-المخابرات الأردنية استبدلت العائلة التي ذهبت للفحص في سفارة غربية في عمان، بأخرى لم تتعرض للكيماوي..
– الروس اشتروا عينات الكيماوي بآلاف الدولارات…
– اختفاء 6 أطباء وهم في طريقهم لإيصال عينات ضحايا الكيماوي إلى المخابر الأردنية
– ضابط أمن دولة رافق البعثة الدولية إلى الغوطة واحتال على “الحر” على أنه أحد أفرادها…
– 900 ضحية مجهولة الهوية رفضت المنظمات الحقوقية العربية توثيقها
– انقراض حوالي 200 عائلة لم يبق لأفرادها أثر في الغوطة
– “إللي استحوا ماتوا”…نساء الغوطة متن بالكيماوي ورفضن الكشف
لم يكن نظام الأسد وحده مشاركا في مجزرة كيماوي الغوطة التي قطعت أنفاس 1500 سوري معظمهم أطفال ونساء، فهناك منظومة أقل ما يُقال فيها إنها مافيوية متوحشة لعبت دورا لا يقل وحشية عن نظام ما اعتاد السوريون غير ذلك منه على مدى 30 شهرا.
“زمان الوصل” تكشف عن حقائق ومشاهدات تُروى لأول مرة في الإعلام على لساني طبيبين كانا أول من أسعف المصابين فجر يوم المجزرة 21/ آب /أغسطس، في غوطتي دمشق، والتي نعيش أربعينيتها اليوم.
المخابرات الأردنية.. لماذا..؟
لم تكن الإحصائية التي قدمها الطبيب ياسر الشامي حول وجود 900 ضحية مجهولة الهوية رفضت المنظمات الحقوقية العربية توثيقها، هي المعلومة الأهم.
ولا عدد الشهداء الأحياء الذين عادوا من حافة القبر لينضموا إلى آلاف الجرحى، ولا القبر الجماعي الذي يؤوي شهيدين أوثلاثة، ناهيك عن المقابر الجماعية التي ضمت العشرات.
ولا انقراض حوالي 200 عائلة لم يبق لأفرادها أثر في الغوطة، تحفظ د ياسر على ذكر أسمائها، ولا دفن أشخاص وهم أحياء نتيجة العدد الكبير من الشهداء.
على أهمية ما جرى في الغوطة أثناء المجزرة من أهوال تشيب لها الولدان، إلا أن ما كشف عنه الطبيب الشامي بعد المجزرة لا يقل خطورة، إذ أكد قيام بعض المخابرات الأردنية ببيع العينات التي أرسلها هو نفسه إلى السفارة الفرنسية بعمان، للروس مقابل آلاف الدولارات، وهو بحسب الشامي- ما استندت عليه روسيا في تصريحاتها الإعلامية المتكررة.
وأشار لــ”زمان الوصل” إلى إعادة إرساله العينات من جديد للسفارات البريطانية والأمريكية والفرنسية، حيث وصلت بالفعل عن طريق أحد الأشخاص، مؤكدا أن “وعدنا من هذه السفارات بتأمين المساعدات اللازمة لكن دون جدوى.”
وتحدث الطبيب الشامي عن قيام الأمن الأردني باعتقال أفراد العائلة المصابة التي أرسلها الطاقم الطبي في الغوطة إلى إحدى السفارات الغربية بعمان، واستبدالها بعائلة سليمة، و”هو ما استدعى السفارة لأن تخبرنا بأن العائلة غير مصابة، وقمنا بإعادة إرسال عائلة أخرى والحمد لله وصلت بأمان”. بحسب تأكيد الطبيب الشامي
كما كشف الشامي أن كادرا طبيا مؤلفا من 6 أشخاص اختفى في منطقة “خان الشيح” جنوب غرب دمشق، كانوا في طريقهم لإيصال عينات للمخابر الأردنية.
ضابط أمن دولة رافق البعثة الدولية
ونقل الشامي بعض تصرفات لجنة المراقبين الدوليين، التي كانت تتكتم على الإجابة أو التصريح عن أية سؤال، وكانت تعاين الأماكن وتأخذ العينات ثم تذهب.
وكشف عن تواجد ضابط في أمن الدولة (فرع الخطيب) بدمشق، دخل مع البعثة الدولية كعضو لجنة، وتم اكتشافه من قبل أحد الأطباء سبق وأن حقق معه في الفرع المذكور، لكن الثوار لم يعتقلوه أو يؤذوه احتراماً للجنة وكي لايقال أن الثّوار هم من يعيقون عملها.
