في 2008 داهمت السلطات الاميركية معقلاً مغلقاً لطائفة المورمن التي تسمي نفسها ب “الكنيسة الأصلية ليسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة” بمزرعة نائية بولاية تكساس، واعتقت 460 طفلا مع أمهاتهم تحت سن 18 عاما، وأدين” وارن جيفز” كبير كهنتهم بجرم “الاعتداء الجنسي” و”الاعتداء الجنسي الإجرامي المشدد” على فتاتين تتراوح أعمارهن بين الـ12 والـ15 عاماً, وحكم عليه بالسجن المؤبد, ولكنه استمر بقيادة كنيسته من داخل السجن لان مركزه الديني وافعاله هي منزلة من عند الله لاتدينها اي سلطات دنيوية حقيرة كافرة.
من اغرب المعتقدات عند هذه الطائفة انها تبيح تعدد الزوجات, والزواج ايضاً من القاصرات بعمر تحت 12 سنة, والانكح من هذا ان الانجاب في هذا المجتمع المتدين المغلق (حوالي 10 الاف تابع), ينحصر بمجوعة كبار الكهنة الفحول, لتحمل الذرية الجينات الالهية الصالحة, ومحرم على الازواج ان ينجبوا من زوجاتهم المتعددة, وبأمر الهي أيضاً عليهم عندما يأتي الكاهن الفحل ليلقح زوجاتهم ان يمسكوا برؤوسهن لكي يسهل على الكاهن عملية التلقيح المقدس, هذا ما كشف عنه المحقق الأمريكي الخاص ” سام بروير” في كتاب نشره عن كبير كهنتهم ” وارن جيفز”, وجاء في وثائق الكتاب ايضا ان الكهنة الفحول يلقبون بـ”حاملي البذور،” وهم “رجال يختارهم كهنة الكنيسة من “سلالة مميزة” لإخصاب النساء.
تم دعوة كاتب هذا المقال للانضمام الى احد فروع هذه الطائفة, ولبى دعوتهم ليشبع فضوله, وحضر عدة اجتماعات لهم وعدة طقوس كنسية وصلوات, وهم يتعبدون بالانجيل ذاته الذي يتبعه جميع المسيحيين بالعالم, ولكن كما قلنا النصوص عبارة عن وعاء للمعنى والذي بيده السطلة والمال يضع به ما يشاء, ومن التفسيرات الغريبة التي رصدها الكاتب هو ان الله لم يطلب من الانسان ان يعمل وينتج ويبني, وانما امره ان يعبده ويتبعه, فالعبادة اهم من العمل والكهنة وحدهم من يقرر كيف تكون صحيحة للظفور بالحياة الابدية في ملكوت الله.