كيف يتصور الإسلام نظرة العالم المسيحي له؟
بقلم: جهاد علاونة
ما يهمني جدا هو أن أعرف نظرتك لي التي لا تقولها أنت بل التي اعتقدها أنا بأنها هكذا هي نظرتك لي وهذه هي قناعتي بذلك, فعندي شكوك وتوقعات عن نظرتك لي والتي قد تنكرها أنت في رمشة عين بكلمة:لا,وهذا يختلف عن نظرتك الصحيحة لي والتي تقولها أنت بعظمة لسانك حين تتحركُ فيها شفتيك لتقع هنا الاختلافات في الرؤى, فأنا عندي تصورات مقتنع بها عن نظرتك لي كيف أبدو لك من الداخل ومن الخارج وليس مهما أن تصدقني أو لا تصدقني فيكفيني أنني مقتنع تمام الاقتناع بما أقوله عنك جملة وتفصيلا,ويهمني جدا أن أعرف نظرة مجتمعك لمجتمعي الذي أعيش به وليس بالضرورة أن تكون عند مجتمعك نفس القناعة بمجتمعي وهي كما وصفتها عن نفسي أي هكذا يتصور المجتمع الذي أعيش به نظرة مجتمعك لمجتمعي,,وكذلك الثقافات والديانات يهمها معرفة نظرة الثقافات والديانات المختلفة عنها تجاه كل واحدة على حدى ,والمسلمون لديهم تصورات عن معرفة الديانة المسيحية تجاه الديانة الإسلامية وهذه النظرة هي ما يعتقده المسلمون بأنه كذلك, فكيف تنظر الديانة المسيحية للإسلام من وجهة نظر المسلمين وقناعاتهم بأنه هكذا ينظر المسيحيون لهم, ولا يهمني جدا أن أعرف نظرة دينك المسيحي للدين السائد في مجتمعي والذي أنا شخصيا آكل وأشرب في وسط هذا المجتمع الإسلامي بل أريد أن أعرف كيف يتصور المسلمون نظرات المسيحيين لهم,والذي أريد أن أقوله هنا هو تصورات المسلمين عن نظرة الدين المسيحي وكيف ينظر للديانة الإسلامية من خلال قناعة المسلمين بأن الدين المسيحي هكذا هي تصوراته عن الدين الإسلامي,وهنا تبدأ المعضلة الأساسية حين ينبري لنا من بين الجميع أحد المسيحيين الذي لا يرى تصورات المسلمين عنهم بأنها تصورات حقيقية بل يرى أن المسلمين مخطئين جدا بأن العالم الغربي المسيحي هدفه القضاء على الدين الإسلامي من خلال عاملين أساسيين وهما:إبعاد المسلم عن الإسلام ودفعه دفعة واحدة إلى الإلحاد أو إلى الدخول في المسيحية ,وذلك لكي تسقط الحضارة الإسلامية والتي يحسدنا عليها الغرب المسيحي,هكذا هي معرفة المسلمين,ويقال نقلا عن معظم الكتاب المسلمين وعن غير الكتاب مثل عوام الناس ومثقفيهم ومتعلميهم وما إلى غير ذلك:أنه في سنة 1907م عُقِدَ مؤتمرا في أوروبا استمر به المؤتمرون -من أفضل المفكرين الغربيين- بتقديم أوراق عمل لمدة شهر بالكامل برئاسة وزير الخارجية البريطاني والذي قال:هنالك خطر يهدد الحضارة الأوروبية وتبين للمؤتمرين أن الخطر سيأتي من الإسلام لذلك وضعوا التدابير والاحتياطات اللازمة لإنقاذ أوروبا من خطر المسلمين,وفي كل الكتب والمؤلفات التي لا حصر لها كلها تتحدث عن نقاط أساسية كلها غير منطقية مثل أن العالم الغربي يدعم سياسيين دكتاتوريين طغاة ليحكموا العالم العربي الإسلامي حتى لا تتحقق التنمية الشاملة للعرب وللمسلمين قاطبة ,ويسعى العالم الغربي المسيحي الصليبي الحاقد جاهدا لإقناع المسلم بأن معظم الأحاديث النبوية رواها رجال بعد عدة سنين من وفاة محمد وأن كل صحيح في القرآن ليس جديدا وكل جديد ليس صحيحا,وبأن القرآن مليء بالأخطاء اللغوية,ولا قيمة للمرأة في المجتمع الإسلامي,وبأن فقهاء المسلمين اعتمدوا في أحكامهم على الحضارة الرومانية لذلك كانت النتيجة الأساسية خلق