تنتقل بسرعة الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء , ويحب الآباء أن يروا صفات أبنائهم مطابقة لصفاتهم, ويفرح الآباء وكذلك الأمهات إذا وجدوا واحدا من أبنائهم مشابها لهم في الصفات, وكذلك هو الله في الديانة المسيحية يحب أن يرى صفاته وطباعه في أبنائه,فإذا أردت أن تعرف حقيقتك كإنسان وكابن لله, يجب عليك أن تتأكد بأنك لا يمكن أن تكون إلا صورة طبق الأصل عن أبيك الذي في السموات, فإذا رأيت نفسك متشابها مع الله في الصفات فهذا يعني أنك إبن الله وصورة طبق الأصل عن أبيك الذي في السموات وبأنك أيضا أخٌ لباقي الناس القلائل في هذا الزمن الذين تتشابه صفاتهم مع أبيهم الذي في السموات, ولكن كيف تعرف ذلك ؟ أو كيف تحل هذا اللغز أو كيف تفسر هذه المعجزة, الموضوع بسيط جدا وهو لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد, أنت فقط تحتاج معي إلى تشغيل مخك بعض الشيء, ولهذا السبب يجب أن تكون أعمالك مشابهة لأعمال الله ويجب أن تنتقل إليك صفات الرب فتظهر على سلوكك وجوانحك وجوارحك, تماما كما تنتقل صفات أبوك إليك جينيا(الوراثية) فمعظم الناس سلوكهم وشكلهم وهيئتهم منقولة صورة طبق الأصل عن أبيهم وأمهم, وإلا فمعناه أنك لست ابنا لله إذا كانت أعمالك لا تتشابه مع أبيك الذي في السموات, ومعظم البشر أو الغالبية العظمى منهم ليسوا أبناء الرب حتى وإن دخلوا الكنيسة وصلّوا فيها والسبب واضح وبسيط وهو أن الله في سلوكه مع البشر, أولا وقبل كل شيء غفورٌ رحيم وأنت يجب أن تكون شخصية متمتعة بهذه الصفات, يجب أن تكون غفورا ورحيما مع الناس ومع أعدائك, فالله يعطي أيضا كل الناس الكبير والصغير والمؤمن والكافر والعاقل والمجنون ويسامح ويغفر كل الخطايا وأنت يجب أن تكون هكذا ولكن أغلبية الناس مخالفون لله في كل وأهم شيء, تعالوا لنتعرف عليه.
فمثلا ألله حين تأتيه بكل الخطايا والذنوب وتعمل بين يديه عملا إنسانيا واحدا فورا الله ينسى كل أعمالك القديمة السيئة ويتخطاها ويغظ النظر والطرف عنها ويعاملك معاملة كأنك لم تفعل شيئا مشينا طوال حياتك, ولكن ولل أسف البشر غير ذلك إطلاقا, فهم إذا عملت مع أغلبهم وطوال العمر أعمالا كلها خيرة وفي النهاية أخطأت معهم خطئا واحدا بسيطا فورا يتناسون عن قصد وغير قصد كل أعمالك الطيبة ولا يتذكرون لك إلا آخر عمل عملته, وبهذا يضيع المعروف مع كل البشر.
والله أو أبوك الذي في السماوات صفاته مختلفة عن صفاتك لأنك أنت تنسى كل الأعمال الطيبة والخيرة ولا تتذكر للناس إلا أعمالهم السيئة, أو لا تتذكر لهم إلا أعمالهم السيئة, فتنسى أعمال صديقك الخيرة والطيبة طوال العمر معك ولا تتذكر له إلا عملا واحدا سيئا معك, هذه للأسف هي أعمال وصفات أغلبية الناس, يضيعون أعمال غيرهم الطيبة إزاء موقف واحد لهم سيئا, أما الله فلو عملت معه طوال عشرين عام عملا واحدا سيئا وجئته في النهاية بعملٍ واحدٍ طيبا فإنه فورا ينسى لك كل أعمالك السيئة ويركز لك على عملٍ واحد طيب وخير, وهذه هي الصفات أو الصفة الغالبة على أبيك الذي في السموات, ولو كانت صفاتك مغايرة وطباعك معاندة لطبيعة الله فهذا معناه أنك لست ابنا لله, ولن يقبلك الديان يوم الدينونة ولن تدخل ملكوته على الإطلاق, وكل الذين يدخلون ملكوته يجب أن تكون هذه الصفة موجودة فيهم.
هل عرفت الآن كيف ت
كون ابنا حقيقيا لله؟ يجب أن تكون متشابها مع الرب في صفاته وسلوكياته, تماما كما تحب أن تكون موروثاتك الوراثية متشابهة مع أبيك البيولوجي, أنت مثلا تحب أن تقلد أباك البيولوجي في كل الصفات, وأباك أيضا يحب دوما أن يراك صورة طبق الأصل عنه في السلوك وفي الشكل الخارجي, وهذا ليس ببعيد عن أبيك الذي في السموات, فأبوك الذي في السماوات يحب أن يراك أيضا صورة طبق الأصل عنه, يحب أن يراك تعطي كل الناس الأبيض منهم والأسود, ويحب أن يراك لا تميز بين ألوان البشر وجنسياتهم, ويحب أن يراك غفورا تنسى للناس زلاتهم الكبيرة والكثيرة طوال العمر وفي النهاية تتذكر للناس أي عملٍ طيبٍ لهم فتنسى في لحظة كل ما فعلوه من إساءة لك ولا تتذكر لهم إلا آخر عمل بسيط وصغير لهم لكنه طيبا.