طلال عبدالله الخروي 15\3\2016 © مفكر حر
بتاريخ 11\3\2016 كتب أدمن صفحة مفكر حر على الفيسبوك, نقلا عن قناة السي ان ان الاخبارية الاميركية مايلي:” الآن ع السي ان ان اوباما يسخر من بوتين ويقول: ان بوتين ليس غبيا تماما، هو يفهم أن مكانة روسيا في العالم قد اضمحلت.. وحقيقة أنه احتل جزيرة القرم ويحاول دعم بشار الأسد في سوريا لا تجعل منه لاعبا أساسيا فجأة، القوة الحقيقية تعني أنه يمكنك الحصول على ما تريد دون الاضطرار لاستخدام العنف… هههه رسالة واضحة ليس غبيا لها معنى عكسي بانه غبي وما يفعله بسوريا هو قمة الغباء ولن تعطيه شئ.” انتهى الاقتباس والصورة للتدوينة في الفيسبوك
لقد مرت كلمات اوباما على الجميع دون ان يلتفت لها أحد, ولكن ادمن الصفحة ببديهته الفطرية استطاع التقاطها وإيصالها لمعجبي الصفحة, فهو يعرف بأن شخصية بمركز رئيس اعظم دولة بالعالم يزن حروفه بميزان الماس, وكل ما علينا فعله هو قراءة السطور وتحليل ما بينها وفوقها وتحتها لكي نعرف ماذا يجري بالعالم بكل وضوح, ومن هنا نحن نرى بأن اوباما عندما رمى بهذه الكلمات كانت لديه معلومات اكثر من مؤكدة بأن بوتين اقتنع في النهاية بأن ليس لديه قدرات الدولة العظمى التي يسعى ان يضع بلاده فيها يكون لها مصالح بالعالم يجب ان يحسب لها حساب, فأقتصاده يعتمد بشكل اساسي على تصدير الثروات الباطنية مثل الغاز والنفط, وحجمه لا يكاد يساوي حجم دولة اوروبية مثل ايطاليا, اي بأختصار اوباما كانت لديه معلومات كاملة عن ان بوتين قد فهم مكانته وقدراته, وانه سيبدأ الانسحاب من سوريا في اقرب وقت وهذا ما حصل بعد اربعة ايام من تصريح اوباما الانف الذكر,
إن مناورات “رعد الشمال”، التي شارك بها أكثر من 30 دولة عربية وإسلامية، والتي تزامنت مع بدأ قوات حلف شمال الأطلسي في إعادة نشر أساطيلها في البحر الأدرياتيكي، والتي تضمنت قطع لغواصات نووية ولمنصات إطلاق صواريخ إستراتجية, حيث وضعت لها حجة واهية وهي مكافحة الهجرة الغير الشرعية والاتجار بالبشر، والتي فهمت دون شك المخابرات الروسية الكي جي بي بأن هدفها الحقيقي هو حصار روسيا تدريجيا, ولا شك ان جميع هذه التطورات ساهمت باتخاذ بوتين قرار الهروب من سوريا على حسب قول المثل الشعبي السوري الهريبة ثلثين المراجل.
اضف الى ذلك بأن المعارضة السورية السياسية الرسمية اكدت اكثر من مرة لروسيا بانها ستضمن مصالحها في حال سقوط الاسد من إنشاء قاعدة عسكرية في الساحل السوري والالتزام بتسديد الديون المستحقة للحكومة السورية الحالية اتجاه الدولة الروسية, وهذا ايضا لعب دورا في قرار بوتين, لانه في النهاية لا يريد ان يحارب مليار ونصف مسلم مع وجود اربع جمهوريات روسية سنية ضمن الاتحاد الروسي.
نحن نعلن من خلال هذا المقال انتهاء الحرب في سوريا وسقوط نظام المجرم بشار الاسد, وسقوط كل من راهن عليه وعلى بوتين, والمرحلة القادمة هي مرحلة بدأ حياة سياسية جديدة, نتمنى ان تتم قيادتها بحكمة وان نسعى الى بناء دولة سورية تعددية وطنية تسع الجميع وتطرح كل المشاريع الضيقة والطوباوية الفاشلة جانباً وتتبنى الطرق الناجحة التي استخدمتها كل من اليابان وكوريا الجنوبية في الوصول الى التقدم والازدهار والرخاء, عاشت سوريا حرة ابية.
الآن ع السي ان ان اوباما يسخر من بوتين ويقول: ان بوتين ليس غبيا تماما، هو يفهم أن مكانة روسيا في العالم قد اضمحلت.. وحقي…
Posted by مفكر حر (مفكر دوت اورج)؟ on Friday, March 11, 2016