دولة إسرائيل للتصدي للخطر الأوروبي ,ويرى المسلمون أن نظرة العالم المسيحي لهم تنبع من الغيرة ومن الحسد على الأخلاق الإسلامية الحميدة التي حباها الله للمسلمين خاصة عن دون سائر الأديان,وكذلك ينقل بعض الكتاب الإسلاميين بأن المخطط الغربي ما زال مخططا صليبيا يهدف أولا وأخيرا إلى إبعاد المسلمين عن الإسلام حتى تضعف شوكتهم,وينقل المثقفون الإسلاميون أقوال بعض الجنرالات والمبشرين وما يتفوهون به من عبارات ضد السامية وضد الإسلام خص نص عن دون سائر الأديان الشرقية السماوية الثلاثة وهي على الترتيب اليهودية والمسيحية والإسلام,ولم أتصفح في حياتي كتابا عن هذا الموضوع إلا وأجد به حكايات مكررة نقلا عن مشاهير الغرب العسكريين والتبشيريين منها على سبيل المثال مقولة(صموائيل كريمر) رئيس جمعية المبشرين المسيحيين في المؤتمر الذي حصل في القدس سنة 1935م حيث نقل عنه قوله:نحن لا نريد من المسلمين الدخول في المسيحية لأن دخولهم في المسيحية فيه هداية لهم,وغالبية المبشرين المسيحيين يهدفون إلى إخراج المسلم وإبعاده عن الأخلاق الإسلامية,ويسرد البعض قصة ال11فتاة الجزائريات اللواتي تعلمن في أحسن الجامعات الفرنسية وفي يوم تخرجهن لبسن الملابس الإسلامية ,وتساءلت يومها الصحف قائلة:ماذا فعلت فرنسا أثناء استعمارها للجزائر لمدة 118 عاما؟فأجاب لاكوست وزير المستعمرات الفرنسي:ماذا نفعل إذا كان القرآن أقوى منا!!.
ولكن إلى أي مدى يمكن لنا أن نصدق ذلك ؟وما مدى صحة هذه المقولات عن محاولة إبعاد المسلمين عن الإسلام وأيضا منعهم من الدخول في المسيحية بناء على طلب المبشر في مؤتمر القدس سنة 1935؟ بتصوري أن هنالك لبس وضبابية في تفسير ما يقوله وخصوصا إذا عرفنا أن مهمة مؤتمر التبشير تبشير المسيحيين بالخلاص ونشر الدين المسيحي وأظن بأن من مهمة المبشرين أن يدخل المسلمين في المسيحية وهذه طبيعة التبشير وبالتالي تصبح نظرة الإسلام عن نظرة المسيحيين للإسلام فيها كثير من سوء الفهم.
ويُنقل عن (ماردوك باكتول) قوله:من الممكن أن ينشر المسلمون الآن حضارتهم الإسلامية بشرط أن يعود المسلمون إلى أخلاق القرآن بنفس الطريقة التي نشر فيها أسلافهم الدين الإسلامي,ويقال نقلا عن المبشر(زويمر) :ما دام المسلمون ينفرون من الدين المسيحي فيجب أن ننشأ لهم المدارس العلمانية وهذا الكلام نقلا عن كتاب(الغارة على العالم الإسلامي,صـ82) ولكن هل هذا التوقع صحيح؟ بمعنى هل إنشاء المدارس العلمانية هي من أجل إبعادنا عن الإسلام لنكون في السلم أو في الدرجات السفلى من سُلّم الحضارة؟ وإذا كان هذا الكلام صحيحا فكيف ازدهرت الحضارة الغربية وراء جبال الألب وخلف جبال الأنديز وخلف المكسيك وخصوصا أننا نعلم بأن روح العلمانية هي التي سادت تلك الحضارات وأصبح تتحكم بكل شيء؟يبدو أن نظرة المسلم إلى كيفية نظرة العالم المسيحي لنا تشبه البيوت التي بناها (تولستوي) الروائي العالمي المشهور للفقراء حين رفض الفقراء دخولها ظنا منهم أنها سجون يهدف تولستوي من وراءها سجن الفقراء.
وأنا أعتقد شخصيا بأن الغرب إذا أراد لنا أن نعيش متخلفين فما عليه إلا أن يشجعنا على ديننا الإسلامي, أما إذا أراد لنا الخير فإنه من الواجب عليه أن يدفعنا للديانة المسيحية أو إلى الديمقراطية والحرية الليبرالية,والسلام عليكم,انتهى الموضوع.