في عام 1650 قبل الميلاد تقريبا حسب رأي أغلبية المؤرخين وليس جميعهم هاجر يعقوب وأبناءه من أرض كنعان إلى مصر نتيجة القحط الذي أصاب بلاد الشام وكان عددهم لا يتجاوز 66 ذكرا باستثناء الإناث من البنات والنساء وهم بنو إسرائيل( الأسباط) ولم تكن تلك الهجرة خاصة ببني إسرائيل بل كانت خاصة بمعظم قبائل بلاد الشام وهو ما اصطلح على تسميتهم (الهكسوس) الذين حكموا مصر حتى عام 1500.ق.م وبعد عودتهم من مصر أسسوا مدينتهم على اسم ( موسى) عليه السلام, فيقال أن موسى كلمة هكسوسية وأسمه الحقيقي العلمي (.أبيب مقدس) ومنه جاء لفظ ( تل أبيب) وهي المدينة التي يعتبرها اليهود أول عاصمة لهم أسسوها على اسم موسى عليه السلام( أبيب المقدس) وتل: تعني العلو والرفعة أي القداسة أي التقديس أي المقدس, ذلك أن موسى عليه السلام كان ملكا من أبناء ملوك(خيان) الأسرة الخامسة عشر التي حكمت مصرو(خيان) حكم مدة أربعين سنة, وأطيح بحكم أبيه الملك على يد المصريين الوطنيين الأحرار مما استدعى كما سنرى بعد قليل كيف خرج موسى أبيب المقدس من مصر بجماعته الساميين الهكسوس, والهكسوس وصفوهم بالعرب وبالعبريين ذلك أن العرب والعبريين نفس المعنى وهي تعني الماشي على قدميه ويسكن الخيمة وعلى {اسه غبار الصحراء ودائم الترحال وما زال في الكويت إلى اليوم يقول الناس للذي يأتي مشيا ( جاء عبري), المهم في الموضوع أن يعقوب وأبناءه هاجروا (بنو إسرائيل ) من أرض كنعان بسبب عوامل القحط التي أصابت منطقة بلاد الشام, وهذه عادة ما زالت شائعة حتى وقتٍ قريب إذ يرحل سكان المناطق الصحراوية من أرض إلى أرض بحثا عن مصادر المياه والغذاء, ولهذا السبب كانت تشتعل في هذه المناطق حروبا بين الفلاحين والبدو .
ولم يكن للفراعنة يد باستقبال القبائل المهاجرة ومن ضمنهم أبناء يعقوب أو بني إسرائيل لأنهم كانوا قد طردوا من أرضهم على يد الهكسوس الرعاة أثناء ضعف وانهيار الأسرة الرابعة عشر الذين استعمروا مصر مدة مائة عام تقريبا وأقاموا الأسرة ( الخامسة عشر) التي حكمت مصر , ولم يستطع المصريون تعداد حجمهم فقد كانوا يهاجمون على شكل حرب عصابات استمرت طويلا ساد خلالها الرعب والهول والذل والمهانة في مصر السفلى فقتل الهكسوس الأطفال وسبوا النساء وبقروا بطون الحوامل ودمروا المعابد الدينية وحرقوا المدن وأسسوا عاصمتهم على ضفاف الدلتا وهي ما عرف باسم ( زوان) أو ( أورايس) وكانت تعتبر مقرهم الصيفي والمقر الرسمي في (ممفيس), وكانوا هم أول شعوب العالم عسكريا التي أجبرت السكان الأصليين على نظام دفع الجزية حيث عاشوا كسالى وعاطلون عن العمل وطحالب متسلقة تعيش على كد الفقراء وتعبهم يفضلون النوم لساعات طويلة وأخذ الجزية من الضعفاء والأغنياء, وهذا أول درس للرعاة وهو أنهم أصحاب اختراع نظام دفع الجزية إذ أن