كواليس مشروع الجيش السوري الوطني الجديد: عناصر بدون ميول إسلامية مع ‘صحوات’ عشائرية في حوران

 بسام البدارين: عمان ـ ‘القدس العربي’:

ترعى الولايات المتحدة الأمريكية عبر سفارتها في العاصمة الأردنية وفريق المتابعة الذي يعمل مع البنتاغون سلسلة من الحوارات والإتصالات والإجتماعات التي تهدف لتشكيل ما أسماه الأئتلاف السوري المعارض بالجيش الوطني السوري الذي لم تعرف بعد الخطط الهيكلية الخاصة بتأسيسه ولا طبيعة علاقته بالجيش السوري الحر.

ولوحظ في السياق أن توقف رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي في عمان لأكثر من يومين تزامن مع حضور شخصيات بارزة في المعارضة السورية وأخرى بارزة من صفوف الإنشقاق عن الرئيس السوري بشار الأسد.

وأطلق ديمبسي في عمان سلسلة من التصريحات التي تتحدث عن تأمين التكامل الإستخباري ومساندة الأردن أمنيا وعسكريا على إحتواء تداعيات الأزمة السورية.

وفاجأ ديمبسي الأوساط السياسية بإعلانه في عمان أمس الأول بأن القوة الأمريكية العسكرية الموجودة في الأراضي الأردنية وتحديدا على الحدود مع سورية ستبقى طويلا ولا يوجد لها وقت محدد وستخضع لآلية ‘التناوب’ في مؤشرات حيوية على وجود عسكري أمريكي ثابت في الأردن تحت عنوان الأزمة السورية.

وزار عمان في نفس التوقيت العماد السوري المنشق مناف طلاس الذي ترشحه بعض الدوائر الضيقة لتولي مهام أساسية في تشكيل وبناء هيكل عسكري جديد خارج الأراضي السورية بإسم ‘الجيش الوطني السوري’.

وكشف النقاب عن حضور العماد طلاس لعمان السفير السوري في الأردن الجنرال بهجت سليمان الذي وصف على صفحته في فيس بوك العماد الطلاس بعبارة ‘الهارب الفار’ لصالح المشروع الصهيوني معتبرا أن جهود طلاس ورفاقه من الهاربين في تشكيل قوة من المرتزقة ستبوء بالفشل.

ولم تعلن السلطات الأردنية بدورها عن طبيعة الإتصالات التي جرت أو أجراها طلاس في عمان خصوصا بعدما زارها عدة مرات أيضا رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا.

لكن تقارير خاصة جدا في اوساط المعارضة السورية إطلعت عليها القدس العربي تحدثت عن إجتماعات تنسيقية وفنية جرت برعاية أمريكية وبحضور شخصيات أردنية مع أقطاب في المعارضة السورية وناقشت بشكل خاص تشكيل وتوحيد مجموعات عسكرية سورية بإسم نواة للجيش الوطني السوري.

وجرى ذلك لأول مرة بحضور شخصيات عشائرية وإجتماعية بارزة من سورية خصوصا من منطقة محافظة درعا وشارك في جزء من هذه الإجتماعات الأمير السعودي سلمان بن سلطان المكلف بالملف السوري في وزارة الدفاع السعودية.

وعلم بأن شرطا أساسيا وضعته الرعاية الأمريكية خلال المشاورات الأولية لضمان دعم واشنطن لما يسمى بالجيش السوري الوطني الجديد وهو عدم وجود كوادر ذات ميول ‘إسلامية’ في العناصر التي سيتشكل منها هذا الجيش مستقبلا حيث وعد فريق المتابعة الأمريكي الذي يعمل مع وزارة الدفاع بتوفير الدعم اللازم للتدريب مقابل عدم وجود عناصر بميول إسلامية.

وعلمت ‘القدس العربي’ بأن العماد طلاس والجربا وأخرين حضروا اجتماعات مكثفة في هذا السياق بعمان وشارك في بعضها الجنرال ديمبسي وجرى الإجتماع الرئيسي بتاريخ 27 رمضان في منزل السفير الأمريكي في العاصمة الأردنية.