الحياء قتل النساء
وأكد الطبيب لــ”زما الوصل” أن الحياء تسبب بفقدان حياة العديد من النساء، لأن العلاج يفترض رش الماء على المصاب وخلع ملابسه، وهو ما أثر على العمل، كما أن عددا من النساء وجدت ميتة في منزلها وهي تحاول أن تضع شيئاً من الملابس عليها.
وروى الطبيب الشامي قصة من القصص المؤثرة نقلاً عن أحد الناجين، حيث سمع الشاهد حركة غير اعتيادية لأهالي البناء وهم يصرخون “كيماوي كيماوي”، وصعدوا إلى السطح، فقام بإغلاق النوافذ ووضع نفسه بالحمام وفتح الماء ريثما يتم إسعافه، وعندما خرج تفاجأ بوفاة أكثر من 70 شخصاً على سطح البناء، بعد انقطاع أصوات الحركة عنهم.
وجزم الشامي بحتمية أن يكون النظام هو من قام بضرب الكيماوي من خلال إرسال الغازات مع صعود الصاروخ بالإضافة لوجود رشاشات على جانبي الصاروخ، مؤكدا أنه قام بتصويره وإرساله مع عدة عينات لدول عربية وإقليمية وغربية.
شهداء الإسعاف
والتقت “زمان الوصل” زميل الشامي الطبيب “أبو القعقاع” مدير نقطة “إذا مرضت فهو يشفين” الطبية في منطقة المرج بالغوطة وروى مشاهداته حول المجزرة قائلاً: “كان يوماً ليس عادياً، في تمام الساعة الثانية ليلاً، جاءتنا طفلة مصابة للنقطة، وبدأنا بعلاجها، ومن ثم توالت الحالات، فوصلت الأعداد إلى المئات، وفوجئنا بكل شيء، لم ندرِ ما حصل، وإذ بمآذن الجوامع تدعو للصعود إلى أسطحة الأبنية لتفادي الكيماوي”.
وتابع: “قمنا بفتح الأوردة، في البداية وإعطاء “الأتروبين”، وفيما بعد قام الكادر برش المياه على المصابين، كعملية غسيل أولي لشطف الآثار على الألبسة، حتى أنا أصبت بالآثار الكيماوية، وأصبح لدي سواد وعتمة في العينين واستمرت الأعراض لمدة أسبوع”.
وأشار “أبو القعقاع” إلى وفاة ثلاثة مسعفين من الكادر الطبي للنقطة الطبية التي يقوم بإدارتها، ما ترك أثراً سلبياً على المرضى والكادر المرافق.
وبين “أبو القعقاع” أن نقطة المرج التي كان يديرها كانت شاهدة على وفاة أكثر من 200 شخص وإصابة حوالي الألفين.
وبدمعة حزينة تظهر مدى الفقد وشدة ماجرى، شرح “أبو القعقاع” لـ”زمان الوصل” ماكان يهلوس به المصابون الذين يخضعون لعمل جراحي نتيجة القصف بعد الكيماوي، مستذكراً إياهم وهم فاقدو الوعي يهمهمون:”أنا لاحق بكم للجنة، ما بقي حدا من العيلة، أنا أنت يا أخي فلان ويا فلان…”.
وطالب “أبو القعقاع” المنظمات الدولية بضرورة تأمين الملابس الواقية والأقنعة، على الأقل للكوادر الطبية في مناطق الغوطة، حتى يتمكنوا من القيام بعملهم على أكمل وجه دون أن يصابوا أو يقتلوا نتيجة انتشار للغاز في أجسادهم”.
كلام لم يحك
استغرقت رحلة الطبيب وفريقه من الغوطة إلى مكان تواجدهم الآن 15 يوماً..، بعضهم باع كل مايملك لإيصال دليل جديد على مجزرة الغوطة، وكشف معلومات “مخيفة” عن تدليس مازال يمارس حتى اللحظة لتبرئة النظام…، “زمان الوصل” ترى من واجب الجهات “الثورية” دعم هذا الفريق الذي تقطعت به السبل خارج البلاد…، للوصول إليهم يرجى التواصل مع “زمان الوصل” عبر البريد
info@zamanalwsl.net
، علماً أن الحياء منع من التقت بهم الجريدة من طلب أي شيء.