البيئة الصحراوية علمتهم على النوم والكسل وأن يعتمدوا على الإبل والماعز فلم يعرفوا لا الزراعة ولا التجارة, فالفراعنة المصريون الأثرياء الذين لم يغادروا مصر السفلى أجبرهم الهكسوس على نظام دفع الجزية وحولوا الفقراء إلى عبيد وعمال وشغيلة وعملاء سريين وجواسيس على أبناء جلدتهم يعملون في المهن والحرف الحقيرة, أما المهن صاحبة المركز الاجتماعي فقد احتفظوا بها لأنفسهم مثل الإدارة وإصدار الأوامروحولوهم من عبادتهم التي وصفوها بالكفر إلى عبادة التوحيد,وكذلك المصريون الفقراء قد انخرطوا تلقائيا ضمن مجموعة المستعمرين الجديدة وباعوا ضمائرهم وتعاملوا مع أعدائهم وبعد تحرير مصر سنة 1500 ق.م. تم توجيه تهمة خيانة الدولة والنظام لهم, ولم تكن كل مصر قد وقعت بعد تحت حكم الهكسوس فقد بقيت مصر العليا(طيبه) وبلاد ( النوبة) تحت حكم المصريين أنفسهم, ولم يضيفوا الهكسوس إلى الحضارة الفرعونية شيئا ما عدا السيف المقوس الشكل إذ أن الهكسوس هم أول من جعل شكل السيف مقوسا واخترعوا الأقواس المركبة التي تُطلق منها السهام والفأس الخارقة, وكانوا شعوب سلب ونهب وسرقة وتدمير ولم يهتموا بالتطوير والتحديث والتعليم فقاومهم المصريون الشرفاء في معارك متعددة وثورات كثيرة كانت في البداية على شكل هجمات صغيرة ثم تطورت إلى ثورة انتهت بطردهم من أرض مصر وانتهى ذكرهم تاريخيا إلى الأبد ولم يعد لهم أي ذكر في التاريخ تماما وكأنهم غمامة صيفٍ مرت من هناعلى يد ( أحمس الأول) مؤسس الأسرة الحديثة سنة 1500 قبل الميلاد, ويقال أنهم هم الهكسوس أول من دجن الحصان وروضوه واستعملوه في الحروب وحين دخلوا مصر هرب منهم الفراعنة خوفا من إشكالهم حيث كان المصريون لأول مرة يرون الرجال المحاربين يركبون ظهور الخيل فظنوا أن الفارس على الحصان ليسا مخلوقان بل مخلوقا واحدا برأسين ومنه أطلق مفهوم الشكل الممسوخ على أبطال القصص والروايات الأدبية بعد ذلك, ويقال أنهم أيضا هم من استعمل العربة التي تجرها الخيول ويقال بأن الثورات المصرية هي التي طورت العربة واستطاعوا أن يهزموا الهكسوس, ولكن هذا غير ثابت 100% بل الهكسوس هم أول من ركب الحصان واستعملوه كأداة حرب وهم أول من أضاف العربة للحصان وللفارس الذي يمتطي ظهر جواده والهكسوس قبائل شامية(سامية) رعاة ومن ( سيناء) وهي في الأصل لفظ يوناني أطلقه عليهم المؤرخون اليونان ويعني (الملوك الرعاة)
وكل تلك الألفاظ تدل على معنى واحد وهو الرعاة البدو .
وكانت الملوك العرب من الهكسوس قد غزو مصر الفرعونية قبل أن يفكر يعقوب وأبناءه بالهجرة إلى مصر المحتلة التي احتلها آباءه وأجداده من منطقة الأردن وسوريا وفلسطين وكنعان ولبنان حاليا, تماما كما يفكر اليوم أي إنسان بالهجرة إلى دولة له فيها أصحاب واصدقاء يقبلونه ويقبلون التعامل معه.