كما شارك في بعض الإجتماعات الأولية بالخصوص وجهاء سوريون تم إحضارهم من منطقة سهل حوران ومحافظة درعا إضافة لممثلين عن قبائل سورية كردية ودرزية وخبراء عسكريين من المنشقين السوريين بينهم العميد أحمد نعمة الذي يعتبر من أوائل المنشقين إضافة لأبرز شخصية منشقة عن المخابرات السورية وهو العقيد علاء الدين الصباغ.

وشارك في الإجتماعات أيضا ممثلون عن وحدات حماية الشعب الكردي وممثل شخصي لعائلة الأطرش العريقة وبعض أقطاب المعارضة المقيمين في تركيا.

ويبدو أن هذه الإجتماعات ناقشت تفاصيل محددة تتعلق بدور بعض العشائر العربية والكردية والدرزية في أطراف سورية في الأسابيع المقبلة. وأوصت الإجتماعات بأن تتحمل العشائر السورية العربية والدرزية على الحدود الأردنية وفي منطقة حوران وجبل الدروز المشاركة في تأمين الحدود والعمل على منع تسلل المقاتلين من الجانبين.

وتتعهد الولايات المتحدة وبعض الدول العربية أهمها السعودية بدعم العشائر بالمال والسلاح في حال تصديها للمجموعات المتشددة والمتطرفة تحت عنوان حماية الحدود السورية مع الجوار.

كما ناقشت الإجتماعات تشكيل نواة للجيش الوطني السوري الجديد الذي سيكون حليفا للغرب على أن لا تكون خلفية أفراده إسلامية أو مرتبطة بأي تنظيمات إسلامية.

وثمة أنباء في السياق نفسه عن إطلاع عم الرئيس السوري الدكتور رفعت الأسد على المشروع الجديد لبناء الجيش السوري الوطني . وقارن مصدر دبلوماسي بين هذه الإجتماعات ومشروع الصحوات الشهير في العراق للتصدي لنفوذ تنظيم القاعدة في المناطق السنية العراقية.

لكنه أشار لان تجربة الصحوات العراقية ستكون أكثر كفاءة وتطورا وستستفيد من أخطاء التجربة العراقية مع إختلاف الكثير من المعطيات والظروف.

وكان الجنرال ديمبسي قد صرح بان الأردن طلب طائرات إستطلاع لحماية ومراقبة حدوده مع سورية ولحماية أمنه فيما بدأت فعاليات وطنية أردنية بمناقشة أفضل السبل لحماية المصالح الأردنية في ظل تداعيات الأزمة السورية ومن بينها إقامة منطقة عازلة أمنيا كما قال لـ’لقدس العربي’ مدير الأمن العام الأردني الأسبق الجنرال مازن القاضي.

ويعتقد على نطاق واسع بأن الأردن يبادر للمشاركة في هذه الإتصالات لتأمين حدوده وأمنه الوطني في ظل التداعيات المتلاحقة للمشهد السوري خصوصا وان الأردن في الموقف المضاد لجبهة النصرة جنوب سورية ولتنظيم القاعدة في المنطقة الشرقية فيما علاقته مع نظام دمشق لم تتصاعد وإن كانت في أزمة صامتة ولم تشهد أي تطور.

وفي غضون ذلك أكد محامي التنظيمات الجهادية في الأردن موسى العبدللات بأن أي مشاورات أو إتصالات هدفها إحتواء المد الجهادي والحركات الجهادية في سورية لن يكتب لها النجاح مشيرا لان فصائل الجهاد السبعة الأساسية في سورية توحدت فيما بينها تحت إسم الجيش الإسلامي الموحد ولان جبهة النصرة تتقدم مع رفاقها في الواقع السوري على الأرض ولا يمكن وقفها.

ووصف العبدللات وضع الجبهات الجهادية في سورية بأنه مستقر وفعال وفي حال جيدة ميدانيا مستبعدا أن تغير الإجتماعات السياسية أو المغرضة خارج سورية بحيثيات الواقع الميداني.

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.