنك وشجاعتك، لكنني أراهن أنك ما كنت لتتجرئي على فعل ما فعلتِ لولا معرفتك بطبيعة عدوك، وثقتك أن لديك مساحة واسعة لمقاومته … في بلدي يا عهد هناك فتيات بعمر الورود اعتقلن واغتصبن من أراذل البشر لمجرد أنهن يملكن العينين الخضراوين اللاتي تملكينها، ثم خرجن من أسرّة الاغتصاب مدمرات الجسد والنفس مطأطئات الرأس، وهن يحملن نطاف مجرم في أرحامهنّ، ولم يجرأن حتى على الصراخ والألم قبل أن ينتحرن في نهاية المطاف.
اعذروني أهلنا الفلسطينيون، مصابكم كبير ومؤلم، لكن لم ترمَ عليكم البراميل، ولم تقتلوا بالكيماوي، ولم تموتوا غرقاً في البحار والمحيطات وأنتم تهربون من الموت… في بلدي هناك شبّان جامعيون مجتهدون اعتقلوا وعذّبوا ونكلّ بهم بوشاية من زملائهم الشبيحة لمجرّد أنهم حظوا باحترام إحدى الفتيات، وعندما ذهبت أمهاتهم لاستلام الجثة من المشفى -وفوق مصابهن- تعرضن للإهانة والتحقير من الممرضين والممرضات (الوطنيين) واضطررن لتقبيل أقدامهم القذرة والهتاف لبشار الأسد ودفع الرشاوي، فقط ليُسمح لهنّ بأخذ الجثة ودفنها.
…لا أعرف إن كان مناسباً قول ذلك علانية، لكن ثقوا أنه رأي معظم السوريين اليوم: نحن نحسدكم على عدوكم…!!!

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

2 Responses to لا أخشى أبداً على سلامة ومصير عهد التميمي بين يدي الإسرائيليين

  1. m h says:

    صدقت
    تحية كبرى لعهد و تحية اخرى للشعب السوري المكلوم.
    اسرائيل فيها إنسانية اكثر من الحكومة و الجيش و المخابرات السورية. ليس لانه اسرائيل نبيلة و لكن على اجرامهم و حقارتهم فان سوريا الأسد تفوقهم حقارة و اجراما

  2. س . السندي says:

    ١: حقيقة كفيت ووفيت وقلت ما يجب قوله ، لكونه الحقيقة التي لا ينكرها إلا الاعمى والمختل ؟

    ٢: هم أبطال في وجه العدو الاسرائيلي ، ولكنهم أقزام بين يدي فتح وحماس ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    عهد ليست بحاجة الى نفاقكم أيها المحامين العرب الجبناء ، ولو كُنتُم حقاً صادقين فالاولى أن تدافعو عمن يذلون ويهانون كل يوم على أيدي جلاوزة الأنظمة القمعية العربية والاسلامية ، حقاً لكارثة هى التي نحن فيها عندما يكونو حماتنا ومحامونا سوط من يحكم ، سلام ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.