ولكن لماذا فكر أهل منطقتنا الساميون بغزو مصر الفرعونية؟فبعد أن اخترع المصريون الذهب والفضة كعملة نقدية بدل أسلوب المقايضة ومن الملاحظ أن المصريين ساهموا بتقدم الفكر الاقتصادي واستطاعوا عن طريق الذهب أن يجندوا الطاقات البشرية لخدمة الفراعنة لأنهم اعتمدوا على مبدأ الدفع النقدي بالذهب للجنود كما فكر بعد ذلك بقرون عديدة بدفع رواتب الجنود من (ملح الطعام) حيث كان قد أصبح قوة شرائية نادرة الوجود…إلخ.. وهم أول من أسس أول جيش نظامي في تاريخ الفكر العسكري واستطاعوا إخضاع الآلاف من البشر وحولوهم إلى عبيد .
وبهذا فإن نظام الرق والعبودية قد اخترعته العملة الذهبية فاشتروا العبيد من أنفسهم ومن أهلهم وحولوهم لخدمة فراعنتهم .وبنوا الأهرامات بهذا الأسلوب وهو دفع الذهب وحين سمع الهكسوس الشاموين(الساميون) بهذا الاختراع الجديد قرروا أن يخترعوا شيئا يقضون به على مملكة الفراعنة فاخترعوا تدجين الحصان وحين دخلوا مصركما يقول الصادق النيهوم في كتابه صوت الناس , ظنوا أي المصريون أن الذي يركب على الحصان ليس مخلوقا آخر بل هو نفسه الحصان برأسيين .
وعلى العموم أحتل الهكسوس مصر ودخلت شعوب كثيرة مهاجرة إلى مصر لخدمة ملوك الهكسوس وكان العبرانيون من بين جميع الداخلين أولنقل أنهم هم الهكسوس أو هم من القبائل الرعوية التي انضمت إلى بعض واحتلت مصر ذلك أن الهكسوس قبائل متعددة من شتى منطقة الأردن ولبنان وسيناء .
ووصل أبناء يعقوب إلى مرتبة عليا في عهد الملك الهكسوسي (أما إشناص)وإستطاع يوسف( يوزرسيف) أن يتزوج من امرأة العزيز كبير وزراء الملك أماإشناص بعد وفاته ووصل لرتبة المقرر المالي للدولة.؟
وإن في استعمالنا لكلمة ملك نكون قد ظلمنا الفراعنة لأن الفراعنة ليسوا ملوكا بل فراعنة والفراعنة أو كلمة الفرعون تعني الحاكم العادل وهي ليست كما نعرفها اليوم من أنها تعني الحاكم الظالم ففي هذا المقال هنالك أشياء مغلوطة يجب أن نصححها فالمصريون يستخدمون كلمة فرعون للدلالة على الظلم في هذا العصر علما أن كلمة فرعون تدل على الطهر والنقاء وإنه منطقيا لا يمكن لملك أو حاكم أن يسمي نفسه مثلا حاكما ظالما فهذا غير معقول ولكن أسلوب قصة موسى التي روتها التوراة والقرآن الكريم أصبحنا بسببها نصف كل جائر بأنه فرعون, وحين استعاد المصريون الأحرار وطنهم المسلوب أوقعوا العقوبات بحق المصريين الخونة الذين تعاملوا أو كانوا عملاء للعدو, وقبضوا على الغرباء واذلوهم, وقتلوا المواليد الجدد من بني إسرائيل أو يعقوب, فكانت كل امرأة من بني اسرائيل تلد مولودا ذكرا يأخذونه فورا للذبح ولكن العقلاء في بلاط الفرعون أحمس اقترحوا عليه أن يقتلهم عاما وعاما يعتقهم وذلك لكي يجدوا منهم خدما وحشما لهم أما النساء فكانوا يأخذونهن عنوة ويستعملونهن جنسيا وللخدمة في البيوت فوافق الفرعون على هذا الاقتراح.. .
