كي تنعم كل فتاة بعلاقة طاهرة ونقيّة مع الرجل الأول في حياتها

كانت جازي اليوم على موعد مع الرجل الأول في حياتها.. مع والدها… وكانت المناسبة
Father Daughter Dance،
حفلة رقص الأب مع البنت في مدرسة جازي! ألغى والدها رحلة عمل كان المفروض أن يسافر خلالها إلى ولاية أخرى، لكنه ألغاها من أجل أهم يوم في حياته (على حد تعبيره) مسك يدها الغضة وفتح لها باب السيارة في طريقهما إلى المدرسة.
قال، وهو يقصّ عليّ حكاية ذلك المساء، والدموع تنهمر من عينيه: ماما عندما قدتها إلى حلبة الرقص كما فعل كل أب لم استطع أن أتخيل إلا اليوم الذي سيقودها به رجل آخر خارج بيتي، لم أستطع عندها أن أقاوم دموعي، ورحت أمسحها بأكمامي خوفا على مشاعرها! بعد الحفلة التي تنشأها المدرسة كل عام مرتين، مرة حفلة رقص الأب مع البنت، ومرة حلفة رقص الأم مع الابن، بعدها ذهبت جازي برفقة والدها إلى مطعم من خيارها وتناولا طعام العشاء، ودار بينما حديث هام جدا، كما وصفه الأب… حديث عن المستقبل والحياة والأحلام…
سألت جازي خلاله والدها: هل ستذهب معي لو قررت أن التحق بجامعة في ولاية أخرى؟
ويجيب الأب وقلبه ينفطر خوفا من ذلك اليوم: ستكونين عندها شابة بالغة وقادرة على أن تسافري بنفسك وسأكون جاهزا لكل مساعدة!
…….
العلاقة بين الأب والبنت هي التي ستحدد طبيعة كل علاقة لها مع الحياة لاحقا… من المستحيل أن ترضى بعلاقة أقل حبا واحتراما، ومن المستحيل أن تبني علاقة أخرى طبيعية لو اختلت طبيعة تلك العلاقة! الأب هو مثلها الأعلى وستبحث عن ذلك المثل في زوج المستقبل… ولو شاء لها قدرها أن يرزقها بأب جيد، ستخرج من بيته قوية واثقة من نفسها ومن قدراتها
لأن تتابع الحياة بنفسها!
…..
لا أعرف لماذا تذكرت عندها الشيخ العريفي وهو يحرم جلوس البنت مع والدها كي لا تثير شهوته، فكدت أتقيأ أمعائي، وقلت في سري: ألا لعنة الله عليكم وعلى تعاليمكم، فهي وحدها المسؤولة عن هذا الخراب الذي تعيشه بلدانكم… متى ستتطهر تلك البلدان من كل أثر لكم ولشريعتكم القذرة، كي تنعم كل فتاة بعلاقة طاهرة ونقيّة مع الرجل الأول في حياتها، كما كان لقاء جازي مع والدها اليوم؟؟؟؟