كيف ستدار الرقة بعد تحريرها بالكامل؟

الرقة عاصمة داعش

بسيطرة “قوات سورية الديموقراطية” على نحو 70 في المئة من مدينة الرقة شمال سورية ومواصلتها تحقيق المكاسب الميدانية على حساب تنظيم داعش، أصبحت الكيفية التي ستدار بها المدينة بعد تحريرها محط تساؤل.
يقول مصطفى بالي مدير مكتب “قوات سورية الديموقراطية” في تركيا لـ”موقع الحرة” إن هناك مجلسا محليا حاليا للرقة يدير المناطق المحررة “وهذا المجلس هو الذي ستوكل إليه مهمه إدارة المناطق التي يتم تحريرها من قبضة داعش”.
وتوجد مجالس محلية أيضا تتبع لمجلس الرقة مثل المجلس الموجود في مدينة الطبقة، وتنبثق عنه لجان فرعية مثل لجان الإعمار والشبيبة والبلديات، وستتولى هذه اللجان مهام إدارة هذه المرافق، حسب ما يوضح بالي.
ويقول إن “اللجان تقدم ما بوسعها من خدمات وتحرص على إدارة المناطق المحررة بشكل جيد”.
و بدأت قوات سورية الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن هجوما واسعا في محافظة الرقة في تشرين الثاني/ نوفمبر وتمكنت من دخول مدينة الرقة في حزيران/ يونيو.
ويؤكد الناشط السوري عمر أبو ليلى لـ “موقع الحرة” تشكيل مجالس محلية منذ أكثر من ستة أسابيع لإدارة شؤون الرقة ودير الزور بعد تحريرهما بالكامل، وهي تعمل حاليا في المناطق المحررة.
ويوضح أبو ليلى المتواجد حاليا في العاصمة الألمانية برلين أن الأشخاص الذين سيديرون الرقة ودير الزور سيكونون من أبناء المنطقتين، و”ليس هناك في المجالس المحلية أشخاص من مناطق أخرى”.
وتسعى هذه المجالس المحلية التي سيديرها مدنيون، حاليا إلى الحصول على اعتراف إقليمي ودولي بها يمكنها من الحصول على دعم.
ويأمل الناشط السوري أن يعطي المجتمع الدولي ثقته لهذه المجالس “حتى تتمكن من تحقيق ما لم يتحقق في السنوات الماضية”.
احتمال المواجهة مع النظام
ويقود كل من النظام السوري وقوات سورية الديموقراطية هجومين منفصلين ضد تنظيم داعش في المنطقة الشرقية المحاذية للحدود العراقية، ولا يستبعد مراقبون حدوث اشتباكات بين الطرفين في المنطقة بعد تحريرها من التنظيم المتطرف.
وقالت قوات سورية الديموقراطية المشكلة من فصائل عربية وكردية السبت إنها تعرضت لقصف روسي وسوري في دير الزور.
ويرى أبو ليلى أن نشوب مواجهة بين “سورية الديموقراطية” وقوات النظام لاحقا أمر مستبعد بسبب “الدعم الأميركي لسورية الديموقراطية”.
 ويقول الناشط السوري : “صحيح أن النظام ارتكب اليوم (السبت) خطأ فادحا. لكن في تصوري الشخصي وحسب خبرتي الأميركيون سيتكفلون بالدفاع عن قوات سورية الديموقراطية في مثل هذه الحالات”.
في المقابل يعتبر بالي أن احتمال المواجهة “يبقى قائما” لا سيما بعد القصف الذي تعرضت له “سورية الديموقراطية” في دير الزور.
ويرى بالي في هذا القصف “إشارة غير ودية” من قبل الحكومة السورية تشير إلى أنهم قد يدخلون في مواجهة مع القوات المدعومة من واشنطن.
تحديات
وستواجه هذه المجالس عدة تحديات بعد تحرير الرقة أهمها تأمين المدينة وتطهيرها من عناصر داعش وإعادة الإعمار، “بالإضافة إلى الكثير من الصعوبات في تأمين متطلبات المناطق المحررة”، حسب ما يقول بالي.
وسيمهد المجلس المحلي في الرقة لإجراء انتخابات في المدينة لتشكيل مجالس محلية منتخبة بعد انتهاء عمليات التحرير، لكن تبقى الأولوية بعد التحرير هي ضمان الأمن أولا، وفقا للمتحدث ذاته.
المصدر: موقع الحرة

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.