والنص القرآني تحدث عن اليهود باعتبارهم ليس نجسا في بعض الأحيان بل باعتبارهم شعب الله المقهور وليس المختار وبذلك يقول القرآن :
وإذ نجيتاكم من آل فرعون ….. يذبحون ابناكم ويستحيون نسائكم, والآية معروفة في القرآن الكريم, وحين خرج موسى ببني إسرائيل من مصر كان قد خرج بهم ومعهم ثقافة جديدة لم يتعلمها لا العرب ولا البابليين ولا الإخلامو وهي ثقافة الذهب, فقد تعلم بنو إسرائيل هذه التجارة من الفراعنة الذين اعتمدوا على الذهب لتغطية السلع وكانوا يقرضون الناس بالفائض, وهذا هو التفسير الرسمي لمقولة أن الله أمطر على اليهود ذهبا لمدة أسبوع كامل, غير أن الحقيقة تقول غير ذلك وهو أنهم تعلموا سياسة فتح المصارف وإقراض الناس بالفائض كما كان يفعل.المصريون وبإمكان القارئ أن يعود إلى سفر الخروج ليشاهد كيف خرج بنو إسرائيل من مصر ومعهم الذهب والفضة وهي ظاهرة ونظاما اقتصاديا لم يكن معمولا به إلا في مصر
فالفراعنة لم يعرفوا نظام الملوك ونظام الملوك نحن الشاميين(النصب على الاختصاص) والحجازيون الذين نعرفه وأول ملك عندنا هو (نرام سين ).في العراق القديم ميزو بوتومانيا ومن هنا نشأت ثقافة اليهود وخبرتهم في سياسة المال والذهب والصيرفة بمقابل أرباح وهم أول شعب في العالم ميز ما بين الربح الزائد عن حجم الإنتاج والرابح الناتج عن تأجير رأس المال نفسه, حيث لم يروا أنه ربا وإنما هو تأجير للمال وبما أنه لم يكن هنالك نظام المصانع وبناء العقارات فقد لجأ اليهود إلى تأجير الذهب وهو ما يسمى الإقراض بالفائض وأطلق على بني إسرائيل لقب اليهود لأول مرة في أثناء فترة السبي وتخريب مملكتي يهودا والسامرة, ومن يوم أن خرج موسى أو ( أبيب المقدس) ببني إسرائيل من مصر, من يومها والعالم يريد كله أن يُعلم ويسيطر على هذا الشعب الذي أتقن سياسة الذهب والفضة وعلمها للعالم كله ولم اقرأ في حياتي عن شعب أساء أعداؤه فهمه وأساء هو أيضا فهم خصومه إلا الشعب اليهودي.
وتقلبت أحوال الطقس باليهود على مر التاريخ وصاروا عبارة عن كرة قدم دولية مرة بيد الفراعنة ومرة بيد البابليين ومرة بيد الفرس وأخيرا بيد الرومان ثم المسلمين العرب ثم الأتراك ثم ملوك أوروبا, اليهود الذين علموا العالم سياسة الذهب والفضة وفتح المصارف والبنوك والحوانيت الصغيرة والكبيرة الخاصة بإقراض الناس رفض كل العالم دينهم الموسوي دين التوحيد ولكن العالم كل في قرار نفسه إلى اليوم يدين بدين اليهود ملوكا وشعوبا ووزراء وتجار ورجال دين وقد نعم اليهود طوال حياتهم بعيش رغيد عند الملوك المثقفين والبابوات المثقفين أيضا وفي فرنسا وليطاليا, الذين كما يقال (يسيل لعابهم) عندما يرون الذهب والفضة, وعاش اليهود في الإسكندرية سنة 1488 ميلادي بسلام آمن وتطبعوا مع العرب المصريين وشربوا الخمرة هنالك بكثرة وتربعوا على البسط كما يتربع العرب وأكلوا وشربوا على الأرض وهم متربعون وخلعوا نعالهم عند دخول منزل احد الأصدقاء .
وسمح لهم الوالي العثماني أن يبنوا معبدا على جبل صهيون بعد قصة عذاب مريرة وطويلة مع مرض عضال أسمه الغربة وحج إليه آلاف من المتدينين ومنهم من عاد إلى البلاد التي قدم منها بعد أن تكحلت عيناه برؤيا أورشاليم وجبل صهيون ومنهم من فضل أن يبقى على جبل صهيون كي تفيض روحه هنالك إلى بارئها ومصورها شوقا وحنينا إلى أرض الآباء والأجداد .
ورمز أسطورة عودة اليهود إلى وطنهم هي عند المثقفين : رمز كثيف لشعب قد فقد وطنه سنة 71 للميلاد وشتتوا في أرجاء الأرض ولم يجدوا عملا لهم سوى التجارة وإقراض المال بمقابل حصولهم على أرباح, وتخيلوا معي شعبا يفقد وطنه ويشتت في أرجاء العالم ليجد نفسه في بلاد ليس له فيها نخلة أو ذرة تراب أو وظيفة حكومية فماذا يفعل سوى أن يعمل شريكا سريا مع أناس يستحون من إقراض الناس بالفائض!! ولكن ما الذنب الذي كان يفعله اليهود حتى يستحقوا كل هذا العذاب :
لابد ان سياسة الذهب والفضة التي يتقنها اليهود هي السبب في اضطهادهم فقد عذبهم الفراعنة لأنهم تعاملوا مع الهكسوس الرعاة في إدارة شؤون مصر الفرعونية أثناء استعمار الهكسوس لها وحين استعاد المصريون وطنهم بحثوا عن سبب في مصادرة أموالهم فوجدوا السبب.
وكان الأباطرة وملوك أوروبا يخجلون كما قلنا من التعامل بالربا والفائض وكان اليهود لا يستحون من الربا وإقراض المال بالفائض او قل أنهم كانوا يميزون بين الربح الزائد عن حجم الإنتاج وبين تأجير رأس المال نفسه وبذلك كان يستغل التجار اليهود لهذه الأغراض وحين يكثر لديهم رأس المال كانوا يبحثون عن حجة لمصادرة أموالهم فكانوا يتهمونهم بإقراض المال بالربا علما أن الذين كانوا يتهمونهم هم الشركاء السريون لهم وكانت تصادر أموالهم لهذا السبب وأحيانا كان شركاؤهم ينتهزون فرصة انتشار الكوليرا لاتهامهم بأنهم شعب نجس وحقود ويحب خلق الفتن والحروب ويتهمونهم بتصنيع الأوبئة مخبريا حتى يستنفذوا أموال الناس أو بأنهم المتسببون بها لقذارتهم علما أن الكوليرا والطاعون لم تكن تميز بين اليهودي والمسيحي والمسلم .
وفي سنة 1475 ميلادي أراد الكسالى والعاطلون عن العمل أن يصادروا أموالهم, فتخيلوا معي شعبا غريبا في أوروبا يهوديا ليس مسيحيا ولا مسلما ولا فرنسيا ولا هولنديا ولكنه يهودي غريب جاء من الشرق وهو الآن بيده دفع عجلة الاقتصاد وهو أثرى من السكان الأصليين وخصوصا الكسالى والعاطلين عن العمل, تخيلوا معي ردة فعل هذا الشعب ما هي؟ يعني إن كنت أنت مثلا أردنيا وفقيرا وجارك عراقي ويملك الملايين من المؤكد أنك ستحقد عليه وستنتهز أقرب فرصة من أجل طرده ومصادرة أملاكه ففي مدينة ترنت شمال إيطاليا اتهموهم بقتل طفل مسيحي وقالوا أنهم قتلوه وشربوا من دمه في عيد الفصح فتم القبض على اليهود وأُحرِقَ يهود ترنت في مذبحة بشعة وصادر الكسالى جزء من أموالهم واستولى موظفو الدولة الفاسدون على الجزء الأكبر من أموالهم علما أنهم يعلمون براءة اليهود ولكنهم دعموا الغوغاء وعامة الناس مقابل سرقة أموال اليهود ,ورفض البابا سكتس هذه الأكذوبة ولكن في اجتماعٍ مهيب حضره والد الطفل وأهله وأقرباءه ذرف المنافقون الدموع على الطفل الشهيد وأعلن الطفل قديسا وحج إلى مزاره آلاف من السذذج والغوغاء علما أن البابا (سكتس) ندد بالجريمة ورفضها على اعتبار أنها أكذوبة من أجل السيطرة على أموال اليهود وفرضت على اليهود ضرائب باهظة من اجل الأنفاق غلى الألعاب الرياضية وكانوا يساقون شبه عرايا عرايا وأنصاف عرايا من اجل أغراض التسلية والضحك وكان هذا تعذيب نفسي يتنافى في ذلك الوقت مع أخلاق اليهود السامية التي تنادي بالوصايا العشر, لا تزن لا تسرق لا تشتهي زوجة أخيك, فتخيلوا معي هذا الشعب السامي بأخلاقه وجنسه ورفضه للخلاعة كيف يساق عاريا من أجل جعله أضحوكة كل هذه الأمور جعلت اليهود يناضلون ويفكرون بمكان يؤويهم تحت الشمس شتاء ويقيهم من حر الشمس صيفا .
والدرس المستفاد من ذلك:
ان تراكم رأس المال بيد فئة دون فئة هو الذي يخلق العداء الطائفي بين الأقوام العرقية , ومن المحتمل في المستقبل القريب جدا ان يقوم بين الولايات المتحدة وإسرائيل تكرار مثل هذا النوع من التصفيات الاقتصادية ويصدر بحقهم قانون مثل قانون( جاستا) او بين اليهود وبعض القوى التي من الممكن لها أن تحل محل أمريكا , وبذلك سيعيد التاريخ نفسه مع اليهود وستصادر أملاكهم في المستقبل بحجة أنهم اغتصبوا ارض الميعاد اغتصابا , وما ذلك ببعيد عن السياسيين الذين لا يلتزمون بمبدأ أخلاقي ثابت وحتى ينتهي الصراع بين اليهود وبين الدول المجاورة يجب على جميع الأطراف الأيمان بمبدأ حق الجميع في الحياة الكريمة والإيمان بتكافؤ الفرص وعدم استغلال الفقراء في المشاريع الربوية والمشبوهة أخلاقيا ويجب على جميع الأطراف أن تؤمن بكرامة الإنسان وانه لا يوجد رب يفضل احد على احد وان تنتهي عملية تلاعب الحكام بالدين الإسلامي والمسيحي واليهودي وعلى الجميع أن يؤمن اليوم من أن إصلاح الأرض مسألة علمية وليست دينية وعلى الجميع ان يميز بين اورشليم الجديدة والقديمة وانه لا مجال اليوم لاؤرشليم القديمة وبذلك يجب إنهاء الصراع وبناء مدن علمانية علمية بدل المدن الدينية, مع الاحتفاظ بحق اليهودي والمسيحي والمسلم بإقامة شعائره الدينية وتوحيد الخطاب الديني الذي يحث على الأخلاق ومساعدة المحتاجين والفقراء بغض النظر عن دينهم أو معتقدهم
وفي النهاية مع أن العالم الأوروبي والإسلامي يرفض الربا ويتهم اليهود بأنهم شعب ساقط إلا أن جميع العالم قد تحول إلى الديانة اليهودية ومن المحزن أن يتحول العالم كله إلى الديانة اليهودية وبنفس الوقت يرفض العالم أن يكون لليهود وطنٌ يعيشون به بكل أمان ليس نهبا أو سرقة بل هو الوطن الذي ولد به أجدادهم وأسلافهم من الأنبياء والرسل والملوك, والجريمة الكبرى أن يتعامل العالم مع اليهود كما يتعامل الشرفاء مع العاهرات بحيث يقيمون معهم علاقات سرية في الليل ويسبونهم في النهار كما يأتي الرجل إلى العاهرة ليلا وفي الصباح يشتمها في الأسواق كما تفعل غالبية الدول العربية اليوم.
فأوروبا الشرقية والغربية كانت تستولي على أموال اليهود أما المسلمون فقد تحاربوا مع اليهود على رأس المال الرمزي وهو الوحي كما اسماه عالم الديانات الألماني (ماكس فيبر), تهالكت أوروبا بأكملها على أموال اليهود,والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا مثلا لم يترك اليهود ديانتهم اليهودية ويدخلوا في المسيحية في معظم أرجاء أوروبا ليتخلصوا من الذبح والقتل؟ لقد حاولوا معظمهم فعل ذلك ولكن أوروبا الشرقية والغربية كلها كانت تمنع اليهود من الدخول في المسيحية من أجل المحافظة على وظائف اليهود الاقتصادية وهي الشركاء السريين في تأجير رأس المال والإقراض بالفائض والصدمة الكبرى أنه حصل عبور عكسي حصل وهو أن كل أوروبا تحولوا من المسيحية الاقتصادية إلى اليهودية :
في عهد الملك فيليب الجميل ملك فرنسا ظهرت أزمة اقتصادية حادة انهارت فيها القوة الشرائية للعملة الفرنسية فلم يكن أمام الملك من خيار إلا بالطريقة النموذجية التي كان يستعملها كل ملوك أوروبا وهي فرض غرامات مالية على اليهود كونهم ضعفاء عسكريا وأقوياء اقتصاديا وكان اليهود خلال تلك القرون يعانون من هذه المشكلة وهي مشكلة القوة العسكرية حيث كانت بحوزتهم رؤوس أموال كبيرة وبنفس الوقت كان ممنوعا عليهم أن يحملوا أي نوعٍ من أنواع السلاح , فكان أي يهودي يحمل سلاحا يؤخذ فورا إلى السجن أو المقصلة بحجة خيانة الملك والنظام وزرعت هذه المخاوف عند اليهود حتى اليوم جيناً ثقافيا وهو فقدان الإحساس بالأمن والسلام وافتقارهم إلى السلاح, فرأس المال القوي بحاجة إلى جيش نظامي قوي يحميه,وكان وجودهم بلا وطن هو مشكلة كبيرة لهم وللعالم,فهذا الشعب المثابر حرامٌ علينا دينا وشرعا وإنسانية أن يكون بلا وطن يؤويه,وعلى كل حال كان اليهود هم الملجأ الأول والأخير لملوك أوروبا الشرقية والغربية لكي ينفقوا على فسادهم المالي والأخلاقي وتبذيرهم لأموال الشعوب تحت أرجل العاهرات ففرض عليهم الملك فيليب الجميل كثيرا من الغرامات وقد قام بتحصيل 100ألف(ليفر) من كل يهود فرنسا عام 1292م و215ألف عام 1295م,ثم طمع أكثر فأصدر مرسوما ملكيا عام1306م بمصادرة جميع أموال وأملاك اليهود والقبض عليهم في يوم واحد ثم وقف أمامهم بوجه مخلوق من الحجر والطين الناشف دون أن تنعكس عنه أي عبارة من عبارات الرحمة والرأفة في حق هذا الشعب المظلوم واتهمهم بالفساد..
أما أول فتنة وقعت في حق اليهود سياسيا واقتصاديا فكانت سنة 1336-1338م التي قادها الخمار(سيبر لين) الذي زعم بجنون أنه مَلك الفقراء حتى غمرت كلاً من (بافاريا-النمسا-الألزاس-بوهيميا) حتى طالبت الجمعيات الحرفية في إستراسبورغ بقتل جميع اليهود لكي يتخلصوا من ديونهم وحصل صراع بين المستفيدين من اليهود وبين المتضررين إلى أن تم اعتبار اليهود بعد 15خمسة عشر عاما على ثورة الخمار بأنهم خارجون على القانون وهاربون من وجه العدالة وتم نشوب حرائق لليهود بالجماعات,فدفع هذا الشعب المسكين ضريبة إقراضه الأموال للناس من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية,واليوم كل تلك المواقع الجغرافية تحولت إلى الديانة اليهودية الاقتصادية في شكلٍ آخر من أشكال المحافظة على وظيفة هذا الشعب المسكين والمظلوم وامتصت كل ديانات العالم الأرضية والسماوية الديانة اليهودية ولعبوا دورها وقد امتصوها تماما كما تمتصُ الإسفنج الماء.
وقد كان كل(بارون)في أوروبا يقف أمام اليهود ليقول هؤلاء هم ممتلكاتي دون أن يخشع قلبه ودون أن يشعر بوخز الضمير بوجه مصنوع من الرخام البارد أو الطين الجاف,وفي النمسا عام 1379م تم توقيف كل اليهود في السجون ولم يُطلق سراحهم إلا بعد دفع16ألف مارك وقد نهج هذا النهج كل أمراء النمسا,وفي عام 1378م قام أمراء النمسا بتحريض الفلاحين ضد هذا الشعب اليهودي المسكين بالثورة ضدهم واستغل الفلاحون هذه البشاعة لأن معظمهم كانوا مدينون لليهود,وكانت أصلا ديون الفلاحين بسبب الضرائب التي كان يفرضها عليهم كل ملوك وأمراء أوروبا الشرقية وذلك من أجل رفاهيتهم هم والنبلاء والبارونات وفي النهاية كانوا يحرضون الفلاحين على قتل اليهود وكان الفلاحون لا يتوانون عن فعل هذا بسبب رغبتهم بالتخلص من الديون تماما كما تقول اليوم الحكومة للمواطنين حطموا أبواب البنوك وكسّروا أقفالها وصادروا أموالهم والشيكات التي عليكم,وفرض الملك هنري الثاني مرسوما ملكيا بضم أملاك كل يهودي يتحول إلى الديانة المسيحية إلى التاج الملكي وذلك في كل أرجاء أوروبا الإقطاعية ورفضهم من دخولهم في المسيحية هو أن هؤلاء الملوك كانوا يريدون من اليهود المحافظة على وظيفتهم وهي وظيفة إقراض المال بالربا أو تأجير رأس المال نفسه أي أن الموقف ليس متعلقا بالدين اليهودي وإنما بوظيفة اليهود وحصلت بعد ذلك مفاجأة كبرى وهي أن جميع ملوك أوروبا قد تحولوا إلى اليهودية الاقتصادية بدل أن يتحول اليهود إلى الديانة المسيحية وبالتالي غلب الدين اليهودي الاقتصادي ديانة وطبيعة الأنظمة الدينية في أغلبية أرجاء أوروبا,وبسبب كل ما ذكرناه كانت على فترات من التاريخ تصبح إنكلترا فارغة من اليهود نهائيا بسبب أعمال التصفيات الجسدية والاقتصادية ضدهم وأيضا بسبب الموت الأسود اللون وهو مرض الطاعون الذي اجتاح أوروبا في بداية القرن الرابع عشر ميلادية وفي منتصفه سنة1348م-1350م وكان اليهود في تلك الفترة يموتون بالألوف والذي كان ينجو من مرض الطاعون الأسود كانت السلطات الملكية تتهمه بأنه هو الذي ينشر الجراثيم والبكتيريا فكان يقبض على الناجين منهم وتصادر أموالهم ومن ثم يذبحون ذبحاً كذبح الشاة أمام معبد الرب,وأما بخصوص اليهود الذين ظهروا في أوروبا في بداية القرن السادس عشر كان أغلبهم من إسبانيا وهم ما يعرف بإسم(السفرديم) ومرة أخرى ساهم اليهود القادمون من إسبانيا بتمويل الرحلات البحرية الاستكشافية وبتعزيز مفهوم التجارة الدولية ومع ذلك كل العالم كان يستفيد من اليهود وكان اليهود في النهاية وحدهم الذي يخسر.